Author

المطارات السعودية.. متى تنافس؟

|
تُعتبر المطارات من أهم الواجهات التي منها يبدأ الزائر تكوين انطباع معين عن ذلك البلد الذي يحط رحاله فيها، والتي على رأسها مقدار التَّحضُّر والنمو الاقتصادي والاجتماعي، بل إن الحكومات عادة تتسابق نحو تسويق مطاراتها للعالم لتكون محطة مواصلة أو عاملاً مساعداً في تسهيل الزيارة لهذا البلد وجعل السفر إليها مُتعة تقضي على وعثاء السفر. ولعل النهضة الاقتصادية التي تشهدها المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين ـــ حفظه الله ـــ قد طالت المطارات المحلية نحو تطويرها أو استحداث جديد منها شأنها شأن القطاعات الأُخرى والتي بدأ يظهر لروادها الحركة فيها نحو تغيير صورتها السابقة والتي - في تقديري - أنه لم يعتريها أي تغيير ذي بال مُنذ إنشائها. وهذا بالطبع ما تُمليه أيضاً الحاجة الماسّة لذلك التغيير، خصوصاً إذا كان لدينا هاجس المنافسة ولو بدرجة معقولة للَّحاق مع المطارات الإقليمية المحيطة بنا، ومع أن هناك تحركاً لتغيير الصورة السابقة للمطارات غير أن ما يُشاهد أن هذه التغييرات التي نراها الآن ما زالت لا تهتم إلا بالشكل الخارجي والمظهر، أما ما هو أهم في منظومة السفر كلها فلم أر على الأقل شخصياً تغييرات جوهرية تجعلنا في يوم من الأيام مؤهلين للمنافسة. المطارات هي في صناعة الخدمات، ولذلك يُحكم على جودة المنتج بالنوعية لجملة الخدمات التي تقدمها حيث تكون عالية الجودة والنوعية فذاك نجاح للأداء والعكس صحيح. نعم، معروف أن جملة الخدمات التي يجب أن تقدمها المطارات تعترضها عقبات مختلفة وذلك لتقاطع عدد من الجهات في تطبيق أو فرض خدمات معينة أو في الأعمال التي يجب أن يضطلع بها المطار كمنشأة اقتصادية يجب أن تهدف إلى الربح. إن الجهات المختلفة والتي تقع في دائرة ومنظومة أعمال المطارات لا شك أن عليها مسؤولية عملية نحو إكمال صورة تقديم أعمال لخدمات نوعيَّة راقية بما يتناسب وأهمية المملكة وبالذات حجمها الاقتصادي والرُّقي بتلك الخدمات فيما يكفل تنافسية جاذبة. فخطوط الطيران مسؤولة وشركات النقل والمواصلات من وإلى المطار مسؤولة والشركات ذات الصلة في الخدمات المُقدمة داخل المطار كالمطاعم وصالات الدرجات المختلفة وما إلى ذلك أيضاً مسؤولة.. علاوة على ذلك هناك جهات حكومية أيضاً لها شأن في أعمال المطار كالجوازات والمرور والأمن وغيرها. من هذا المنطلق ولتشعب تلك الجهات المشاركة في هذه المنظومة العملية نحو تقديم خدمة راقية تكمُن صعوبة الوصول إلى التميُّز ما لم يكن هناك تنسيق مُحكم وموائمة فاعلة وإلا تبعثرت الجهود وأصبحت كل جهة تجتهد بفردية بما يتلاءم وإمكاناتها البشرية والمادية والتقنية. أتمنى أن أرى نتاجاً للجهود التي تُبذل الآن والأعمال التي يُعمل عليها بأن تتعدّى مرتبة التجميل الشكلي لتصل إلى الأنظمة المختلفة في كل ما يتعلق بالخدمات التي تُقدمها جميع الأطراف وإلا فسوف نستمر في تردي درجات المنافسة الإقليمية والدولية لنقبع في ذيل القائمة.
إنشرها