قناة السويس هي الحل

قناة السويس هي الحل

لن تنهض مصر ويشتد عودها وتنفض غبارها إلا إذا التفت حول مشروع قومي كبير، كمشروع السد العالي في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. ولا يختلف اثنان على أنه لا يوجد مشروع كبير وقومي في مصر أجمع عليه جميع المتخصصين مثل مشروع تنمية إقليم قناة السويس، الذي تأخر كثيراُ في عهد النظام السابق ويجب البدء في تنفيذه حالاً لاستعادة مصر لدورها الإقليمي والدولي فضلا عن إنقاذ سفينة الإقتصاد المصري من الغرق في بحر اللاعودة. إن ممر قناة السويس أهم ممر ملاحي في العالم بأكمله، حيث يربط آسيا وافريقيا وأوروبا، ولا يمتلك موقع في العالم مميزاته وللأسف هناك مواقع أقل منه كثيراً مثل سنغافورة وتحقق دخلاً يزيد علي 180 مليار دولار سنوياً بينما دخل قناة السويس التي تنقل حوالي 7% من تجارة العالم المنقولة بحراً 5 مليارات دولار سنوياً فقط. وأن مشروع تنمية إقليم قناة السويس هو الوحيد القادر على أن يقفز بالاقتصاد المصري من حالته المتردية إلى أن يصبح في مصاف اقتصادات الدول المتقدمة وسيجعل مصر مركزا لجميع الخدمات اللوجيستية على مستوى العالم. ويتمثل مشروع تنمية إقليم قناة السويس (السويس- الإسماعيلية- بورسعيد) في إنشاء موانئ وإقامة منطقة لصناعة وصيانة الحاويات والسفن ومدينة لأبحاث التجارة الدولية والخدمات الملاحية وإقامة مناطق تجارة وخدمات لوجيستية ومناطق صناعية وإقامة منطقة حرة، والسياحة العالمية حيث إن هناك منتجعاً سياحياً متميزاً بالإقليم وإستغلال الطاقة الجديدة والمتجددة عبر استخدام الامكانات الطبيعية لانتاج الطاقة النظيفة بالاقليم. وسيعمل هذا المشروع على زيادة العائد الاقتصادي للقناة من 5 مليار دولار سنوياً إلى 100 مليار دولار وتوفير مليون فرصة عمل سنوياً، بالإضافة إلي إعادة التوزيع العمراني والجغرافي للسكان من خلال مشروعات عمرانية متكاملة وحل مشكلة الإسكان. وتُشير كافة التوقعات إلى أن هذا المشروع سيحقق نقلة كبيرة خلال 5 سنوات قد تتجاوز ضعف العائد في منطقة دبي. ومن المؤكد أن هناك أعداء لهذا المشروع في خارج مصر وداخلها لأنه سيغير من الخريطة الاقتصادية للمنطقة بالكامل، وأن ما تشهده مدن القناة الثلاث (السويس- الإسماعيلية- بورسعيد) من مظاهرات وإعتصامات وتخريب ومحاولة المتظاهرين غلق قناة السويس مؤخراً له علاقة بطريقة غير مباشرة بهذا المشروع. لو خرج هذا المشروع إلى النور وتم تنفيذه في عهد الرئيس "مرسي"، سوف يذكره التاريخ بحروفٍ من ذهب، فالفرص لا تتكرر كثيراً في فترات الحكم، إما أن تغتنمها، وإما ستظل للأبد تعض أصابع الندم.
إنشرها

أضف تعليق