Author

أوقفوهم قبل فوات الأوان

|
أحسنت إمارة منطقة الرياض صنعا بمنع إمام أحد المساجد في العاصمة من ممارسة الرقية الشرعية.. بعد أن اتضح من طريقته في الرقية وجود مخالفات عدة لديه، منها إدخال من يترددون عليه في الوساوس، بإيهامهم بأنهم مصابون بالسحر، أو الحسد، كذلك إيهام المرضى بأمراض عدة لكي يستمروا في الرقية عنده.. المصدر ''سبق'' بتاريخ 9/1/2013. وأمامي وأنا أكتب الآن في مطبوعة جدة المبوبة العدد 305 في 1/12/2012، وعلى صفحتها الأولى الإعلان التالي ''الداعية فلان بن علان''، والمعالج بالرقية الشرعية، علاج الأمراض بالقرآن، والأدوية الطبيعية: اختصاصنا علاج العين والحسد، حالات القولون العصبي، الربو والحساسية، الأكزيما والصدفية، الغدة الدرقية، الصداع وتساقط الشعر، الضغط، حالات الإسقاط والعقم، آلام الرحم ومشاكل الدورة الشهرية، يعني الداعية أعلاه أو مَن يطلق على نفسه هذا اللقب (مستشفى متكامل)، فأين الجهات المعنية والرقابة ووزارة الصحة في جدة من هذا العبث بصحة وأرواح الناس من قبل أمثال هذا ''المدعي'' الذي لا يتورع عن المخاطرة بالناس الأبرياء الذين يتم خداعهم، ممن يدّعون العلم بالدين وبالقرآن الكريم وأنهم يشفون كل الأمراض، وهم يمارسون الدجل والشعوذة، والابتزاز، والإغواء؟ كما سجلت أكثر من حالة مارس فيها من يدعون ''الرقية الشرعية'' إغواء النساء، والتحرش بهن، وقد صدرت عدة أحكام ضد هؤلاء المجرمين الذين اتخذوا من الرقية الشرعية وسيلة للقيام بإغواء النساء واستغلال ضعفهن ومرضهن النفسي غالبا للتقرب منهن، وممارسة الفاحشة معهن إذا استطاع هؤلاء المجرمون الوصول إلى مبتغاهم القذر. في دراسة أجراها أخيرا الدكتور شيخ إدريس عبد الرحيم في جامعة فيصل، على 277 مريضا نفسيا، أظهرت أن أكثر من 70 في المائة من المرضى النفسيين يراجعون المعالجين الدينيين بالتناوب مع الأطباء وأن عدد المرضى نفسيا الذين يراجعون الشيوخ أضعاف أضعاف مراجعة الأطباء النفسيين. وخرجت الدراسة بتوصية مهمة مفادها ''أن العلاج الديني محتاج إلى تنظيم، وتأهيل وتدريب وترخيص، ورقابة، إضافة إلى المؤهل الديني (خريج دراسات إسلامية). آن الأوان للتحرك سريعا لمواجهة ما يحدث من تجاوزات في هذا المجال.
إنشرها