Author

في أسبوع المرور نجد لهم حضور فقط !!

|
في أسبوع المرور نشهد تواجد كثيف لرجال المرور في الشوارع وعند الإشارات الضوئية ، وهي أشبه ما تكون بحالة استنفار ، نعرف من خلالها أن هنالك عدد كبير من رجال المرور موجودين في السعودية ، لكن لا نراهم إلا في المناسبات ، وكأنهم رجال مهرجان يختفون عن الأنظار في الشوارع بمجرد الإنتهاء من هذه الأسبوع المروري الخليجي !! أسبوع المرور هو مناسبة تثقيفية ـ يتم من خلالها تثقيف عامة الناس بقواعد السلامة والمرور والتي هي معروفة مسبقاً لدى عامة الأشخاص الذين يحملون رخصة قيادة ، وهذا يعني أن المشكلة ليست في الجهل بقواعد القيادة أو السلامة المرورية ، لكن المشكلة تكمن حقاً في تطبيق هذه القواعد من قبل سائقين المركبات بجميع أنواعهم ، والسبب بالتأكيد غياب المتابعة الميدانية للمخالفين ، وهذا بسبب عدم تواجد رجال المرور في الشوارع إلا ما ندر ، فغيابهم يعني غياب للقانون الذي تم تشريعه ورقياً وغاب عن التطبيق فعلياً ، لذلك نرى فوضى عارمة في شوارع السعودية ، ونسمع بأرقام مهولة لضحايا هذا التهور الذي وصل إلى تسجيل 17 حالة وفاة يومياً بسبب حوادث المرور !! تم الاستعانة بالتقنية لضبط مخالفات السرعة في شوارع السعودية ، لكن للأسف هذا لم يكن كافياً ، وبالتحديد بعد ما أصبح أغلبية الأشخاص يعرفون بمواقع كاميرات أو سيارات "ساهر" مسبقاً ، لذلك نجدهم يكتفون بالتقيد بالسرعة المسموح بها فقط بالقرب منها,ويعود التهور بعد تجاوزها مباشرة,كما أن البعض أصبح يغطي لوحات السيارات بطريقة تجعل من الصعب معرفة رقم لوحة السيارة ، كما أن التهور لم يقتصر على تجاوز السرعة فقط,بل هنالك مخالفات خطيرة أخرى ترتكب لا يمكن لساهر ضبطها مثل التجاوز العشوائي ، ةعكس السير ، عدم ترك مسافة كافية بين السيارة والأخرى.. الخ ، ومثل هذه المخالفات لا يمكن الحد منها أو القضاء عليها إلا بتواجد بشري ميداني كثيف من قبل رجال المرور في الشوارع الرئيسية على الأقل !! معاناتنا مع غياب رجال المرور والفوضى المرورية قضية ليست بجديدة ، لكن أجد أسبوع المرور فرصة مناسبة لتذكير القائمين على المرور بهذه المعاناة الخطيرة ، التي تحصد أرواح وتتلف ممتلكات ولا حياة لمن تنادي ، لذلك أرجوكم أفيقوا من سباتكم وأنقذونا من هذا الإرهاب الذي يعصف بنا يومياً !!
إنشرها