Author

حقوق.. وعقوق

|
منذ بداية البشرية هناك على الناس واجبات ولهم حقوق.. من الواجبات المتفق عليها بقوانين وبدون قوانين.. واجب الآباء والأمهات في تربية أبنائهم أحسن تربية.. يقابلها على الأبناء واجب احترام الآباء والأمهات ورعايتهم.. ولكن للأسف الشديد نرى الآن من الأبناء العكس.. واقرأ يا سيدي. وفقا لما نشرته الزميلة ''عكاظ''، تجرد ثلاثة أبناء من المشاعر الإنسانية وقست قلوبهم وتحجرت، بعد أن أعمى بصيرتهم بريق المال.. ووفرة الإرث الذي آل إليهم، الذي قدر بأكثر من 300 مليون ريال، حيث ازدادت حدة الخلافات بين الأبناء ووالدتهم بسبب تقسيم هذا الإرث، إذ أصر الأبناء على الأم تسليمهم مبالغ وصكوكا ودفاتر شيكات، رافضين القسمة الشرعية للإرث، فما كان منهم وأمام رفضها الانصياع لطلبهم إلا أن قاموا باحتجازها في الجناح الخاص بها، وإمعانا في تخويفها وإرهابها والضغط عليها للموافقة والتراجع عن موقفها وضعوا أمام باب غرفتها المقفلة كلب حراسة لمنعها من الخروج من الفيلا، ولكن الأم الشجاعة استطاعت بمساعدة أحد المقربين من العائلة تقديم شكوى أحيلت إلى دائرة العرض والأخلاق في هيئة التحقيق والادعاء العام، التي بدورها حققت مع المتهمين وحبستهم احتياطيا ليتابع التحقيق من قبل المدعي العام. حيث أصدر القاضي حكمه بحبسهم سنة لكل واحد منهم، إضافة إلى جلدهم 140 سوطا وأخذ التعهد اللازم مؤكدا أن العقوبة ستتضاعف في حال تكرارها. حكاية أخرى من مكة المكرمة.. فقد تقدم رجل سبعيني ببلاغ ضد ابنه المدمن، الذي اعتاد على ضربه وتعذيبه بإحراق يديه بأعقاب السجائر وتهديده بالقتل ما لم يوفر له المال لشراء المخدرات.. تم فعلا القبض على الابن العاق المدمن، الذي تلفظ بألفاظ نابية وهو بين يدي الشرطة بأنه سينتقم من والده عقب خروجه من التحقيق. وشاب آخر في الأربعين.. أقدم على ضرب والدته وتسبب في كسر ذراعها، فما كان من الأم إلا أن سارعت بتقديم شكوى عاجلة أثبتت بها الواقعة، ما دفع هيئة التحقيق والادعاء العام إلى إصدار أمر فوري وعاجل بالقبض عليه بتهمة عقوق الوالدين. الأم استغاثت أمام المحكمة ألا يطلقوا سراحه لأنه سيقتلها في حال خروجه من السجن. وفي النهاية نطالب بقوانين رادعة، وتطبيق الشريعة على من يمارسون العقوق. إن العقوق أصبح مثل الفيروس ينتشر بسرعة إذا لم نكافحه بالمضادات والمضادات هنا هي القوانين الواضحة والعقوبات السريعة عن طريق المحاكم الخاصة بمثل هذه الجرائم التي ترتبط بالعقوق.. ذلك أن العقوق تطور حتى وصل إلى القتل العمد.. فقد قام شاب عاق أخيرا وسدد طعنات قاتلة لجد والده وأرداه قتيلا.. يا أمان الخائفين!
إنشرها