default Author

وحدات قياس عجيبة!

|
حياتنا مملوءة بالقياسات بدءاً من مقاس ثيابك والمكان الذي يحتويك وجهدك في العمل إلى حساب اقتصاد البلدان وحركة الكواكب والنجوم، وفي الواقع لا نستطيع قصر قياساتنا وحساباتنا على وحدات معينة مثل المتر والثانية، فقد نحتاج إلى قياسات بالغة الكبر أو متناهية الصغر للتعبير عن حجم بعض المناطق الشاسعة أو معدل سرعة نمو الطيور في الثانية، لذلك استُحدثت قياسات غريبة منها قياس مقدار تعرّض البشر للإشعاع بعد التداوي به أو عند استخدام الأسلحة النووية (بالموزة)! فالموز مثل أي مادة عضوية تحتوي على مقدار من النظائر المشعة قدُر بـ (78 نانوسيفيرت). وفي أمريكا يستخدم معدل إقبال الناس على مطاعم الكعك أو الوافل لقياس حجم ومدى تأثير الكوارث الطبيعية من زلازل وأعاصير على حياة الناس؛ لأنه من المعروف أن تلك المطاعم تفتح حتى في أثناء الكوارث! أما معدل النمو الاقتصادي والمقارنة بين اقتصادات البلدان فيستخدمون لها سندويتش (البيج ماك) الشهير! ففي عام 2012 يمكن للناس في كوريا وأوكرانيا شراء 23 ساندويتش بيج ماك بـ 50 دولاراً، بينما في سويسرا وبلجيكا لا يستطيعون سوى شراء سبعة ساندويتشات فقط بهذا المبلغ، وبلغ تأثير هذا المقياس لدرجة أن الأرجنتين اتهمت برفع أسعار البرجر ليتسنى لها تحسين ترتيبها اقتصادياً بين الدول! وفي إحدى ليالي عام 1958 حولت مزحة جسد الشاب ''سموت'' إلى وحدة قياس، حيث لم يجد أعضاء أحد ''الأخويات'' إلا جسد صديقهم ''أوليفر سموت'' أقصرهم قامة، إذ يبلغ طوله خمسة أقدام تقريبا أي 1.7 متر، ليقيسوا به طول جسر هارفرد الرابط بين بوسطن وكامبريدج وذلك باستلقائه على الأرض مرات عدة ووضع علامات ومن ثم حساب طول الجسر بناءً على طول جسده! والمدهش أنه عند تجديد الجسر تم اعتماد سموت كوحدة قياس كما استخدمتها شرطة كامبريدج لتحديد مكان الحوادث على الجسر، حتى ''جوجل'' تستخدمها في خرائطها اليوم. ونظراً لاتساع رقعة بعض المناطق والدول فقد تم استخدام دول أصغر منها للدلالة على مساحتها وكبر حجمها ففي روسيا يستخدمون فرنسا كمقياس فيقولون هذه المساحة تساوي فرنسا أو ضعف فرنسا، وفي إنجلترا يستخدمون مساحة جارتهم الصغرى ''ويلز'' كمقياس للمساحة، حيث تبلغ مساحتها قرابة 21 كيلو متراً مربعاً. وعلى الرغم من خطورة ودقة كل ما يتعلق بهندسة الطاقة النووية إلا أنهم يستخدمون وحدة عجيبة لقياس الزمن وهي ''هزة ذيل الخروف'' والتي تعادل 10 نانو ثانية. ولكن ماذا بخصوص بعض القياسات التي نستخدمها في حياتنا اليومية دون أن نعرف ماذا تعني أو بماذا تقاس؟! فهل تصدق أن وحدة قياس حذائك ''أعزكم الله'' التي نقول إنها 37 أو 40 هي ''حبة الشعير'' وأول مَن ابتكرها الملك إدوارد الثالث، حيث وجد أن البوصة الواحدة تعادل ثلاث حبات شعير واعتمد مقاس 39 الذي يعادل 13 بوصة أساساً لتقدير مقاس قدمك فعندما يزيد مقاس قدمك بمقدار ثلث بوصة أي حبة شعير واحدة يكون مقاس قدمك 40 وهكذا. لحظة لم ننته بعد، بالمناسبة هل خطر في بالك عندما تقول لأحدهم ''لحظة'' كم من الزمن يجب عليه أن ينتظرك؟ بالنسبة لي كنت أعتقد أنها جزء من الثانية، ولكن في الواقع هي تساوي 90 ثانية أي دقيقة ونصف حسبما كان معمولا به في العصور الوسطى! ما عدا في التقويم اليهودي فهي تساوي 0.044 ثانية، وبما أن الشيء بالشيء يُذكر ''فلمح البصر'' أو الـ jiffy يستخدم اليوم في عالم الكمبيوتر للدلالة على الزمن الذي تستغرقه دورة النظام وتساوي 0.01 ثانية.
إنشرها