Author

برنامج الملك عبد الله.. للكشف المبكر عن السرطان

|
موضوع اليوم من الأهمية بمكان، ولذا أضعه أمام الأنظار الكريمة لخادم الحرمين الشريفين، كيف لا وهو الحريص على المواطن وبالذات إذا تعلق الأمر بصحة ذلك المواطن، ومع الإيمان العميق بأنه لا يصيب الإنسان إلا ما كتبه الله عليه، وأنه ما وجد داء إلا وله دواء، علمه من علمه وجهله من جهله، فإن الأخذ بالأسباب واجب شرعي، وأن الوقاية أهم تلك الأسباب، بل لقد قال الحكماء إن "درهم وقاية خير من قنطار علاج"، ولذا تعتمد الدول على الاهتمام بالوقاية حماية لصحة مواطنيها وتوفيراً للتكاليف العالية في علاجهم، لكن الأمر لدينا يختلف عن ذلك، فالتركيز كله على العلاج، أما الوقاية ففي مرتبة ثانوية. ومن أهم الأمراض التي انتشرت أخيرا مرض السرطان الذي لا يمر شهر أو ربما أقل إلا ونسمع عن وفاة قريب وعزيز انتشر المرض في جسمه دون أن يكتشف، ثم إذا ذهب للعلاج في مراكز متقدمة قيل له لقد تأخرت، ولو اكتشف المرض في بدايته لأمكن - بإذن الله - السيطرة عليه. وفحوص الاكتشاف المبكر لمرض السرطان كما يقول الأطباء بسيطة الإجراءات ومتواضعة التكاليف، وفي بعض الدول تتم بشكل روتيني في مراكز العناية الأولية، بينما لا تقوم تلك المراكز لدينا بأي دور، حتى العمالة المنزلية لم تعد مقبلة عليها أو راضية بعلاجها، بينما هي منتشرة في الأحياء وفي مبان خصصت لذلك، بتبرع كريم من الملك فهد بن عبد العزيز - يرحمه الله. والمقترح اليوم أن تبادر وزارة الصحة بإطلاق "مشروع الملك عبد الله للاكتشاف المبكر للسرطان" وتعطى له أولوية على غيره من مشاريعها، وأن تسير له القوافل في المناطق التي لا توجد فيها مراكز طبية، وأن يكون شبه إلزامي، وبشكل سنوي للمرأة والرجل. ويعرف الأطباء مناطق إصابات السرطان بالنسبة للرجل كالبروستات والقولون وبالنسبة للمرأة في الثدي والغدة الدرقية. وسيكون هذا البرنامج لو نفذ عاجلاً وقاية بإذن الله - من ذلك المرض الفتاك. ولقد فجع الناس بقصص وقعت أخيرا لاكتشاف السرطان متأخراً، إحداها لسيدة كانت قد استعدت للذهاب إلى فرح ووقف زوجها عند باب المنزل ينتظرها لإيصالها للفرح، وتعثرت قدمها في الدرج وكسرت ساقها ولم تستطع الرد على هاتف من زوجها يستعجلها، وحينما حضر وجدها ملقاة على السلم فحملها للمستشفى على اعتبار أنه كسر بسيط، وأثناء الفحص اكتشف أنه سرطان منتشر ولم يعلم عنه، وتوفيت المرأة - يرحمها لله. ومثل ذلك قصة رجل اشتكى من ألم في أسفل الظهر واجتهد بعض الأطباء بإعطائه علاجا مسكنا واشتبه بعضهم في وجود "دسك لديه"، وفي النهاية يكتشف أنه سرطان منتشر ولم يعد للعلاج أي فائدة، فقد حل الأجل المحتوم. وأخيراً: أرجو أن نسمع من وزارة الصحة ما يطمئن حول اهتمامها بالوقاية من جميع الأمراض، وبالذات من مرض السرطان، وأن تعتمد درهم الوقاية قبل قنطار العلاج، وأن تستفيد من تجارب الدول المتقدمة في هذا المجال.
إنشرها