العالم

الأسد: لن نتراجع مهما كانت الضغوط

الأسد: لن نتراجع مهما كانت الضغوط

شدد رئيس النظام السوري بشار الاسد الاثنين على ان بلاده لن تتراجع عن ثوابتها رغم "الضغوط والمؤامرات"، في يوم قتل عشرة اشخاص في تفجير سيارة مفخخة في تركيا، في الحادث الاكثر دموية على الحدود مع سوريا منذ بدء النزاع السوري. وقال الرئيس السوري خلال استقباله وفدا اردنيا، ان "سوريا ستبقى قلب العروبة النابض ولن تتنازل عن مبادئها وثوابتها مهما اشتدت الضغوط وتنوعت المؤامرات التي لا تستهدف سوريا وحسب، وانما العرب جميعا"، بحسب وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا). وأتت تصريحات الاسد في يوم اعلن رئيس الائتلاف المعارض احمد معاذ الخطيب انه لم يتلق "ردا واضحا" من النظام على طرحه حوارا مشروطا، في حين سيطر مقاتلون معارضون على سد الفرات في شمال سوريا، مكبدين النظام هزيمة اقتصادية كبرى. واليوم، اعلن مسؤول في وزارة الخارجية التركية ان عشرة اشخاص على الاقل قتلوا واصيب نحو خمسين بجروح الاثنين في انفجار سيارة مفخخة على ما يبدو عند مركز حدودي بين تركيا وسوريا. وقال المصدر ان الانفجار ناجم عن سيارة تحمل لوحة تسجيل سورية، متحدثا عن احتمال ان يكون الهجوم بسيارة مفخخة. واعلن هذا المسؤول الذي لم يشأ الكشف عن هويته "هناك احتمال بنسبة 51 بالمئة ان يكون هذا الانفجار هجوما ارهابيا". وقتل اربعة اتراك وستة سوريين في الانفجار القوي، بحسب تعداد موقت لهذا المسؤول. واضاف المصدر نفسه "هناك قرابة خمسين جريحا وبالتالي فان عدد القتلى قد يزداد ايضا". وهرعت عشرات من سيارات الاسعاف هرعت الى مكان التفجير على بعد نحو 40 مترا من المركز الحدودي في جيلويز اوغلو، في المنطقة العازلة التي تفصله عن مركز باب الهوا الحدودي الذي يسيطر عليه مقاتلو المعارضة السورية. ووقع الانفجار في مرأب وسط عدد كبير من السيارات والشاحنات، بحسب وسائل اعلام تركية، في حين تحدث مسؤول في الخارجية التركية عن احتراق نحو 15 سيارة. والحادث هو الاكثر دموية على الحدود بين البلدين الممتدة على نحو 900 كلم، وسبق لها ان شهدت سقوط قذائف اطلقت من الجانب السوري، ادت احداها الى مقتل خمسة مدنيين اتراك في قرية اكجاكالي في تشرين الاول/اكتوبر الماضي. ودفع التوتر الحدودي بتركيا الداعمة للمقاتلين المعارضين، الى الطلب من حلف شمال الاطلسي نشر صواريخ "باتريوت"، والتي اصبحت عملانية قبل نحو اسبوعين. وفي شمال سوريا، سيطر مقاتلون معارضون من جبهة النصرة الاسلامية المتطرفة وكتيبة احرار الطبقة وكتيبة اويس القرني على سد الفرات في مدينة الطبقة بمحافظة الرقة، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي ان السد "ما زال عاملا"، وان المقاتلين دخلوا الى غرف التحكم به قبل ان يتمركزوا على مدخليه "تفاديا لان يقوم النظام بقصف هذا السيد الحيوي". واوضح ان خسارة السد "هي الهزيمة الاقتصادية الاكبر للنظام السوري منذ بدء الثورة" منتصف آذار/مارس 2011. ويسمح السد الذي دشن مطلع عهد الرئيس الراحل حافظ الاسد في السبعينات من القرن الماضي، بري آلاف الهكتارات، ويحجز خلفه "بحيرة الاسد" التي يقارب حجمها 14,1 مليار متر مكعب. ويبلغ طول السد 4,5 كليومترات وعرضه من القاعدة 512 مترا وفي القمة 19 مترا، وارتفاعه 60 مترا، بحسب الموقع الالكتروني لوزارة الموارد المائية السورية. ومع اقتراب النزاع من شهره الثالث والعشرين، اعلن الخطيب بعد لقائه الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، انه "لم يأت اي رد فعل بتواصل مباشر (من النظام السوري). كل ما سمعناه هو كلام عام للاسف النظام يكرره منذ سنتين". وكان الخطيب اعرب في اواخر كانون الثاني/يناير عن استعداده للقاء ممثلين للنظام في خارج سوريا، مشددا في الوقت نفسه على ان الحوار سيكون حول "رحيل النظام". واشترط الخطيب اطلاق سراح 160 الف معتقل من السجون وتجديد جوازات سفر السوريين المقيمين في الخارج، قبل ان يقترح اسم نائب الرئيس فاروق الشرع كطرف محاور. ومساء الاحد، ومع انتهاء مهلة حددها الخطيب للنظام لاطلاق السجينات، قال رئيس الائتلاف ان عدم التجاوب مع هذا الطرح "رسالة سلبية جدا"، طارحا في الوقت نفسه التحاور في "المناطق المحررة" في شمال سوريا. وكان وزير الاعلام السوري عمران الزعبي قال الجمعة ان دمشق مستعدة للحوار لكن من دون "شروط مسبقة". وحظيت مبادرة الخطيب بترحيب من الولايات المتحدة وجامعة الدول العربية، اضافة الى روسيا وايران حليفتا النظام السوري. واليوم، نقلت صحيفة "الوطن" السورية المقربة من النظام عن وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي قوله ان الرهان على سقوط الحكومة السورية هو "تصور خاطئ والأيام أثبتت ذلك"، لكن في الوقت نفسه "فإن المعارضة ايضا حقيقة موجودة لا نستطيع إنكارها". اضاف "بات هناك الآن صوت معتدل يعلو في المعارضة عقلاني يتجه للحكمة ويريد حل المشكلة السورية"، في اشارة الى الخطيب الذي التقاه للمرة الاولى الاحد الماضي في ميونيخ، ومن المقرر ان يستكمل التواصل معه. واعتبر صالحي ان المعارضة السورية بدأت تنظر الى الامور "بشكل واقعي"، وان بلاده تبذل جهودها "لنوقف العنف والقتال بأسرع وقت". ميدانيا، قتل 14 عنصرا من المخابرات السورية في تفجير سيارتين يقودهما انتحاريان امام مفرزتين امنيتين في مدينة الشدادة في محافظة الحسكة (شمال شرق)، بحسب المرصد. وقال المرصد ان مقاتلين من جبهة النصرة "فجرا سيارتين مفخختين امام مفرزتي المخابرات العامة والمخابرات العسكرية"، وان الحصيلة مرشحة بسبب خطورة الاصابات. وشهدت سوريا تصاعدا في التفجيرات الانتحارية التي تبنت غالبيتها جبهة النصرة التي ادرجتها الولايات المتحدة على لائحة التنظيمات الارهابية. من جهة اخرى، شن الطيران الحربي السوري غارات على الاطراف الجنوبية لدمشق لا سيما حيي القدم والعسالي، اضافة الى مناطق في محيط العاصمة وخصوصا الغوطة الشرقية. وادت اعمال العنف الاثنين الى مقتل 66 شخصا في حصيلة غير نهائية، بحسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويقول انه يعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في سوريا.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من العالم