Author

حكايات سعودية في التأمين

|
العلاقة بين الطرافة والتأمين لا تكون إلا فيما ندر. وغالبا ما ترتبط هذه الطرافة ببعض المواقف الصعبة التي يمر بها الأفراد حينما يتطلب الأمر منهم التعامل مع شركات التأمين أو مع الوثائق التي تصدرها. وبعض الدول ـ كفرنسا ـ تصدر كتيباً دورياً عن طرائف التأمين التي تحصل فيها ولعل أهم مصدر لهذه الطرائف هو ما يفصح عنه عملاء شركات التأمين أثناء تعبئتهم للوثائق التي تطلبها منهم شركات التأمين عند إبرام وثيقة التأمين أو عند حصول الضرر الذي قاموا بالتأمين عنه. المجتمع السعودي كغيره من المجتمعات يبحث عن الطرفة ويتلقفها بل يسعود بعضها حتى تبدو لك وكأنها وليدة بيئتنا. ولكن كيف سيكون عليه الحال حينما تكون هذه الطرفة وليدة لحظة طارئة نتيجة موقف عفوي يصدر بسبب حادث سير أو بسبب سؤال وضعته شركة التأمين في استمارة طلب التأمين، لم يدر بخلد أحد أن تكون إجابته بهذا الشكل! ولا أحد يدري فربما لو قامت شركات التأمين لدينا برصد هذه الطرائف لأصبحنا ننافس المجتمعات الغربية في هذه الطرائف كماً ونوعاً. وأياً كان الأمر فالطرائف (التأمينية السعودية) ولدت منذ أن وُلد التأمين في مجتمعنا، فحينما بدأ التأمين على الرخصة ظهرت شخصية طريفة كما سماها أحد مسؤولي المرور (شخصية أبو الفزعات) حيث كان يتبرع بتسجيل نفسه كمسؤول مسؤولية كاملة عن الحادث. فطالما أن شركة التأمين هي من سيدفع فهو لن يناله من هذا الأمر سوى الثناء والتبجيل والإطراء من الجميع وربما حظي كذلك بتصفيق حاد من جمهور المتواجدين في الساحة. الطريف أن أبو الفزعات هذا يمكن له أن يرتكب أكثر من حادث في اليوم الواحد، وقد تكون هذه الحوادث موزعة على أكثر من منطقة. وحينما تَحوّل التأمين من تأمين رخصة إلى تأمين مركبات اختفى أبو الفزعات إلى الأبد. وطالما أن الحديث هو عن بدايات التأمين فثمة حكاية طريفة أخرى نقلها لي أحد الزملاء في إحدى شركات التأمين وتتلخص هذه الحكاية بأن زائراً كبيراً في السن جاءه ليسأله عن أحد الموظفين في الشركة. وكان سؤاله محدداً فهو يريد أن يعرف ما إذا كان هذا الشخص الذي يسأل عنه يعمل في الشركة. يقول الزميل أن هذا الزائر سأله سؤالاً محدداً وهو هل فلان يعمل لديكم في الشركة؟ وحينما رد عليه هذا الزميل بالإيجاب وأنه بالفعل يعمل بالشركة استشاط غضباً وجلس يردد بأنه لن يزوجه ابنته! ويقول الزميل بعدها عرفت أن هذا الشاب كان قد خطب منه ابنته ولم يصارحه بحقيقة عمله في شركة التأمين وأن والد المخطوبة علم بالأمر من طرف شخص آخر، وكان التأمين حينها غير مرحب به. وبمناسبة الزواج ذكر لي أحد الزملاء المتميزين في مهنة التأمين من أن أحد الغربيين يريد أن يسوّق وثيقة تأمين ضد الطلاق في المملكة وسألني عن حظوظ نجاح هذه الوثيقة مقارنة بما هو عليه الحال في الغرب، فطلبت منه بأن ينصحه بتجنب تسويقها لدينا لأن معطيات الخطر في الطلاق لدينا تختلف عنها في الغرب.
إنشرها