Author

كتاب مختلف

|
في كتابها (مختلف: طفل الإسبرجر: مختلف، لكن ليس أقل) تضيء الدكتورة هناء حجازي منطقة معتمة تتعلق بطفل الإسبرجر. الكتاب الذي أصدرته دار جداول المميزة في إصداراتها كما وكيفا رغم حداثة سنها، تتحدث من خلاله هناء حجازي الأم، عن تجربتها مع الطفل المختلف. الحق أن هذا الكتاب من المهم أن يقرأه كل أب وكل أم، خاصة من ـــ حباهم الله ـــ بطفل من ذوي القدرات المميزة. ربما من حسن حظي أنني قرأت الكتاب مخطوطا قبل أن يتم نشره. وقد أكرمتني الدكتورة هناء بالإشارة إلى هذا في توطئتها للكتاب مع مجموعة ممن قرأوا الكتاب قبل نشره. وهذا تصرف تعودناه في الكتب الأجنبية، لكننا نراه نادرا في الكتب العربية. الكتاب الذي يقع في 247 صفحة تكمن أهميته في أنه تجربة إنسانية عربية. نحن شحيحون جدا في الحديث عن حياتنا الخاصة وعن تجاربنا، اعتقادا منا أن هذه التجارب هي ملك لنا، ولا تهم شخصا آخر. ولكن أفضل الكتب الأجنبية هي تلك التي تتناول السير والتجارب الشخصية. من الصعب علينا كثيرا أن نعترف كما اعترفت الدكتورة هناء عند حضورها أول محاضرة تتعلق بحالة ابنها يوسف بقولها (بدأت دموعي تهطل بصمت، كنت أمسحها بصمت، وتعود لتهطل مرة أخرى. كل معلومة كانت تقولها المحاضرة تفتح لي بابا لفهم ولدي، الأصوات التي تزعجهم، ذكرتني به وهو يطلب مني إغلاق مسجل السيارة، الروائح التي لا يتحملونها، ذكرتني به وهو يقفل باب المطبخ حتى لا يشم الطبخ...). هكذا يمضي بك الكتاب، يأخذك من محطة إلى أخرى لتعيد اكتشاف هذا الطفل المختلف، الذي يغدو فهمه نعمة. عن يوسف، آماله وآلامه، وعن أم يوسف، يمضي الكتاب ليضيء مناطق في دواخلنا. يجعل كل من يقرأ الكتاب، يحاول بشكل أو بآخر إعادة اكتشاف مساحات الإنسانية في داخله، ويحاول أن يستدعي تجاربه مع ذوي القدرات المميزة. اقرأوا كتاب «مختلف»، ففيه تجربة يندر أن تجد مثيلا لها في المكتبات المحلية والعربية.
إنشرها