Author

التلفزيون إلى التغيير

|
أسعدنا كثيرا اهتمام عبد الرحمن الهزاع، رئيس الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون بجانب الإنتاج التلفزيوني، وإشرافه الشخصي على إنتاج أكثر من برنامج، وحضوره الحلقة الأخيرة من برنامج (نجم الإعلام) التي سجلت احتفاليا بحضوره، وبحضور مدير القناة الأولى، ودعمه الكريم بتوزيع الجوائز بنفسه، فالحدث يدل على روح جديدة في هيئة الإذاعة والتلفزيون، ونية جادة للعودة للبرامج التفاعلية ذات الشعبية والجماهيرية، ربما تفتح باب الإنتاج المتوقف في مجالات كثيرة من العمل الإعلامي، فالإنتاج الترفيهي كان متوقفا في أروقة التلفزيون لسنين وعودته بهذه الجدية قد تعيد المشاهدين للتلفزيون المحلي. موضوع آخر بعد توزيع جوائز برنامج (نجم الإعلام)، وعد معالي الأستاذ عبد الرحمن الهزاع باحتواء كل الشباب الموهوب والمتميز في حلقات برنامج نجم الإعلام الأخيرة، وهذا الوعد يعني إعطاء هؤلاء الشباب الفرصة لتغيير الدماء الإعلامية الجامدة، وبعض من تقدم بهم العمر، فالشاب أقرب لمخاطبة شباب مثله، في وقت انتهى دور المذيع النمطي ليأتي دور المذيع الحيوي التفاعلي، وهو شيء رأيناه في نماذج الشباب المتسابق، وحماسهم لعالم جديد في العمل الإعلامي. ومع هذا لا ننسى أن استوديوهات التلفزيون، ومسارحه لسنين خاوية بانتظار الاستجابة للتغيير، والعودة للعمل في مجالي الدراما والموسيقى، فقسم التزويد بالموسيقى متوقف منذ سنين طويلة، ولا فرق موسيقية أو تمثيلية تنتمي لأعمال التلفزيون مباشرة، ولا إنتاج موسيقي أو درامي نوعي، يمكن أن يشار له غير الإنتاج الإخباري، وبعض المقابلات والبرامج اليومية، مع أن لدى التلفزيون طاقات، وأجهزة يعلوها الغبار لقلة الاستعمال. أتمنى أن يتحقق وعد رئيس الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون لنرى كوكبة من الوجوه الإعلامية الجديدة التي عبرت بقدراتها الذاتية، وتنافست لتحقق مكانتها، وكنت من محكّمي المسابقة وبهرت بقدرة بعض الشباب، فبلادنا مليئة بالمواهب وتحتاج من يدفع بها للعمل، ويرعاها ورئيس الهيئة منفتح ومتفهم وقادر على ذلك. أعود لأؤكد ما بدأت به وهو أن البرامج التفاعلية والموسيقية هي ما ينقص التلفزيون السعودي فقد مر زمن طويل لم يدخل مكتبة التلفزيون مقطوعة موسيقية جديدة ولم تقم حفلة أو جلسة غنائية، وحتى إنتاج التلفزيون لبرامج المسابقات والبرامج التفاعلية كان محدودا وخجولا، بما لا يكفي للمنافسة في عالم اليوم الإعلامي، وكل الطاقات المبعدة تستطيع العودة لتلفزيوننا لجعله النموذج الأفضل لو توافرت الإرادة للتغيير. سنتفاءل بهذا التغيير وسننتظر أن يتحرك الإعلام السعودي المسموع والمرئي وروافده من الموسيقى والدراما والمسرح، أقول سننتظر.
إنشرها