Author

السيولة والتدوير والمتداولون

|
أثبتت تداولات السوق يوم الثلاثاء أهمية السيولة في دفع ورفع أسعار الأسهم في السوق، فالتدوير الذي تم خلال بداية تداول ''أسمنت الشمالية'' مع محفزات توزيع أرباح أسهم في صعود السعر لمستويات لم تقدر أن تصل إليها شركات سابقة لها نفس الوضعية، وهي ''أسمنت نجران'' و''أسمنت المدينة''، وحلق السعر فيها لمناطق إيجابية وقوية. المطروح والمسموح بتداوله كان 90 مليون سهم وبسيولة بلغت 5.986 مليار ريال، تم تدوير المتاح للتداول أكثر من مرتين مما يوحي بقوة حجم الضغط، الذي تم في السوق، بل وبلغ حجم السيولة الموجهة للسهم أعلى من السيولة الموجهة للسوق، التي بلغت 5.331 مليار ريال لندرك حجم الضغط والإصرار. وفي الأربعاء حتى الثلث الأول من التداول في السوق استمر ثقل السيولة في ''أسمنت الشمالية'' عند ثلث حجم التداول بالريال في السوق السعودية، ولكن مع تراجع السعر بالرغم من ارتفاعه في بداية الجلسة. عايشت السوق البارحة أحداثا محلية أهمها تعيين رئيس جديد لهيئة السوق المالية وتوقيف سهم ''المتكاملة'' نتيجة توجه هيئة الاتصالات بالطلب من المقام السامي إلغاء الرخصة الممنوحة لها، وبالتالي دخول الشركة ومجالسها في منحنى خطر. وعلى الصعيد العالمي بعد مرور الضغوط السلبية بسلام تعود الأسواق المالية العالمية للتفاعل الإيجابي والتحسن، حيث أغلقت أسواق آسيا على نتائج خضراء في يوم الأربعاء ولا تزال أسواق أوروبا في المنطقة الخضراء. وتفاعلت السوق السعودية مع النتائج السابقة إيجابا وافتتحت في المنطقة الخضراء وبقوة لتستقر فوق منطقة السبعة آلاف نقطة، وتستمر فيها عند الثلث الأول من وقت التداول. تشير التوقعات اليوم إلى تحسن أداء السوق واستمرارها في المنطقة الخضراء نتيجة لتحسن أداء الأسواق العالمية ونتيجه لكون نقطة السبعة آلاف الحالية تمثل منطقة يرى فيها المتداولون أنها قيمة مقبولة للسوق، وتعكس واقعه من خلال النتائج المحققة. وبالتالي ستستمر السوق في هذه المنطقة حتى تظهر معلومات يمكن أن تعيد تقييم السوق ورؤية المتداولين حولها وأثناءها سيستفيد المضاربون كثيرا من هذه المنطقة كحاجز أمان لهم. فالمضاربون الاحترافيون يحققون نتائج قوية عند تحرك السوق في الاتجاه العرضي، مقارنة بالاتجاه الهابط، والله أعلم.
إنشرها