Author

ارحلوا عن الجمعية

|
تستنزف بيئات العمل صراعات عقيمة، بعضها صامت، وبعضها يخرج إلى العلن. نتيجة هذه الصراعات شلل يصيب مفاصل هذه المنشأة أو تلك، فيصبح ضررها أكبر من نفعها، وسلبياتها أكثر من إيجابياتها. أكتب وفي ذهني عشرات من الصور والنماذج، التي يمكن الكتابة عن بعضها ولا يمكن الكتابة عن البعض الآخر. لكن لدينا حاليا نماذج مباحة ومستباحة تتناولها وسائل الإعلام. من هذه النماذج: خلافات وصراعات الأندية الأدبية مع بعضها، وصراعات بعض الأندية الأدبية مع وكالة وزارة الثقافة والإعلام. وسبق أن كتبت عنها، وبالتالي لا داعي للتوسع بشأنها. لكن صراعا آخر يتجدد منذ فترة في جمعية حماية المستهلك بين الرئيس القديم والرئيس الجديد. هذا الصراع وصل إلى المحاكم، بعد أن حاول وزير التجارة حسمه. الحق أن هذا الصراع ليس بين شخصي الرئيس السابق واللاحق، إذ إن أثره انعكس على جمعية حماية المستهلك، تلك الجمعية التي علق عليها الناس آمالا عريضة بمجرد صدور الأمر بإنشائها، لكن الأمر تمخض عن خلافات وصراعات وعمل عقيم، استفاد منه عدد محدود من الناس، ولم تتمكن من تحقيق رسالتها التي تم إنشاؤها من أجلها. لقد فشلت الجمعية فشلا ذريعا، وفشل الرئيسان الأول والثاني وبقية الأعضاء في إقناع الناس أن ثمة أملا في وجودهم فيها. ليت المصارعين الرئيسين، وبقية أعضاء الجمعية ''يريحوننا'' ويستقيلون، ويتم تشكيل فريق جديد يرتفع بالجمعية ويرتقي بها، بدلا من هذه الانتكاسات المتتالية التي أساءت للعمل المدني والاجتماعي.
إنشرها