العالم

الخطيب يطالب النظام السوري بـ"موقف واضح" من الحوار ويدعو إلى تكليف الشرع بإجرائه

الخطيب يطالب النظام السوري بـ"موقف واضح" من الحوار ويدعو إلى تكليف الشرع بإجرائه

في موقف متقدم مقارنة بمواقفه السابقة من الحوار مع النظام السوري، طلب رئيس الائتلاف السوري المعارض احمد معاذ الخطيب الاثنين من هذا النظام انتداب نائب الرئيس فاروق الشرع للتحاور مع المعارضة، كما طالبه بابداء "موقف واضح" من الحوار بين الطرفين. على الارض، احرز مسلحو المعارضة تقدما في محافظة الرقة في شمال البلاد، فيما يستمر تفاعل الغارة الاسرائيلية على سوريا قبل ايام. وقال الخطيب في حديث الى قناة العربية الفضائية "اطلب من النظام - اذا كان النظام سيقبل طبعا الفكرة (فكرة الحوار)- ان يرسل الاستاذ فاروق الشرع. ويمكن ان نجلس معه". واشار الى ان "الاستاذ فاروق الشرع على سبيل المثال منذ بداية الازمة وهو يرى انها لا تمشي بالطريق الصحيح. كونه جزءا من النظام لا يعني اننا لا نقبل بالكلام معه". وتابع "الدول الكبرى ليس عندها تصور واضح لحل الازمة (..) ولا مشروع حل" ودعا السوريين الى ان "يتخذوا قرارا ويتشاوروا مع بعضهم البعض ليكونوا يدا واحدة". وكان الخطيب طالب في وقت سابق في مداخلة مع قناة الجزيرة الفضائية النظام السوري ب"موقف واضح" من موضوع الحوار لحل الازمة في سوريا، موجها نداء الى الرئيس بشار الاسد "لايجاد حل" و"التساعد لمصلحة الشعب". وقال "انا اقول يا بشار الاسد انظر في عيون اطفالك وحاول ان تجد حلا وستجد اننا سنتساعد لمصلحة البلد". واضاف ان "النظام عليه ان يتخذ موقفا واضحا. نحن سنمد يدينا لاجل مصلحة الشعب ولاجل ان نساعد النظام على الرحيل بسلام. المبادرة الآن عند النظام اما ان يقول نعم او لا". وتابع الخطيب ان "النظام اذا اراد ان يحل الامور يستطيع ان يشارك (...) ولن يلقى اذا كان جادا وصادقا، الا الترحيب من قبل المعارضة". وفي مقابلة نادرة مع صحيفة "الاخبار" اللبنانية نشرت في 17 كانون الاول/ديسمبر، قال فاروق الشرع ان ايا من نظام الرئيس بشار الاسد او معارضيه غير قادر على حسم الامور عسكريا في سوريا، داعيا الى "تسوية تاريخية" لانهاء الازمة. وكان الخطيب اعلن في 30 كانون الثاني/يناير استعداده المشروط "للجلوس مباشرة مع ممثلين عن النظام"، مسجلا خيبة امله من غياب الدعم الدولي للمعارضة. وتمثل شرطاه في الافراج عن "160 الف معتقل" في السجون السورية وتجديد جوازات سفر السوريين الموجودين في الخارج. وجوبه موقفه بانتقادات من بعض المعارضين، قبل ان يعلن الائتلاف المعارض في بيان صدر عن هيئته السياسية ان "اي حوار يجب ان يتركز على رحيل النظام". واعلن وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي الاثنين من برلين تعليقا على اول اجتماع له مع الائتلاف السوري ان المحادثات "كانت مثمرة جدا وقررنا مواصلتها". في الوقت نفسه في دمشق، جدد امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني سعيد جليلي في مؤتمر صحافي عقده اثر محادثات مع المسؤولين السوريين وعلى راسهم بشار الاسد، دعم بلاده للنظام. وقال، بحسب الترجمة الرسمية لكلامه الى العربية، ان بلاده دعت الى اجتماع بين الاطراف السوريين يعقد في دمشق "حتى نثبت ان هذا الحوار هو سوري وكافة مؤلفات المجتمع السوري موجودة فيه". واضاف "ندعم مشاركة الجميع في سوريا بهذا الحوار"، مشيرا الى "ان المبادرة التي طرحها السيد بشار الاسد تستطيع ان تكون الاساس المناسب له". وطرح الاسد في السادس من كانون الثاني/يناير "حلا سياسيا" للازمة المستمرة في بلاده منذ اكثر من 22 شهرا يقوم على ان تدعو الحكومة الحالية الى مؤتمر حوار وطني يتم خلاله التوصل الى ميثاق وطني يطرح على الاستفتاء، ثم يتم تشكيل حكومة تشرف على انتخابات نيابية. على الجبهة الدبلوماسية ايضا، يبدأ نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الاثنين زيارة تستغرق اربعة ايام الى الصين، حليفة النظام السوري، "للدفع في اتجاه حل سلمي للمسالة السورية"، بحسب وزارة الخارجية الصينية. في تفاعلات الغارة الاسرائيلية قرب دمشق، اكد جليلي ان اسرائيل "ستندم على عدوانها" على سوريا. واقرت اسرائيل ضمنا الاحد بانها نفذت الغارة في سوريا بعدما لزمت الصمت حول هذا الموضوع على مدى ايام. كما اعتبر وزير الدفاع السوري فهد جاسم الفريج ان الغارة التي شنتها اسرائيل على مركز عسكري للبحوث العملية قرب دمشق، هي "رد" على ملاحقة القوات النظامية السورية للمقاتلين المعارضين، بحسب ما جاء في مقابلة تلفزيونية. وقال الفريج في مقابلة مع التلفزيون الرسمي السوري، وردا على سؤال عن سبب عدم رد سوريا على الغارة، "العدو الإسرائيلي هو الذي رد (..) عندما يرى العدو الإسرائيلي أدواته تلاحق ولم تحقق نتائج تدخل ورد على عملنا العسكري ضد العصابات المسلحة (..) فهو الذي رد". ميدانيا حقق مسلحو المعارضة السورية تقدما على الارض في محافظة الرقة، شمال سوريا، باقتحامهم سد البعث الاستراتيجي غرب مدينة الرقة بعد معارك دامية مع القوات النظامية، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان الذي اشار الى استمرار القصف والعمليات العسكرية الاثنين في ريف دمشق. وقال المرصد في بيان صباح الاثنين "سيطر مقاتلون من جبهة النصرة وكتيبة احرار الطبقة ليل الاحد على مداخل سد البعث قرب بلدة المنصورة غرب مدينة الرقة". ويقع السد بين مدينتي الرقة والطبقة اللتين لا تزالان تحت سيطرة القوات النظامية، في وقت باتت معظم مناطق الريف في ايدي المقاتلين المعارضين. واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان اشتباكات عنيفة سبقت اقتحام السد الاستراتيجي الذي يستخدم لتوليد الكهرباء وتجميع المياه. واشار في الوقت نفسه الى "اشتباكات عنيفة وقعت الاثنين بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من عدة كتائب مقاتلة في محيط القسم الشمالي الشرقي من قيادة الفرقة 17 في الجيش السوري" الواقعة شمال مدينة الرقة. كما افاد المرصد عن معارك بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في حقول للنفط قرب بلدة الشدادي في ريف الحسكة (شمال شرق). واشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن الى وجود "عمليات كر وفر في المنطقة منذ فترة". في ريف دمشق، قتل سبعة مواطنين بينهم ستة اطفال اثر قصف من طائرة حربية على منطقة الشيفونية في محيط دوما، بحسب ما ذكر المرصد بعد ظهر الاثنين. وكانت الغارات الجوية شملت منذ الصباح مناطق عدة في ريف دمشق وترافقت مع اشتباكات في مناطق اخرى. واشار المرصد الى "اشتباكات عنيفة تدور بين القوات النظامية ومقاتلين من عدة كتائب مقاتلة عند أطراف حي التضامن" في جنوب دمشق. كذلك، سقطت قذيفتا هاون على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب دمشق، بحسب المرصد الذي لم يشر الى تسبب هاتين القذيفتين بخسائر بشرية. واشارت "الهيئة العامة للثورة السورية" الى اشتباكات في حي الثلاثين الواقع على اطراف المخيم. وقتل رجل في انفجار عبوة ناسفة ملصقة بسيارة في حي الميدان في دمشق بالقرب من المتحلق الجنوبي صباحا، بحسب المرصد. وفي محيط العاصمة، تعرضت البساتين المحيطة ببلدة جديدة عرطوز للقصف من القوات النظامية، تزامنا مع اشتباكات عنيفة عند اطراف بلدة ببيلا، بحسب المرصد. وتشن القوات النظامية منذ فترة حملة واسعة في ريف العاصمة للسيطرة على معاقل للمقاتلين المعارضين يتخذونها قاعدة خلفية لهجماتهم تجاه العاصمة. وقتل في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا الاثنين 81 شخصا، بحسب حصيلة غير نهائية للمرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويقول انه يعتمد، للحصول على معلوماته، على شبكة واسعة من المندوبين والمصادر الطبية في كل سوريا. وادى النزاع السوري المستمر منذ اكثر من 22 شهرا الى مقتل اكثر من 60 الف شخص، بحسب ارقام الامم المتحدة.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من العالم