Author

«رهام» هذا هو مشروعك!

|
* أهلا بكم في مقتطفات الجمعة رقم 468. *** * حافز الجمعة: لا يمكن للذكاء وحده أن يقود العالم، بل الذكاء يجب أن يكون متظللا بمظلة أكبر هي المعرفة الإنسانية، لكي يكون أداة بناءة. الذكاءُ مجردا من المعرفة سلاح معقد مصوَّب لجهات عمياء. وهنا تكون الكوارث. *** * مصر أعظم دولة في التاريخ على الإطلاق. لم تذكر كلُّ الكتبِ السماوية من الأمم إلا مصر، وكل الدول طارئة بعد مصر بقرون أو آلاف من القرون، وكانت مصر أرض المعرفة والذكاء، فسارت نيّارةً بين الدول عبر الأحقابِ رغم كل الصعابِ، بل أوقفت زحفاتِ أذكياء الحروب الهمج المجردين من المعرفة الإنسانية من أيام الهكسوس إلى مصيبة المغول. وكانت مصر في العشرينيات والثلاثينيات تملك مقومات دولة أوروبية بالحكم والسياسة والاقتصاد والتجارة، وكانت ستبدأ حركة صناعية تؤهلها للفوز على اليونان والإسبان.. ثم من ثورة يوليو جاء الذكاء غير الموجه بالمعرفة الإنسانية. الآن تعاني مصر ضريبة الذكاء بلا معرفة. لما جاءت القوة المعرفية بقوة الشباب ورسموا كالفنانين أعظم ثورة عرفها القرن العشرين، إذا بالذكاء المراوغ الناقص للمعرفة الإنسانية يسرق كل عملهم من بين أياديهم، ليس لأنهم أعرف بل لأن من سرقهم أدهى وأذكى، وينتهي هدفهم عند ذاك الدهاء والذكاء، بينما المعرفي يبدأ عمله بعد الذكاء ويبقى معه. مصر لن تستقر للأسف بكل المجالات ما دام الذكاء بلا معرفة إنسانية هو المسيطر، فالذكاء بلا معرفة يكون اقتناصيا استغلاليا، لأن هذه وظيفة الذكاء التي من المفروض أن تذللها وتهذبها وتستغلها بوجه صحيح المعرفة الإنسانية. حتى يأتي أصحابُ المعرفة الإنسانية الذين كانت مصر تصدرهم للعالم .. حينها ستتوجه مصر للهدف الصحيح. *** * شخصية الأسبوع: التفاعل الشعبي مع الطفلة ''رهام'' التي أصيبت بمرض نقص المناعة المكتسب ''الإيدز'' كان من نوع المعرفة الإنسانية التي تستجيب للمعاناة والأداء الإنسانيين. وهنا في مثال طفلتنا العزيزة رهام تكون هي المعاناة الإنسانية، ويكون الأداء هو أداء المستشفى الذي غير حياة الفتاة الصغيرة إلى كابوس لا نعلم ولا تعلم متى سينتهي. إن الذي حصل لرهام كشف غطاء ثقيلا مغبرا ومليئا بتراكم الزيوت السوداء الغليظة، هو الذكاء الانتهازي، لأن المعرفة الإنسانية انعدمت.. تماما. لم يكن ينقص القائمين على المستشفى أو الوزارة ذكاءٌ، ولكن من طبيعة الذكاء التمحور حول المصلحة إن لم تسعفه المعرفة الإنسانية، أو ما يسمى بالضمير الكُلِّي. لذا تجد أجهزة كاملة موردة ولم تصل، لأن لا تفكير في الطرف الأهم وهو المريض وهذا من واقع الضمير الكلي. وتجد صرفا لا يبنى على الأولويات، ويتلاشى أكثر من نصفه بالطريق، لأن الذكاء يُشغل للاحتيال والتكسب غير المشروع فيكون الضمير الكلي غائبا، لكي يقوم بالتوجيه. حتى عندما يأتي مسؤول على قمة الهرم أو مسؤولون يملكون صفات المعرفة الإنسانية مع ذكاء لا تستقيم الأمور، لأنهم لم يحاربوا العدوَّ الخفي وهو الذكاء الخالي من الضمير العام، وهذا هو السبب أنه في العالم الأمني أو الإجرامي إن شئت، تسبق الجريمة الأمن دائما بميل، فهي متحررة من أعباء أخلاقيات المعرفة الإنسانية. كل شيء يمسّه الذكاءُ الاستغلالي الأناني يموت حرقا في الحال. لا أحد ينتبه لثقافة الذكاء الوصولي، والذكاء الانتهازي، والذكاء التكسبي في المرافق الرسمية وحتى غير الرسمية الكبرى، فيتغير كل شيء وبقي الفسادُ واللامبالاة صامدين، لأنهما لا يُتَصدَّى لهما. من موقعي الصغير وبحق البنت رهام التي خلعت قلوبَ الأمّة أطالب بأن تحارب ظاهرة الذكاء الاستغلالي النهبي التكسبي الوصولي داخل التكوينات الإدارية الخدمية الكبرى وغيرها. وسأضمن لكم بعد مشيئة الرحمن أن أمورنا ستكون على خير. وليكن اسمه ''مشروع رهام للمعرفة الإنسانية''. *** * ابتكار: هي دعوة للمخترعين والمبتكرين والمطورين. سينظم في أول الشهر الميلادي ديسمبر من هذه السنة ''معرض ابتكار'' تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين. وقد جلستُ طويلا مع الدكتور محمد الأنصاري رئيس اللجنة العلمية، وعرفت منه الأهداف الاستراتيجية الكبرى من وراء المعرض الذي يُهدَف فيه لنقل ثقافة الابتكار لكامل المجتمع، وخلق روابط عملية بين المخترعين والمبتكرين مع القطاعات الخاصة والعامة والتمويلية والتسويقية. لذا أدعو كل مبتكر ومخترع الآن إلى أن يتواصل مع ''موهبة'' المنظمة للمعرض ويقدم اختراعه قبل إقفال قبول الطلبات، فلعلكم عن طريق ابتكار تغيرون مجرى حياتكم للأفضل، وحياة الآخرين، عن طريق الرابط الآتي www.ibtikar.com.sa.. أرجوكم لا تترددوا!
إنشرها