FINANCIAL TIMES

2018 موعد محتمل للقضاء على شلل الأطفال

2018 موعد محتمل للقضاء على شلل الأطفال

من المرجح أن يتم القضاء على شلل الأطفال، الإصابة الفيروسية التي كانت ذات يوم موجودة في جميع أنحاء العالم، خلال السنوات الخمس المقبلة، وفقا لبيل جيتس، الملياردير الأمريكي الذي يساعد الفقراء، الذي تعمل مؤسسته مع الحكومات ووكالات الصحة لقهر هذا المرض. وقال جيتس في لقاء مع "فاينانشيال تايمز": "إنها خطة تستمر لستة أعوام نضعها معا. ونعتقد أن عام 2018 هو موعد محتمل جدا للقضاء الكامل على هذا المرض. الأمر يتعلق بالاتحاد معا من أجل الدفعة الأخيرة". وكان جيتس يزور لندن بالأمس في إطار جولة عبر العواصم الأوروبية ترمي إلى إقناع الحكومات بعدم تخفيض الإنفاق على مساعدات التنمية بحجة أن الميزانيات تعاني ضيقا، أو كون النمو الاقتصادي يعاني انعدام الطاقة. وقال: إن نجاح الحملة لمكافحة شلل الأطفال ساعد على إظهار أن مساعدات التنمية عندما تكون موجهة بشكل صحيح ولأهداف يمكن قياسها، تمثل إنفاقا جيدا للمال. وبفضل جهود الحكومات القومية، ووكالات الأمم المتحدة، ومراكز السيطرة على المرض في الولايات المتحدة، والجهات الخاصة المتبرعة، مثل مؤسسة بيل آند ميلاندا جيتس، انخفض عدد الحالات المسجلة لشلل الأطفال إلى 650 حالة هبوطا من نحو 350 ألفا عام 1988. وخلال فترة الـ 25 عاما نفسها، تقلص عدد البلدان التي يتفشى فيها مرض شلل الأطفال من أكثر من 125 إلى ثلاثة فقط – أفغانستان ونيجيريا وباكستان. وقال جيتس: "هناك ثلاثة بلدان صعبة للغاية. هناك انعدام أمن في باكستان وأفغانستان، وهناك افتقار لنظام صحي منظم في نيجيريا. لكنني أشعر بتحسن لأننا وجدنا خططا لإتمام المهمة في النهاية". ووصف جيتس القضاء على شلل الأطفال بأنه "أولوية قصوى" بالنسبة لمؤسسته الموجودة في سياتل، التي تنفق وفقا لتقديراته أربعة مليارات تقريبا كل عام على الصحة، والزراعة، والتعليم، ومشاريع أخرى لمساعدة أفقر المجتمعات في العالم. ويشرح الرئيس التنفيذي السابق لمايكروسوفت كيف أن حملات التطعيم ضد شلل الأطفال أخذت خطوات واسعة في السنوات الأخيرة، بفضل استخدام صور الأقمار الصناعية عالية الدقة لوضع خرائط للقرى والمستوطنات النائية مفصلة أكثر بكثير من تلك التي كانت تُرسم يدويا في وقت من الأوقات. وقال جيتس: "بما أن الخرائط الجديدة تظهر المسافات الحقيقية بين المستوطنات، يستطيع المديرون الآن توزيع مقدمي اللقاحات بشكل فعال عن طريق منحهم عملا يوما كاملا، لكن لا أكثر من ذلك". وأضاف: إن الإنجازات التي تحققت في مواجهة شلل الأطفال وفرت حافزا لإحراز تقدم أسرع في الحملة لتقليل عدد الأطفال في الدول الأكثر فقرا، الذين يموتون قبل سن الخامسة. وقال: "تقليل معدل وفيات الأطفال يجب أن يبقى هدفا كبيرا للمستقبل". وتسبق رحلة جيتس الأوروبية مناقشات حساسة سيجريها زعماء الاتحاد الأوروبي الـ 27 في قمة بروكسل في السابع والثامن من شباط (فبراير) المقبل تتعلق بكيفية توزيع الإنفاق من ميزانية الكتلة الأوروبية التي تبلغ تريليون يورو للفترة 2014 ـ 2020. وسيذهب الجزء الأكبر من إنفاق الاتحاد الأوروبي، كما يحدث دائما، إلى برامج المساعدات الإقليمية الأوروبية والزراعة. وفي ظل المقترحات الحالية، ستتلقى أفقر بلدان العالم أكثر من 50 مليار يورو خلال سبع سنوات من صناديق التنمية المتنوعة التابعة للاتحاد الأوروبي، لكن منظمي حملات المساعدات قلقون من أن تضغط القمة هذا المبلغ. وقال جيتس: إن من دواعي الارتياح رؤية أن بعض الدول، مثل السويد والمملكة المتحدة وأستراليا وكوريا الجنوبية والنرويج، تزيد من المساعدات بدلا من تقليصها. واعتبر أن الاتجاه أقل وضوحا في دول مثل كندا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة. وأضاف: "على مر السنين، أظهر الاتحاد الأوروبي قيادة نشطة حقيقية في المساعدات الإنمائية. ومساعدات الاتحاد الأوروبي لا تقدر بثمن ولها تأثير كبير جدا. وكما هو واضح، الميزانيات تمر بأوقات صعبة ويتعين على المصوتين القيام بمفاضلة. لكنهم سيدعمونها، إذا ظهرت الحقائق الإيجابية وعلموا أن كرمهم يؤتي ثماره".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES