العالم

القصف يضرب قلب دمشق.. والأوروبيون يختلفون مرة أخرى على تسليح الجيش الحر

القصف يضرب قلب دمشق.. والأوروبيون يختلفون مرة أخرى على تسليح الجيش الحر

في وقت تواصلت اعمال العنف في سوريا بوتيرة عالية الاثنين وضربت القذائف قلب دمشق موقعة ثلاثة قتلى، فشل وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي مجددا في التوصل الى اتفاق حول تسليح المعارضة السورية، الا ان وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس اكد ان هذا الموضوع بات "يطرح اكثر فاكثر". واعربت اسرائيل بشكل واضح الاثنين عن مخاوفها من تنامي دور الاسلاميين في اوساط المعارضة السورية المسلحة، ولم تخف خشيتها من انتقال ترسانة اسلحة النظام السوري الى ايدي هؤلاء الاسلاميين. وكرر الوزراء الاوروبيون الذين اجتمعوا في بروكسل ان الاولوية تبقى لايجاد حل سياسي، وهو امر "لا غنى عنه" وفق الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي. ودعا الابراهيمي الذي شارك في الاجتماع الاوروبيين الى التحرك لجعل هذا الحل السياسي "ممكنا"، مضيفا ان "الحل العسكري غير وارد". ولم يعلن الوزراء الاثنين قرارات جديدة في شان سوريا بعدما اذنوا في شباط/فبراير لمن يرغب من الدول، بتقديم معدات غير قاتلة ومساعدة تقنية الى المعارضين. لكن فابيوس اعتبر ان المناقشة لم تنته بعد، وقال اثر الاجتماع "يبدو لي مؤكدا ان قضية رفع الحظر على الاسلحة تطرح اكثر فاكثر لاننا نشهد انعدام توازن اكيدا بين بشار الاسد الذي يتزود اسلحة قوية مصدرها ايران وروسيا والائتلاف الوطني الذي لا يملك هذه الاسلحة نفسها". واوضح نظيره البريطاني وليام هيغ انه في ظل عدم وجود حل سياسي "علينا ان نستمر في زيادة دعمنا للمعارضة". وفي هذا السياق، قررت بريطانيا ارسال سترات واقية للرصاص واليات مدرعة وتقديم مساعدة. لكن وزراء اخرين كرروا معارضتهم تقديم معدات عسكرية. وكرر السويدي كارل بيلت "ينبغي ايجاد حل سياسي، ليس هناك حل عسكري". وفي الاطار عينه، اقترح الوزير الالماني غيدو فسترفيلي تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا بهدف "مساعدة المعارضة في اعادة اعمار المناطق التي تسيطر عليها"، وخصوصا في شمال البلاد وشرقها. من جهة ثانية اكد قائد اركان الجيش الاسرائيلي بني غانتز الاثنين ان المنظمات "الارهابية" التي تقاتل الى جانب المعارضة السورية تعزز وجودها على الارض. وقال الجنرال غانتز في مؤتمر سنوي حول الامن يعقد في هرتزيليا، شمال تل ابيب، ان "الوضع في سوريا اصبح خطيرا للغاية. المنظمات الارهابية تعزز وجودها على الارض. انها في هذه المرحلة تحارب ضد الاسد لكنها قد تتحول ضدنا مستقبلا". واضاف رئيس الاركان ان "السلاح الاستراتيجي الضخم الذي تملكه سوريا يمكن ان يقع في ايدي هذه المنظمات الارهابية" في اشارة الى الاسلحة الكيميائية وانظمة الدفاع الجوي السورية. في عمان اكد العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني الاثنين اهمية ايجاد "حل شامل يوقف نزيف الدماء" في سوريا. في جنيف افاد تقرير اعده محققو الامم المتحدة ورفع الاثنين الى مجلس حقوق الانسان ان نظام الرئيس بشار الاسد يستخدم ميليشيات وكذلك لجانا شعبية شكلها سكان بعض المناطق لارتكاب مجازر. وجاء في هذا التقرير من عشر صفحات الذي اعدته لجنة تحقيق دولية ومستقلة تابعة للامم المتحدة ان "المجازر التي يعتقد ان لجانا شعبية ترتكبها اخذت احيانا منحى طائفيا". كما طالب المحققون بتقديم تقريرهم الى مجلس الامن ليرفع بدوره الملف الى المحكمة الجنائية الدولية. في موسكو كرر وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف موقف روسيا المعروف من الازمة في سوريا وقال بعيد استقباله القيادي السوري المعارض هيثم المناع ان "الشيء الاهم هو في تمكين السوريين من ان يقرروا بانفسهم دون ضغط من الخارج (...) بشان مصيرهم ومصير الشخصيات السياسية" في سوريا. في كييف اعلنت وزارة الخارجية الاوكرانية الاثنين ان الصحافية الاوكرانية انهار كوتشنيفا التي خطفت في تشرين الاول/اكتوبر في سوريا، استعادت حريتها. وقال المتحدث باسم الوزارة افغين بريبينيس لفرانس برس "انها طليقة وقد اتصلت بالفعل بسفارتنا في سوريا" واضاف "من المقرر ان تتوجه غدا الى السفارة الاوكرانية في دمشق" دون اعطاء مزيد من التفاصيل وخصوصا بشأن ظروف تحررها. ميدانيا، قتل ثلاثة مواطنين وجرح اخرون الاثنين اثر سقوط قذائف هاون في حي في جنوب العاصمة، بحسب ما افادت وكالة الانباء الرسمية (سانا). وذكرت الوكالة ان "قذيفة هاون سقطت خلف احد المحلات التجارية على طريق الدويلعة واسفرت عن استشهاد ثلاثة مواطنين واصابة 28 اخرين"، فيما ذكر التلفزيون السوري الرسمي ان ثلاث قذائف هاون "اطلقها ارهابيون سقطت قرب كنيسة مار يوسف في حي الدويلعة". واضافت الوكالة ان "قذيفة هاون سقطت في حارة المسك في باب شرقي (المجاور لحي الدويلعة) على احد المنازل متسببة باضرار مادية في المكان دون وقوع اصابات." كما افادت عن سقوط "قذيفة هاون اطلقها ارهابيون على ملعب تشرين اثناء مباراة بكرة القدم بين فريقي ناديي مصفاة بانياس وامية ما ادى الى وقوع عدد من الاصابات بين اللاعبين والاداريين وحكم الاحتياط". وشهدت العاصمة مؤخرا استهدافا مكثفا بقذائف الهاون لاماكن حيوية بينها ثلاث قذائف سقطت في محيط مبنى الاركان واخريين بالقرب من قصر تشرين الرئاسي واخرى في مدينة تشرين الرياضية في محيط المكان الذي سقطت فيه القذيفة الاثنين. من جهة ثانية، ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان قذائف عدة سقطت على مخيم اليرموك في جنوب العاصمة، ما تسبب بمقتل شاب وسقوط عدد من الجرحى. كما افاد عن قصف على حيي جوبر (شرق) والتضامن (جنوب) في دمشق. وفي حصيلة غير نهائية للمرصد، قتل 90 شخصا في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا الاثنين هم 41 مقاتلا معارضا و29 مدنيا و20 جنديا. وكان المرصد افاد في وقت سابق عن قصف بالطيران الحربي على حي بابا عمرو في مدينة حمص (وسط) حيث تدور اشتباكات غداة دخول مقاتلي المعارضة اليه. وسيطرت القوات النظامية على الحي في الاول من آذار/مارس 2012 اثر قصف ومعارك استمرت نحو شهر. واشار المرصد الى ان القوات النظامية تستقدم تعزيزات الى حواجزها العسكرية في الحي، متوقعا ان تحاول القوات النظامية "طرد المقاتلين من بابا عمرو مهما كلف الامر". في الشمال، قال المرصد ان الطيران الحربي قصف مدينة الرقة تزامنا مع اشتباكات عنيفة على مدخلها الشمالي. وسيطر مقاتلو المعارضة الاسبوع الماضي على مدينة الرقة التي اصبحت اول مركز محافظة خارج سيطرة النظام. في محافظة ادلب (شمال غرب)، افاد المرصد ان الطيران الحربي السوري "شن عشر غارات" الاثنين على محيط بلدة حيش، في محاولة "لفك الحصار عن حاجزي الحامدية ومعسكر وادي الضيف وايصال الامدادات العسكرية لهما". ويحاصر مقاتلو المعارضة المعسكرين ويقطعان عنهما طرق الامداد منذ سيطرتهما على مدينة معرة النعمان الاستراتيجية القريبة من المعسكرين في التاسع من تشرين الاول/اكتوبر.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من العالم