جدة: بالصور.. «حي المروة» يغرق ويلفظ أنفاسه الأخيرة

جدة: بالصور.. «حي المروة» يغرق ويلفظ أنفاسه الأخيرة

جدة: بالصور.. «حي المروة» يغرق ويلفظ أنفاسه الأخيرة

جدة: بالصور.. «حي المروة» يغرق ويلفظ أنفاسه الأخيرة

جدة: بالصور.. «حي المروة» يغرق ويلفظ أنفاسه الأخيرة

يعاني سكان حي المروة في جدة، الذين يقطنونه منذ ست سنوات فقط، ويبلغ عددهم نحو 200 ألف نسمة، نسبة المواطنين 90 في المائة، من تزايد منسوب المياه الجوفية، الأمر الذي ساهم في دخول تلك المياه على خزانات المياه وكذلك خزانات الصرف الصحي، مسببة أضرارا على البنايات، أبرزها تشققات اعتبرها مهندسون "نذير انهيار للمباني"، كما يعاني السكان من شوارع غير ممهدة وبعضها يمتلئ بالحفر، إضافة إلى أنها مظلمة وغير مؤهلة لمرور سياراتهم، ناهيك عن انتشار بعض الأمراض نتيجة المياه الراكدة في تلك الشوارع ومنها حمى الضنك، ولم تفلح مخاطبة الشؤون الصحية في جدة لأمانتها من أجل معالجة أوضاعها. وتساءل السكان عن المتسببين في الأضرار التي يعانون منها، ومحاسبتهم، وتجاهل أمانة جدة لمشكلات الحي. الأمانة تتجاهل وتسارع بالغرامات أكد الدكتور زيد الفضيل الكاتب المتخصص في الشأن الاجتماعي وأحد سكان حي المروة أن المخطط لا يعكس شيئا لمدينة جدة ولا رؤية أمير المنطقة، مدللا على كلامه بقوله: "المياه الجوفية في الحي مثل السوس تنخر في أساس البنايات وتحدث تشققات تهددها بالانهيار"، مشيرا إلى أن الأمانة لم تأخذ في الاعتبار حقوق المواطنين خاصة أن مشكلة الحي لم تكن وليدة حيث إنها بدأت في الظهور منذ بدء البناء في المخطط حتى ازداد الوضع منذ ما يقارب أربع سنوات وتحديدا بعد كارثة سيول جدة الثانية 2010، حيث ظهرت في الحي مستنقعات صغيرة ومتفرقة وطفح مياه في البنايات، ولم يتم تقديم أي حلول أو مبررات من جانب الأمانة، حيث كان ردها: مشكلة المياه تخص شركة المياه الوطنية، والأمانة لا تملك الصلاحية بهذا الشأن. #2# ووصف حلول الأمانة لمشكلات الحي بـ "الوقتية"، مدللا على ذلك بمعالجتها مطالبات السكان بتحسين الشوارع وإدخال الكهرباء، وقال: قامت قبل تسعة أشهر بقشر الشوارع بغرض إعادة سفلتتها، لكن مع الأسف لم تتم حتى الآن ودمرت الشوارع بشكل نهائي. وأضاف الفضيل أن هناك تجاهلا كبيرا من الأمانة لمشكلات الحي، ومن ذلك تكوّن بحيرة مساحتها 50 مترا في 100 متر، من جراء استهتار إحدى الشركات المنفذة لمشاريع الصرف الصحي في الحي، مؤكدا عدم تحرك الأمانة رغم كثرة الشكوى المقدمة وحضور سيارات الأمانة للمراقبة وتسجيل مخالفات على السكان دون حساب الشركة المتسببة فيها، مشيرا إلى أنه بعد تداول المشكلة في الإعلام وتزايد الأصوات قامت الأمانة بسحب المياه دون تسجيل مخالفة على الشركة. ارتفاع منسوب المياه الجوفية قال الدكتور زيد الفضيل: إن منسوب المياه الجوفية تزايد وارتفع وطفح على سطح الأرض، مما أظهر عددا كبيرا من المستنقعات، التي بدورها ساعدت على انتشار حمى الضنك، مؤكدا قيام نحو 200 مواطن برفع شكوى قبل أشهر لأمير المنطقة خالد الفيصل، لم يصلهم الرد حتى وقت النشر. فيما اتهم فهد الخماش أحد السكان، أمانة جدة بتجاهل مخالفات المشاريع التنفيذية في الحي، وقال: بعد تجفيف بحيرة المياه التي كونتها إحدى الشركات المنفذة للصرف الصحي، قامت شركات المقاولات المنفذة للطرق بتكوين ردميات كبيرة أمام المنازل، فلم تحرك الأمانة ساكنا، ولم تسجل أي مخالفات على تلك الشركات، على الرغم من الأضرار التي نتجت منها، كونت بؤرة لتجمع الحشرات والفئران في المنطقة. ووصف الحي بأنه عبارة عن روائح كريهة ومستنقعات متفرقة للمياه الجوفية وشوارع مظلمة ومتهالكة غير مسفلتة مليئة بالمطبات، وأخيرا هو أشبه بأفلام الرعب. واستعرض الخماش المشكلات التي يعاني منها المخطط، وأبرزها أن الأراضي الفضاء المظلمة باتت بؤرة لتفريغ وايتات مياه الصرف الصحي، نظرا لضعف رقابة الأمانة، وقال: أبلغنا ذات مرة الأمانة وحجزنا إحدى السيارات، ولما حضر مراقب الأمانة إلى الموقع بعد ثلاث ساعات، تم توجيه الخطأ لنا لحجزنا الوايت، والأغرب أنه طالبنا بإفراغ الحمولة بسبب عطل الوايت. #3# وحول ارتفاع منسوب المياه الجوفية في المنازل وظهور مستنقعات متفرقة في الحي، قال الخماش: أخبرتنا الأمانة أن مشكلة المياه الجوفية تخص شركة المياه الوطنية التي تسعى بدورها لحلها رغم تزايدها منذ أكثر من ست سنوات. مضيفا: كما تقدمنا بشكوى للأمانة لظلمة الحي المخيفة رغم وفرة الكهرباء، وكان ردها أن هناك تعهدات للمقاولين الذين قاموا بخلع أعمدة الإضاءة بإعادتها فور الانتهاء من البناء، لكن مع الأسف أكثر من 80 في المائة من البنايات انتهت دون أن ترجع الكهرباء للحي. وأشار إلى أنه بعد انتشار حمى الضنك في الحي خاطبت الشؤون الصحية أمانة جدة، حول المستنقعات الموجودة في الحي من أجل ضرورة ردمها، لكن سيارات الأمانة تدور في الحي لرصد مخالفات المواطنين دون حل مشكلات الحي أو ردم المستنقعات المتفرقة. فيما وصف حسام أحد سكان حي المروة بأنه أصبح عجوزا في عمر الزهور، فالبنايات ذات الأشكال الجمالية تعاني بنية تحتية سيئة جدا، سرعان ما تظهر في الأشهر الأولى من السكن، وذلك بعد استخدام أرخص أنواع مواد البناء. مبينا أن أحد المهندسين أكد له أن الحي بأكمله غير مؤهل للسكن، حيث إن طبيعة الأرض لا تتحمل البنايات الكبيرة. #4# بعد سنتين فقط.. السكان يعرضون شققهم للبيع أكد لـ "الاقتصادية" مكتب تسويق في الحي - فضل عدم ذكر اسمه - أن المخطط نهض ببنايات كبيرة وعالية خلال عام واحد فقط، وقال: تم بناؤها بمواد منخفضة الجودة إن لم تكن رديئة لا تحمل أي مواصفات للجودة، ويبلغ متوسط ريع العمارة 300 ألف ريال وتزداد لدى بيعها كشقق سكنية، حيث يبدأ سعر الشقة من 700 ألف ريال، ويصل إلى مليونين للروف، فيما تجاوزت أسعار العمارة عشرة ملايين ريال. وأوضح أن أغلب مالكي الشقق من الموظفين متوسطي الدخل، حيث تبلغ نسبة السيدات 40 في المائة أغلبهم من خارج جدة، وأكثر من 70 في المائة من ملاك الشقق عن طريق القروض. وقال صاحب المكتب: نحن مسوقين لا نملك الصلاحية بالكشف عن المباني وخللها، والمنطقة حاليا تشهد ركودا نسبيا في بيع الشقق، نظرا لتزايد مشكلات الحي سواء من الإضاءة والمياه الجوفية أو الشوارع، إضافة إلى ضعف جودة البنايات والازدحامات الكبيرة في الأحياء، وكثير من الملاك يعرضون الشقق للبيع بعد السنتين الأوليين. المنطقة غير مؤهلة للبناء.. والأرض رطبة حمّل عدد من المهندسين الاستشاريين، أمانة جدة مسؤولية إبلاغ الملاك بطبيعة الأرض وبإلزامهم بمواصفات بنائية معينة، بما يكفل سلامة البنايات ومطابقتها للمواصفات التي تتناسب مع طبيعتها، وأجمعوا أن هناك تراخيا في تطبيق الأنظمة حول هذا الأمر خاصة أن المنطقة تحتوي استثمارات بمئات الملايين، وقالوا: لا بد من تفعيل اشتراطات بنائية تحمي هذه البنايات من الانهيارات المتوقعة لها خلال الأعوام المقبلة خاصة أن المنطقة غير صالحة للبناء بالمواصفات البنائية الحالية، مبينين أن البنى التحتية للمخطط غير صالحة للبناء بالمواصفات الحالية، مطالبين تدخل هيئة المساحة والجيولوجيا للنظر في طبيعة الأرض، مشيرين إلى أنه من غير الممكن القدرة على سحب الكم الهائل من المياه من باطنها، مع ضرورة بحث حلول للتعايش مع طبيعة التربة في هذه المخططات. وتساءلوا: أين الخلل؟ هل من مكاتب فحص التربة أم من الأمانة التي لم تدقق في مراقبتها قبل إخراج التراخيص وخاصة لناحية دراسة طبيعة الأرض مسبقا قبل طرح المخطط للبيع؟ فيما حذر الدكتور نبيل عباس مهندس استشاري وممثل اتحاد فيدك في السعودية من الانعكاسات السلبية على مخطط الحرمين وتحديدا حي المروة من جراء المياه الجوفية فيه، وقال: من الطبيعي أن تؤثر المياه الجوفية على الاستثمارات العقارية في المنطقة وتعمل على تهالكها، فالبنى التحتية تأثرت بالمياه بشكل كبير. مبينا أن بقاء المخطط على وضعه الحالي دون تقديم أي حلول له سيؤدي إلى أمرين: أن التربة لن تتماسك تحت البنايات بشكل كبير، وهو الأمر الذي يسبب التشققات التي تعاني منها أغلب البنايات في المنطقة، وهو ما يؤدي إلى هبوط غير منتظم في المباني، وبالتالي تعاني المنازل في المنطقة من الهبوطات المختلفة في المنازل. وحول الأمر الآخر قال: إن أغلب المباني مغمورة بالمياه تحت الأرض مما يؤثر على الأساسات وتهالكها، وتأخذ نحو عشر سنوات تقريبا وتصبح غير مناسبة للسكن ومهددة بالانهيار. وفي رده على سؤال: هل مخطط الحرمين "حي المروة" مؤهل للسكن؟ قال الدكتور نبيل عباس: المخطط مؤهل للسكن لكن في حالة اتباع مواصفات بناية معينة تتماشى مع طبيعة الأراضي الرطبة مثل مخطط الحرمين. مؤكدا أن مباني الحي لم تنفذ وفق المواصفات المناسبة لطبيعة المنطقة، مما جعلها غير مقاومة للمياه الجوفية، وبالتالي مهددة بالانهيار. وقال: يجب على الأمانة أن تعرّف أصحاب الأراضي بطبيعتها خاصة أن نظام البناء في الأمانة يوضح مواصفات البنايات في المناطق الرطبة، وذلك حماية للاستثمارات في المنطقة التي تقدر بمئات الملايين، لكن مع الأسف هناك مقاولون أقاموا وحدات سكنية تجارية غير جيدة. وحول تكلفة البناء في الأراضي الرطبة أكد أنها تزيد نحو 10 في المائة على تكلفة المبنى في الأراضي العادية. فيما أكد المهندس أيمن الشاولي أن الاستثمارات الموجودة في المخطط جميعها مهددة بالانهيار خلال السنوات العشر المقبلة، وقال: السكان وقعوا ضحايا لجشع المستثمرين، الذين بنوا بأدنى مواصفات للجودة والتحمل في منطقة غير جافة تعد من المناطق الرطبة، مما سيقود هذه الاستثمارات للانهيار. واعتبر بقاء المخطط على وضعه الحالي "كارثة كبيرة"، عازيا السبب في ذلك إلى أن المخطط كبير وتم بناؤه بأدوار مرتفعة وكبيرة، وقال: من غير الطبيعي أن يتم سحب الكمية الكبيرة من المياه بباطن الأرض، حيث إن طبيعة الأرض ساحلية رطبة لا يمكن سحب جميع المياه من باطنها، إذ إنه كان يستلزم مواصفات معينة.
إنشرها

أضف تعليق