تطبيق ياباني للأطفال يصنع مستقبل الصحافة الورقية

تطبيق ياباني للأطفال يصنع مستقبل الصحافة الورقية

يظهر اليابانيون دوما اهتماما كبيرا بالأطفال لاعتقادهم أنهم من سيقود مستقبل البلد، لذلك أطلقت صحيفة يابانية تطبيقاً للهواتف الذكية يُحوِّل بعض المقالات المنشورة في نسختها الورقية إلى مقالات أبسط تلائم الأطفال، عبر تمرير الكاميرا عليها. ويُظهِر الفيديو الدعائي للتطبيق أب يتصفح الجريدة ثم يمنحها لطفله، فتظهر أمامه عبر كاميرا الهاتف المقالات والمواد الصحافية بحروف مبسطة وملونة وعناوين بارزة تصحبها رسوم كارتون، مما يجعل استيعاب القصص والموضوعات المطروحة أسهل وأكثر تشويقاً للأطفال. وجاء التطبيق نتاج تعاون بين جريدة ''شيمبون طوكيو'' مع وكالة ''دينتسو'' المسؤولة عن تطوير التطبيق، وانطلاقاً من فكرة أن الصحف في الأصل لم تُكتب للصغار، وبالتالي يصعُب عليهم فهم ما تنشره من أخبار وموضوعات، ويقل تواصلهم مع ما يحدث حولهم. ويرى القائمون على إنتاج التطبيق تحقيقه أكثر من فائدة؛ فمن ناحية وسيلة للتعليم تساعد الطفل على فهم قضايا السياسة والاقتصاد بطريقة بسيطة وجذابة تموج بالألوان والحركة، وتطلعه على جانب من أخبار العالم؛ ومن ناحية أخرى يوفر مجالاً لنشاط اجتماعي يجمع بين الوالدين وأطفالهم بحيث لا تقتصر قراءة الصحف على الكبار وحدهم. وفيما يخص صناعة الصحافة يُعد التطبيق نموذجاً لتقديم منتجات متنوعة من الصحيفة تتوافق مع حاجات قطاعات الجمهور المختلفة، وهذا جزء من التساؤل الدائم عن وضع الصحافة المطبوعة في المستقبل وسبل تطويرها؛ كما أنه بالرغم من إتاحته مجاناً يوفر مدخلاً جديداً لجذب المعلنين، فبدلاً من الاقتصار على النسخ المطبوعة يمكنهم تسويق منتجات الأطفال عبر رسوم الكارتون. الجدير بالذكر أن الصحافة المطبوعة في اليابان بعكس أغلبية الدول المتقدمة لا تزال تحتفظ بقوتها، فوفق إحصاءات الاتحاد العالمي للصحف لعام 2011 يقرأ 92 في المائة من اليابانيين البالغين الصحف الورقية يومياً، ما يجعلها الثانية في العالم في معدل قراءة الصحف بعد آيسلندا، كما أنها الأولى من حيث مبيعات الصحف، وربما تسعى صحيفة ''شيمبون طوكيو'' التي يعود تأسيسها لأكثر من قرن وربع القرن، إلى جذب شريحة جديدة من القراء والمشتركين منذ صغرهم، لا تتأثر بمنافسة أجهزة القراءة الإلكترونية والأجهزة اللوحية.
إنشرها

أضف تعليق