Author

التعليم ليس على المزاج

|
كل فرد في التعليم، كل أب وأم، ومعلم يريد وزارة تربية وتعليم على مزاجه، وأن تكون التربية والتعليم، كما يراها هو، ويكتب بكل الوسائل ليوجّه وزارة التربية والتعليم بما يراه، فالتعليم يمسُّ حياة الجميع، وكل إنسان لديه اجتهاده، وقد يكون البعض على حق، من واقع خبراتهم الشعبية لكن هذا البعض قد لا تكون لديه الصورة الكاملة التي لدى الوزارة. أزعم أن وزارة التربية والتعليم هي التي ترى الصورة كاملة، ولديها من الخبراء والمختصّين الكثير، وتقرأ وترى تجارب عالمية لها اجتهادها أيضا، ومسؤولية وزارة التربية والتعليم، أن تطبق اجتهادها هي في التربية، وفي التعليم بصرامة، يرضى مَن يرضى ويغضب مَن يغضب، فلا يمكن اختراع تعليم وتربية لمزاج كل أب ومعلم يعجبه الحال من طرفه، فالتربية والتعليم مسؤولية وطنية لها أهمية بتنشئة المواطن الصالح، وتعليمه العلوم الأساسية، التي تجعله يستطيع فهم عصره، ومحيطه، وشؤون حياته. المطلوب من وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد، وهو الرجل الواعي، أن يستمر في التطوير الملحوظ دون الالتفات لمن يشدون قافلة التربية والتعليم لتسير للخلف، كفى التعليم مهادنة ومجاملة للسائد، وآن له أن ينطلق كتعليم متطور يحقق تشابه الإنسان السعودي المتعلم مع ما يلقاه في العالم من علوم وفنون يتربى عليها جميع الناس من خلق وفكر بحثي، ومناهج علوم مطورة في إطار الإسلام المعتدل. مع الأسف أن كل معلم لا يعجبه مقرر، يرفع صوته للاعتراض على ما أقرّه خبراء ولجان دراسات، ونحن هنا لا نقلل من دور المعلم والمعلمة، لكن لدى الوزارة صورة متكاملة بخبرائها لأساليب التعليم لا يمكن معها سماع رأي محافظ، يريد منهجاً بلا صور إيضاحية، أو مناهج بلا رياضة للأعمار الصغيرة من الأولاد والبنات، الذين تعتبر الرياضة لهم أحد مقومات حياتهم، وصحتهم النفسية، بل هناك مَن يحرّم النشيد الوطني وما شابه من فكر لا يرقى للقبول والأخذ به. نقول لمعالي الوزير: طوِّرْ فالآباء والأمهات الواعون لأهمية التطوير معك في خطواتك المباركة، وحتى لو حدثت أخطاء في التطوير يمكن علاجها، فهذا خير من جمود التعليم الذي عانيناه لعقود. ضجيج المعلمين والمعلمات لا يعدو في معظمه أن يكون مطالب شخصية، وقليل منه يصب في المصلحة العامة، ولا أظن الوزارة تصم أذنها عن أي مطالب واعية، لكن إرضاء الناس غاية لا تدرك والتعليم للجميع.
إنشرها