أخبار اقتصادية

أوروبا توافق على فحص منتجات لحوم البقر بعد فضيحة الخيول

أوروبا توافق على فحص منتجات لحوم البقر بعد فضيحة الخيول

أكدت المفوضية الأوروبية، أمس، أن حكومات دول الاتحاد الأوروبي وافقت على برنامج لفحص الحمض النووي ''دي إن آيه'' لمنتجات لحوم البقر على مستوى الاتحاد لتقييم حجم الفضيحة الغذائية التي تضمنت وضع بطاقات تعريف مضللة على منتجات بقرية تحتوي على لحم خيول. وقال مفوض الصحة بالاتحاد الأوروبي تونيو بورج في بيان ''أرحب بالموافقة السريعة من جانب الدول الأعضاء على الخطة التي طرحتها قبل يومين وأدعوها لمواصلة الضغط في إطار جهودها لرسم صورة واضحة وتحديد تسلسل الأحداث''. وفي بريطانيا قالت الهيئة المنظمة للغذاء إنها أجرت 29 فحصا كشفت عن وجود مستويات غير مناسبة من لحوم الخيل بعد أن طلبت عينات من بائعي التجزئة البريطانيين ممن تأثروا بالفضيحة التي عمت أنحاء أوروبا. وقالت وكالة معايير الغذاء البريطانية أمس إنها أجرت 2501 فحصا، بينها 2472 فحصا لم تكشف عن وجود مستويات من لحوم الخيل تزيد على 1 في المائة بينما كشف 29 فحصا عن وجود مستويات منها تفوق هذه النسبة. وأضافت أنه تم الإعلان بالفعل عن جميع المنتجات التي ثبت احتواؤها على لحوم خيل بنسبة 1 في المائة واتخاذ خطوات مناسبة. وفي النرويج قالت شركة نورجيسجروبن، كبرى شركات البيع بالتجزئة في البلاد أمس، إنه تم العثور على لحوم خيل في وجبات لازانيا جاهزة تباع في النرويج في أول تأكيد على امتداد الفضيحة إلى الدولة الإسكندنافية. وعلى صعيد متصل، قالت روسيا أمس إن منتجات غذائية بها لحوم خيل عليها بطاقات تعريف مضللة تقول إنها لحوم أبقار يمكن أن تكون وصلت إلى أراضيها بعد إعادة تصديرها وعبرت موسكو عن قلقها الشديد من إجراءات مراقبة سلامة الغذاء في أوروبا بعد اكتشاف حمض نووي ''دي إن آيه'' للخيل في منتجات غذائية في منافذ بيع بالتجزئة في بريطانيا. وقالت هيئة الرقابة الصحية البيطرية والنباتية الروسية ''ليس مستبعدا أن تكون مثل هذه المنتجات قد دخلت الأراضي الروسية''، وطلبت من السلطات الأوروبية لحماية المستهلك أن تطلعها على نتائج تحقيقاتها. وعبرت الهيئة عن ''مخاوف جادة بشأن وجود مشاكل خطيرة في نظام الرقابة على انتقال المواد بين أراضي دول الاتحاد الأوروبي وصادراتها''. من جهة أخرى، أكدت، أمس، شركة سبانجيرو الفرنسية، التي حملتها الحكومة الفرنسية مسؤولية فضيحة لحوم الخيل التي رصدت في منتجات يفترض أن تحوي لحم البقر، براءتها في القضية التي تتعلق بأكثر من 750 طنا من اللحم وطالت 13 بلدا. والشركة التي تتخذ مقرا في كاستيلنوداري في جنوب غرب فرنسا وتوظف نحو 300 شخص علقت أعمالها منذ قرار مجلس الوزراء الفرنسي الخميس سحب رخصتها الصحية. وصرح بارتيليمي انجير، رئيس سبانجيرو، عبر إذاعة أوروبا 1 ''لا ادري من'' مصدر التزوير ''لكنه بالتأكيد ليس نحن''. وأضاف ''لقد ذهلت'' أمام اتهامات السلطات الفرنسية. ويتوقع وصول فريق من الأطباء البيطريين إلى مقار الشركة لإجراء تحاليل. ووجّه عدد من الوزراء أمس الأول اتهامات خطيرة إلى الشركة بالقيام ''بخداع اقتصادي'' مؤكدين أنها كانت تدرك أنها تبيع لحم أحصنة على أنه لحم بقر، وأنها خدعت زبائنها. وقال انجير: إن ''الحكومة تسرعت قليلا'' و''أعتقد أنني سأثبت براءتنا، أو براءتي في جميع الأحوال، وبراءة المتعاونين معي''. وتابع ''منذ ظهور المشكلة تم تحليل عينات من اللحوم واتضح وجود لحوم بقر وحصان ممتزجة ببعضها بعضا ما يثبت بالفعل أن سبانجيرو لم تقم بهذه اللعبة. اللعبة أتتنا من مكان آخر''. وأفادت وكالة مكافحة الغش الفرنسية ان فضيحة لحم الخيل الذي يحمل ملصقات خاطئة تتعلق بـ750 طنا من اللحوم أسهمت في تصنيع أكثر من 4.5 مليون طبق مغشوش تباع في 13 دولة أوروبية. وأكدت الشرطة أن سبانجيرو التي توفر لحوم مأكولات ماركة فيندوس المجمدة ''وقعت على تلقي'' شحنات كل منها يزن 25 كلج طوال ستة أشهر وبلغت بالإجمال 750 طنا من لحم الخيل ''وتحمل ملصق الجمارك'' الذي يعلن عن أنها لحوم خيل على ما أثبتت الفواتير المصادرة والمتبادلة بين الوسيط القبرصي والشركة الفرنسية. من أصل 750 طنا تم تسليم 550 طنا إلى مصنع كوميجيل في لكسمبورغ حملت ملصقات تقول ''لحوم بقر مصدرها الاتحاد الأوروبي''. واستخدمت هذه اللحوم لتصنيع أكثر من 4.5 مليون منتج مغشوش باعتها كوميجيل إلى 28 شركة على الأقل في 13 جولة أوروبية بحسب مديرة هيئة مكافحة التزوير نتالي اوموبونو؛ للدفاع عن نفسها أكدت كوميجيل الخميس إن عملية ''التزوير'' رصدت بصعوبة. وكشفت هذه القضية الواسعة النطاق عن تعقد الشبكة التجارية التي تعتمد للحوم في أوروبا. وفي بريطانيا أجرت الشرطة التوقيفات الأولى في القضية، وأوقفت ثلاثة رجال، اثنان في مصنع فارمبوكس ميتس في ويلز وآخر في مسلخ بيتر بودي، وهما شركتان داهمت مقارهما الثلاثاء. في وقت سابق الخميس اتخذت الفضيحة بعدا صحيا؛ نظرا إلى نتائج فحوص أجريت في المملكة المتحدة. ففي شحنات من لحم ستة أحصنة قتلت في البلاد وأرسلت إلى فرنسا عثر على آثار مادة فنيلبوتازون المسكنة التي تمنح للخيول في الطعام. وأكدت الحكومة الفرنسية تحديد مكان لحوم ثلاثة أحصنة منها سيتم إتلافها، مؤكدة أنها لم تدخل السلسلة الغذائية الفرنسية. لكن المفوض الأوروبي للصحة تونيو بورغ أكد في مؤتمر صحافي أنه ''حتى الآن ليس من إشكالية امن صحي في الأغذية'' مؤكدا أنه ''لا داعي لنشر الذعر'' قبل صدور عناصر تستدعي ذلك، وأن هذه القضية ''ستعالج على أنها مشكلة في الملصقات''. وانفجرت القضية في كانون الثاني (يناير) وتركزت في مرحلة أولى حول اللحم المفروم المباع في المملكة المتحدة وايرلندا، لكنها اتسعت لتشمل أوروبا مع الكشف عن آثار لحم حصان في منتجات تصحر احتواءها على لحم بقر ولا سيما أطباق اللازانيا الجاهزة المعروضة في المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وسويسرا. وأعلنت مجموعة التوزيع النروجية أمس انه عثر على لحم خيول في منتجات طبق اللازانيا تباع في محلات تجارية وقد سحبت من البيع. وفي فيينا، أعلنت الوكالة النمساوية للصحة والأمن الغذائي، أن آثار لحم خيول عير عليها في ''أطباق تورتيلليني من لحم البقر'' من إنتاج الشبكة الألمانية غوستو وتوزعها في النمسا شبكة ليدل. وقرر الاتحاد الأوروبي إطلاق حملة لإجراء فحوص الحمض الريبي في جميع الدول الأعضاء وأوكلت الشرطة الأوروبية تنسيق التحقيقات القضائية.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية