الاقتصادية - الموقع الرسمي لأخبار الاقتصاد والأسواق | الاقتصادية

الأربعاء, 17 ديسمبر 2025 | 26 جُمَادَى الثَّانِيَة 1447
Logo
شركة الاتحاد التعاوني للتأمين8.28
(-2.24%) -0.19
مجموعة تداول السعودية القابضة154.6
(-0.58%) -0.90
الشركة التعاونية للتأمين118.4
(-2.79%) -3.40
شركة الخدمات التجارية العربية123.7
(-2.44%) -3.10
شركة دراية المالية5.36
(0.00%) 0.00
شركة اليمامة للحديد والصلب31.44
(-1.81%) -0.58
البنك العربي الوطني21.33
(-1.25%) -0.27
شركة موبي الصناعية11
(0.09%) 0.01
شركة البنى التحتية المستدامة القابضة30.92
(0.13%) 0.04
شركة إتحاد مصانع الأسلاك20.5
(-2.38%) -0.50
بنك البلاد24.98
(-0.87%) -0.22
شركة أملاك العالمية للتمويل11.23
(-0.62%) -0.07
شركة المنجم للأغذية52.6
(-0.57%) -0.30
صندوق البلاد للأسهم الصينية11.48
(-1.12%) -0.13
الشركة السعودية للصناعات الأساسية52.6
(-1.31%) -0.70
شركة سابك للمغذيات الزراعية111.4
(-2.45%) -2.80
شركة الحمادي القابضة27.92
(-1.48%) -0.42
شركة الوطنية للتأمين13.3
(0.30%) 0.04
أرامكو السعودية23.75
(-1.04%) -0.25
شركة الأميانت العربية السعودية16.42
(-2.26%) -0.38
البنك الأهلي السعودي37.2
(-0.80%) -0.30
شركة ينبع الوطنية للبتروكيماويات28.86
(-1.10%) -0.32

أكد أطباء ومختصون أن نسبة ارتفاع مرض السكري في السعودية ''مرعبة''، مشيرين إلى أن المرض أصبح أشبه بالأمراض المعدية التي يطلق عليها ''الوباء''، وقالوا إن السعودية ضمن لائحة الدول العشر التي تعاني معدلات الانتشار الأعلى عالمياً للسكري، لافتين إلى دراسات حديثة ذكرت أن 30 في المائة من سكان السعودية مصابون بالسكري، داعين إلى مزاولة الرياضة والتقليل من أكل الوجبات السريعة وإجراء فحوص دورية.

وقال الدكتور جون باتريدج عميد الجامعة الملكية للطب في لندن إن ارتفاع نسبة مرضى السكري في السعودية تصل بحسب دراسات حديثة إلى 30 في المائة، معتبرا تلك النسبة ''مرتفعة جداً مقارنة بدول العالم الأخرى''، مشيرا إلى أن مرض السكري خطير، ويتطلب المزيد من الدراسات العلمية، لاستنباط آليات وحلول تحد من انتشاره بهذه المعدلات المؤرقة، وقال: ''تأتي هذه الأمراض مجتمعة السكري وارتفاع ضغط الدم واختلال الدهون'' عند المريض لأنه مصاب بمتلازمة اختلال الأيض ''التمثيل الغذائي''، الذي يوجد لدى أكثر من 80 إلى 90 في المائة من الأشخاص المصابين بمرض السكري في السعودية، في حين تكون في دول أخرى متقدمة مثل الولايات المتحدة، معدلات اختلال التمثيل الغذائي غير مرتفعة.

#2#

وأكد لـ ''الاقتصادية'' على هامش مؤتمر ''الوجه الخفي لمرض السكري'' في تركيا أن انتشار مرض السكري بصورة كبيرة في السعودية يعد شبيها بالـ''الأمراض المعدية'' التي يطلق عليها ''الوباء''، مشددا على ضرورة وضع حلول وخطط استراتيجية مؤثرة لمكافحة عوامل الخطورة التي تؤدي للإصابة بالسكري، مثل زيادة الوزن والسمنة، داعيا إلى ممارسة الرياضة، وتهيئة الأماكن الملائمة لممارستها، إضافة إلى إدخال منهج في التعليم يهتم بالصحة، مبينا أن تثقيف الصغار على الاهتمام بصحتهم في الصغر له فوائد مستقبلية كبيرة على المجتمع، كما دعا إلى تغيير العادات الغذائية لدى الأطفال على حد سواء مع الكبار.

وأشار الدكتور جون إلى أن نسبة ارتفاع السكري في العالم تتضاعف من 3 إلى 5 كل 10 سنوات، حيث يعتمد هذا الارتفاع على مكان حدوث السكري، وبالذات الدول النامية مثل السعودية وإفريقيا التي فيها نسبة حدوثه عالية جداً، ويرى أن هذا الارتفاع له علاقة بالعادات الغذائية ونمط وطريقة الحياة، عكس الأجزاء الأخرى من العالم التي يرجع فيها مرض السكري إلى العوامل الجينية إضافة إلى العادات الغذائية بشكل طفيف.

واعتبر ممارسة الرياضة في أماكن كثيرة من العالم ''محدودة بشكل كبير''، نظراً لطبيعة المناخ الصعبة التي لا تساعد على ذلك، مشيرا إلى أن هناك أماكن مكيفة للرياضة لكن تكلفتها عالية، وإذا لم يتم التعامل مع هذا الوضع بالشكل الصحيح فستواصل معدلات انتشار السكري وأمراض القلب الخطيرة ارتفاعها على نحو ينذر بالخطر.

#3#

وقال عميد الجامعة الملكية للطب في لندن: ''مرض السكري من أهم الأسباب المسببة لأمراض الشرايين التاجية، والجلطة الدماغية والأمراض الطرفية، لذلك فإن من 2 إلى 3 أضعاف زيادة في معدل إصابة مريض السكري بهذه الأمراض''، موضحا أن ارتفاع نسبة الجلوكوز في الدم أو مرض السكري في حد ذاته من الممكن التعامل معه ''لكن المضاعفات والتعقيدات الصحية المصاحبة لهذا المرض مثل مرض ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع مستويات الكولسترول في الدم، واختلال التمثيل الغذائي تجعل من مرض السكري أرضا خصبة، وبيئة مواتية لحدوث المزيد من المشكلات الصحية الخطيرة جداً، مثل مرض تصلب الشرايين، وأمراض القلب والأوعية الدموية، التي قد تؤدي إلى الوفاة، أو بتر الأطراف في بعض الحالات، إضافة إلى المشكلة الكبرى والأكثر شيوعاً بين مرضى السكري وهي ''الموت المفاجئ''، لافتا إلى أن الإخصائيين يحاولون دون حدوثه، وهنا تأتي أهمية العلاج المكثف لأمراض الأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم، لذا يكون من الأهمية بمكان ضرورة إعطاء مرضى السكري أدوية تخفيض الكولسترول في الدم، والمعروفة باسم إستا تين الفعالة والآمنة للتحكم في ضغط الدم ومستويات الكولسترول، ومن ثم السيطرة على عوامل الخطورة لتقليل عوامل الخطورة المرتبطة بالسكري.

وأشار الدكتور جون إلى أن العلاج الأساسي الذي يقوم بوصفه هو شخصيا لمرضاه هو (أتورفاستاتين)، حيث إن له سجلا حافلا من الأبحاث العلمية السريرية التي تدعم فوائده، وهو من الأدوية المؤثرة والآمنة.

وقال: ''هناك نوعان من الكولسترول في الدم، النوع الأول وهو الكولسترول عالي الكثافة أو الكولسترول الجيد وهو مفيد للجسم، أما النوع الثاني وهو الكولسترول منخفض الكثافة أو ما يعرف بالكولسترول الضار للجسم، ويقوم الكولسترول عالي الكثافة أو المفيد للجسم بإزالة عوالق الكولسترول منخفض الكثافة أو الضار من على جدر الشرايين والتخلص منها، وبالتالي يساعد على تقليل فرص حدوث أمراض القلب والشرايين على عكس الكولسترول الضار''.

#4#

وأضاف: ''الهدف الأساسي هو المحافظة على معدلات الكولسترول منخفض الكثافة والدهون الثلاثية ضمن الحدود الآمنة, ويسعى الأطباء المعالجون إلى الوصول إلى 70 مليجرام لكل ديسي لتر في مستوى الكولسترول منخفض الكثافة في دم المريض، وباستخدام دواء قوي مثل ليبيتور بمختلف جرعاته العلاجية يمكن نصل إلى هذا الرقم في معظم الحالات وبمنتهى الأمان والفعالية''. وزاد: ''ليس هناك رقم محدد للكولسترول عالي الكثافة حيث يجب أن يكون فوق 30 مليجراما لكل ديسي ليتر كهدف ثاني مواز لتخفيض مستوى الكولسترول الضار''،

فيما أوضح الدكتور ناصر التويم رئيس جمعية حماية المستهلك عن قيام الجمعية بمبادرة شملت جميع المطاعم من أجل تحديد عدد السعرات الحرارية على الوجبات، واستبدال المشروبات الغازية بعصيرات طبيعية خصوصا وجبات الأطفال، إضافة إلى تحديد حجم موحد للوجبات، مبينا أنه لم يتجاوب سوى مطعمين على مستوى السعودية.

وبيّن أن موضوع الحمية أصبح الشغل الشاغل للمجتمع, لافتا إلى أنه تم في الجمعية حصر بعض أنواع الحميات، وخلصت إلى أن هناك ست حميات غذائية يتقيد بها أغلب الناس وهي من أسوأ الحميات في العالم، ومن بينها تناول المعلبات التي تحتوي على طعام مهروس، والمأكولات غير المطبوخة، والريجيم الخاص بفصيلة الدم، وتناول البروتين فقط، والكيماوي الذي يعتمد على تناول نوع واحد فقط من الطعام.

وقال التويم على ضرورة تدخل الوزارات المعنية لإجبار المطاعم على تقسيم قوائم الطعام على حسب السعرات الحرارية: ''منخفضة السعرات، ومتوسطة، ومرتفعة''، إضافة إلى إلزامهم بوضع مكونات الوجبة على قوائم الطعام, خصوصا في مطاعم الوجبات السريعة، وقال: ''حتى نهتم لابد أن تكون هناك في البداية توعية للمطاعم والمجتمع, ويكون هناك قانون يفرض في تلك المطاعم بوضع مكونات الوجبة على الواجهات الأمامية للمطاعم، والمواقع الإلكترونية ولفة السندوتش, والجمعية ستطلق حملة كبيرة تطالب المطاعم بتحديد السعرات الغذائية في الواجبات، واستبدال المشروب الغازي بطبيعي على الأقل في وجبات الأطفال, وأن يكون هناك مقاس موحد للمشروبات الغازية, حيث يجب على المطاعم أن تتحمل جزءا من المسؤولية الاجتماعية''.

وقال التويم إن الجمعية في شهر آذار (مارس) المقبل ستركز على ما يسمى تطبيقات الاقتصاد الأخطر والتسويق الأخطر ''إذا اعتمد برنامج السعرات الحرارية، فإننا بذلك نطبق الاستهلاك الأخضر''.

وأشار إلى وجود صعوبة في موضوعين لدى الجمعية وهما: ثقافة المسؤولية المالية، والثقافة الغذائية الصحية بشكل عام، معرباً عن أمله في إيجاد مناهج مبسطة للثقافة الصحية خصوصا للمراحل الابتدائية.

من جانبه، أشاد البروفيسور سلمون تسفاي أستاذ الجامعة في إنجلترا المسؤول عن الاهتمام بمرضى السكري والتهاب الأعصاب، بالمؤتمرات التي تقام خصوصا ''مؤتمر الوجوه الخفية لمرض السكري''، الذي ناقش آخر المستجدات في علاج ألم اعتلال الأعصاب الطرفية لدى مرضى السكري، واختلال مستوى الدهون عند مرضى السكري، داعيا إلى ضرورة تكثيف مثل هذه الدورات.

وأشار إلى أهمية التوعية بداء السكري على مراحل ''الأولى على مستوى المدارس، حيث تكون هناك أهمية للاهتمام بالصحة العامة وتثقيف أطفال المدارس حول غذائهم، وقراءة محتوى الوجبات ومعرفة المفيد والضار منها, وهذه الأمور مهمة يجب أن يعلمها جميع الطلاب في المدارس, والمرحلة الثانية تثقيف مرض السكر عبر المحاضرات التي تدعو إلى تخفيف الوزن, والثالثة وتشترك فيها الجهات المختصة والإعلام وهي تركز على توعية مرضى السكر بمضاعفات المرض''.

وقال إن هناك عددا من المشاكل والمضاعفات الصحية المرتبطة بمرض السكري، والتي لا يتم تشخيصها، ومن ثم التعامل معها بالصورة الصحيحة مثل آلام التهاب الأعصاب الطرفية، ويرجع السبب في ذلك إلى أن المريض لا يربط الألم الذي يعانيه بالسكر، فيعاني بصمت ولا يخبر الطبيب, وبالتالي يبدأ التشخيص متأخرا. وشدد على أهمية فحص مرضى السكري كل عام, وحذر من إصابة المريض بأمراض القلب، واضطراب الدهون ''المريض يأكل كل ما يريده، ولا يدرك الأكل المضر له أو الأمراض المرتبطة بذلك, ولا يكتشف الموضوع إلا بعد حصول الأزمة القلبية, والمهم الآن أن يتم فحص جميع مرضى السكري فحصا شاملا، بما فيها فحص التهاب الأعصاب الطرفية والدهون في الدم, على النحو الذي يمكننا من اكتشاف الجزء المخفي ونتغلب عليه''.

وأشار تسفاي إلى أن ''نسبة ارتفاع السكري في السعودية تعود إلى أن طريقة الأكل غير صحية, فالسعوديون يقبلون على تناول الوجبات السريعة التي تتميز بطعمها الشهي، دون أي اعتبار للمحتوى الصحي, لذا يجب إعادة النظر في طريقة الغذاء والعادات الغذائية، وسوف تنخفض هذه النسبة تدريجيا مع مرور الوقت''. وشدد تسفاي على أهمية التعامل بمنتهى الجدية مع مرض آلام اعتلال الأعصاب كأحد مضاعفات مرض السكري، حيث توجد أدوية فعالة وآمنة تمثل الخط الأول في علاج هذه الآلام مثل عقار بريجابلين أو ليريكا.

وأوضح الدكتور عبد الوهاب أحمد باوهاب استشاري غدد صماء ورئيس قسم وحدة الغدد الصماء في مستشفى الملك فهد العام في جدة أن تسمية بعض أمراض السكر بالـ ''مخفية''، لأنها تخفى على مريض السكر، مشيراً إلى أن مرض السكر منتشر في جميع أنحاء العالم بحيث يبدو بشكل وبائي , وموضحا أن مشاكل السكر لا يعرفها العامة، ولا بعض الأطباء في معظم تخصصاتهم.

وأوصى المرضى بالعناية بتخفيض نسبة السكر والكولسترول العام، تجنباً للإصابة بأمراض أخرى كأمراض القلب والجلطات وتصلب الشرايين. وذكر أن هناك أدوية جديدة وناجحة في علاج مشاكل السكر في الأعصاب.

وقال إن توعية المرضى تحتاج إلى تطوير وجهد كبير من قبل المؤسسات والمستشفيات والمنظمات, مبينا أن الوضع الآن أفضل من السابق لوجود الوعي الكبير، ولسهولة الوصول للعامة عبر قنوات كثيرة منها الشبكة العنكبوتية, مؤكدا على ضرورة تضافر الجهود لوجود نسبة مرتفعة في السعودية لمرضى السكري. وأشار إلى أن الكشف المبكر، ومكافحة العوامل المسببة للسكري، وتوعية المرضى على المخاطر مهمة, مشيراً إلى أن الخليجيين قليلو الحركة، الأمر الذي يزيد لديهم السعرات الحرارية، إضافة إلى أن طريقة الأكل غير صحية, وهناك ضرورة لتغييرها.

وأكد على ضرورة الإكثار من مزاولة الرياضة، والتقليل من أكل الوجبات السريعة المضرة بالصحة, وقال: '' للأسف الناس هنا غير واعين بمخاطر السمنة، وهي أساس مرض السكر, لا بد من التوعية بخطورة زيادة الوزن وقلة الحركة والأكل غير الصحي, لكي نخفف من معاناة مرضى السكري''.

ودعا الأشخاص الأصحاء إلى إجراء فحوص دورية للوقاية من الأمراض مستقبلا, مؤكداً أن نسبة الإصابة بالسكري في السعودية ''مرعبة'', مشيرا إلى أن مرحلة ما قبل السكر تكون نسبة السكر ما بين 100 و 120 وهي المرحلة الحرجة، والتي لابد فيها من التدخل غير العلاجي الوقائي، كتخفيض الوزن، والإكثار من الرياضة يوميا والأكل السليم الصح.

وقال الدكتور محمد حلاوة أستاذ الغدد الصماء والسكري, إن هناك دراسة خاصة بمعدلات التهاب الأعصاب الطرفية لدى مرضى السكري، مبينا أنها أجريت على ألف مريض من مرضى السكري عدة مناطق من المملكة, لاكتشاف ما إذا كان المرضى يعانون مرض التهاب الأعصاب السكري, وكانت عبارة عن استبيان من خلال المرضى ضمن إطار يتضمن ثمانية أسئلة, مشيرا إلى أن النتائج لافتة, لأنها مثلت وجود نسبة عالية من مرضى السكري، والذين يعانون من التهاب الأعصاب الطرفية, بنسبة 65 في المائة.

وأشار حلاوة إلى أن التهاب الأعصاب الطرفية لدى مرضى السكري نوع من أنواع المضاعفات, وقال : ''المهم لنا كإخصائيين أن يعرف المريض أنه مصاب بمرض السكري في مرحلة مبكرة, وتنظيم السكر في المستويات الموصى بها, فهذا يقلل من احتمال المضاعفات, والتي تسمى المضاعفات المزمنة والتي منها التهاب الأعصاب الطرفي , حيث إن هذا المرض ناتج عن ارتفاع السكر لفترات، ويؤدي هذا الأمر للمضاعفات المزمنة وهذا المرض أحدها''.

وقال إن التهاب الأعصاب الطرفية من الممكن أن تترتب عليه في المستقبل مضاعفات أخرى, مثل الجروح والقدم السكري, فيدخل المريض في مشاكل أخرى, حيث إن أكثر ما يؤثر في جودة الحياة بالنسبة لمريض السكري، هو التهاب الأعصاب الطرفية والذي قد ينتهي في بعض الحالات ببتر الأعضاء.

وأكد حلاوة على ضرورة تكثيف التوعية, لأن معدلات نسبة الإصابة بالسكري في المنطقة عالية, وذلك بسبب تغيير نمط الحياة؛ فالأكل غير صحي، وقلة يمارسون الرياضة، الأمر الذي تترتب عليه زيادة الوزن''.

وشدد على ضرورة البحث عن مرضى السكري, مبينا أن ''ثلث الأشخاص المصابين بالسكري من مرضى السكري لا يعلمون بإصابتهم'', وهنا تأتي أهمية الفحص الدوري للأشخاص, وإتاحة العلاج الذي يمثل عبئا ماديا لدى البعض.

وقال عن أساليب الوقاية :'' نقسم الوقاية إلى نوعين, الأول للأشخاص السليمين لأجل أن لا يصابوا بالسكري, والثاني وقاية مرضى السكري من حدوث المضاعفات, فعلى الجهات والمجتمع تبني الصحة من خلال التشجيع على ممارسة الرياضة, وعدم الإفراط في الأكل, وعدم إتاحة الوجبات السريعة خصوصا للأطفال, وعمل كنترول للوجبات والتي تأتي بأحجام كبيرة, والمفترض أن يوجد في الوجبة مكوناتها والتي تشمل السعة الحرارية والنشويات والدهون وغيرها''.

وأشارت الدكتورة سونيا أحمد مالكي مديرة إدارة الصحة المدرسية في تعليم جدة إلى أن هناك حملات توعوية وقائية عن داء السكري سنويا, وذلك من قبل الفريق الطبي بالوحدات الصحية المدرسية, تستهدف الطلبة والطالبات والمعلمين والمعلمات في مدارس محافظة جدة والمحافظات التابعة لها.

وقالت مالكي إن الصحة المدرسية شاركت مع إدارة التوعية الصحية في تنفيذ عدد من الفعاليات داخل المدارس، ومنها إلقاء محاضرات تثقيفية، وتوزيع بروشورات توعوية في 40 مدرسة ثانوية، وتم حصر المصابين بالسكري وعددهم 86 حالة، بعد إجراء فحص السكري لنحو 900 طالب وطالبة و260 معلما ومعلمة بالتعاون مع جمعية أصدقاء مرضى السكري في جدة.

وقالت : '' عقد ملتقى عن داء السكري من قبل الصحة المدرسية، بالتعاون مع مركز جدة لرعاية مرضى السكري، استفاد منه نحو 130 من منسوبات التعليم, وما زال السكري هو المرض المزمِن الأكثر خطورة والأسرع انتشاراً، حيث يتجاوز عدد المصابين بالسكري 347 مليون نسمة في جميع أنحاء العالم, وتعتبر السعودية ضمن ست من الدول العربية في لائحة الدول العشر التي تعاني من معدلات الانتشار الأعلى عالمياً للسكري, ولذا يأتي هذا الاهتمام بداء السكّري وتجنب الإصابة به من خلال التركيز على التثقيف الصحي، والتوعية بسبل الوقاية من هذا الداء بين الأجيال الصاعدة من الأطفال والمراهقين، و تتمثل في معرفة دور السلوكيات الغذائية غير الصحية وانخفاض النشاط البدني، المؤدي إلى السمنة وفرط الوزن. وهذا هو العامل الأكثر خطورة في إصابتهم بالسكري في سن مبكرة نسبيا''.

وأضافت '' للعام الثاني على التوالي، وبمناسبة اليوم العالمي للسكري الذي يوافق 14 تشرين الثاني (نوفمبر) من كل عام يشارك طلاب من مدارس البنين في افتتاح فعاليات الاحتفال اليوم العالمي للسكري في مستشفى الملك خالد للحرس الوطني، لكي يستفيدوا من التوعية الصحية والمعرض المصاحب، والتي يتم فيها قياس الوزن والطول، وإجراء فحوص مجانية للسكري والكولسترول في الدم.

وقالت إن برامج التوعية الغذائية تستهدف طلاب المدارس، وخاصة طلبة المرحلة الابتدائية، حيث يتم تطبيق برنامج ''صحتي في غذائي''، ضمن البرامج الموجهة للصحة المدرسية لتشجيع الممارسات الصحية السليمة داخل المدرسة وفي المنزل، حيث يشتمل على أنشطة للطالب وكتيب للمعلم وآخر للوالدين. وتأتي أهمية تطبيق هذا البرنامج طوال العام في ظل تزايد أنشطة الترويج لتناول مواد تخلو من أي قيمة غذائية، واستهلاك كميات من السكريات والدهون تفوق حاجة أجسامهم وتؤثر سلباً في صحتهم في المستقبل.

وأكدت المالكي أن الوقاية المبكرة هي التدخل الأكثر أهمية لحماية الأطفال وصغار السن من معاناتهم مستقبلا, وقالت إن تكاليف علاج مرض السكري ومضاعفاته كبيرة على الأفراد والأسر والنظم الصحية والبلدان، مبينة أن منظمة الصحة العالمية قد أوصت بالتركيز على برامج عامة، ترمي إلى التشجيع على اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة النشاط البدني بانتظام، والتخفيف بالتالي من المشكلة العالمية المتنامية المتمثلة في فرط الوزن والسمنة.

وأشارت إلى أن البنك الدولي ومنظمة الصحة العالمية أكدا أن برامج الصحة المدرسية توفر للدول خدمات صحية آمنة وقليلة التكلفة.

للإشتراك في النشرة
تعرف على أحدث الأخبار والتحليلات من الاقتصادية