Author

التحرش الجنسي.. لا مؤاخذة!

|
أقتبس من الإخوة المصريين قولهم ''لا مؤاخذة'' إذا كانوا سيتحدثون عن شيء محرج .. أو يسبب حرجاً للسامع .. وأنا ''لا مؤاخذة'' .. مضطر بحكم مهنتي أن أناقش هذا الموضوع الخطير الذي تجاوز مرحلة الظاهرة إلى مرحلة المرض الاجتماعي. وقد نشرت ''الشرق الأوسط'' في 25/9 دراسة لا بأس بها عن التحرش الجنسي في ''تونس'' .. وهذا بعض ما جاء في الموضوع المهم. كتب الأستاذ ''عبد الباقي خليفة'' من تونس: أصبحت ظاهرة التحرش الجنسي في ''تونس'' حالة مَرضيّة، ليست في الشوارع فحسب بل في المعاهد والكليات، وفي داخل المدن وفي شوارعها الرئيسية ووصل ذلك إلى الأرياف، وقد بات الأمر يقض مضاجع الكثير من الأسر، والمربين، بل المجتمع ككل، ما دفع الكثيرين إلى المطالبة بسن قوانين رادعة وعقوبات شديدة. وأنا أرى أن المرض منتشر بدرجات متفاوتة من بلد عربي إلى بلد عربي آخر .. فما في ''القاهرة'' مثلا غير ما في ''البحرين'' غير ما في ''جدة'' أو في ''الدار البيضاء'' غير ما في ''دبي'' ... إلخ، ولكنها موجودة في كل مدينة وقرية عربية، في كل سوق، وشارع، وفي كل ''زنقة'' .. على حد تعبير المجرم القاتل السفاح ''معمر القذافي'' ما علينا – لقد أصبحت هذه الظاهرة ترعب وتخيف المرأة العربية وفي كل الأعمار، حيث لم تسلم من التحرش النساء المتقدمات في السن في بعض البلدان والمناطق النائية. لقد تفاقمت ظاهرة التحرش في بعض البلاد العربية وهي على وشك الخروج عن السيطرة والتحول إلى جرائم كاملة وليس مجرد تحرش جنسي، حيث تطور التحرش الجنسي إلى الاعتداء على النساء وسرقتهن وضربهن، وفي بعض الحالات تحولت محاولات التحرش الجنسي إلى محاولة اختطاف الضحية، وتعريضها للمهانة والرعب والخوف والاغتصاب. على الجهات المعنية في العالم العربي – الجامعة العربية – مثلا دراسة الظاهرة ومعرفة الأسباب .. هل هي الثقافة؟! هل السبب البطالة، هل السبب الفقر؟ هل السبب ضعف الوازع الأخلاقي والديني؟ هل السبب المناهج الدراسية؟ هل السبب التربية في داخل بيوتنا؟!! مهما كان السبب أو الأسباب أوقفوا التعدي على المرأة العربية، والله عيب .. أين الشهامة العربية، أين النخوة العربية .. ولا كله كلام في كلام؟! يا أمان الخائفين!!
إنشرها