هل البنوك فوق القانون ؟!

هل البنوك فوق القانون ؟!

أن تربح المليارات الكثيرة , وتستخسر الخدمات القليلة , فذلك الصنيع , هو قمة الأنانية , وحب الذات , ودليل قاطع على عدم التحلي بالوطنية , وهذا للأسف الشديد ما تفعله بنوكنا المحلية بعملائها (الكرام) الذين كانوا يظنون أنهم كراما , وأعزاء فعلا عند بنوكهم من كثرة ما تخاطبهم بهذه الألقاب. ولكن ما يحدث على ارض الواقع بعيدا كل البعد عن معاملة الكرام المزعومين , باحترام وتقدير كما في الخطابات , فالتقدير , والإجلال , فقط على الورق , ومن يُكتب له أن يذهب إلى أحد البنوك سيرى ذلك التبجيل بنفسه ويتأكد من أن (الكلام ببلاش) سواء كان من رأس , أو قرطاس. إذ يجب على الكريم العزيز أن يصطف مع غيره من الكرام الآخرين , في طوابير طويلة حتى لو كان كل ما جاء من اجله مجرد استفسار بسيط فقط , وعليه الانتظار طويلا أمام عدد من المكاتب والكاونترات (الوهمية) لخدمة العملاء , أو الصِرافة , ولكن القليل منها هو من يقبع خلفه موظف أو اثنان فقط لخدمة كل المنتظرين , أما بقية المكاتب فهي للخطط التوسعية المستقبلية !؟ أو بمعنى أصح للتمويه (فقد وفر البنك رواتب من كانوا سيعملون فيها) , وأثقل على الموجود من الموظفين , لذلك لم يعد موظف البنك مهتما بعدد المراجعين اللذين سينجز لهم أعمالهم) ولا عن مقدار الوقت الذي سينتظرونه , وعلى العميل (المتضجر) أن يعلم أن ما سيفوته اليوم بعد انتظاره الطويل سيجده غدا , والرقم الذي يحمله (يبله ويشرب ماه) وأن كان جادا فعلا في إنجاز ما جاء من أجله فعليه أن يرابط عند باب البنك قبل أن يفتح من الغد بوقت كافي , ويزاحم (مع الرجال) ولو (بالمشعاب) , لعل الله أن يمن عليه ويظفر برقم قريب , إنه تعالى على كل شيء قدير , فهل هذه هي الطريقة الحضارية التي يرضاها البنك للعميل لينجز أعماله , وهل ترضاها (مؤسسة النقد) أن رضيها البنك. ثم بعد ذلك من كان محظوظا بعد كل هذا العناء ووصل إلى الموظف من أول يوم (مراجعة) أو في عدة من أيام أخر, سيظن من أول وهلة أنه في سرادق عزاء وكل ما سيدور في ذهنه لحظتها هو أن يقول للموظف (عظم الله أجرك) لولا أن يتذكر أنه في بنك واللوحة في الخارج تؤكد ذلك , والسبب في ذلك طبعا ما يشاهده على وجه ذلك الموظف من (تجهم) و(عبوس) وبعد ما يعرف أن الوضع (سهود ومهود) وأن لا وجود لشيء مما خطر على باله , فعليه أن يضغط على أعصابه قدر المستطاع لأنه سيواجه (بعضا) لاحظوا بعضا (لا تعميم) من موظفي البنوك (المتغطرسون) الذين لا يتكلمون إلا من (طرف خشومهم) إذا رأيتهم تعجبك أشكالهم , وهندامهم , ولكن عندما تقترب منهم وتتحدث معهم تجد تعاملهم سيء , وأخلاقهم كذلك , مساكين , يظنون أن العمل المصرفي مجرد هندام أنيق , و(سكسوكة) وتعالي على خلق الله , وتعامل مع الناس بفوقية , وقد نلتمس لبعضهم العذر بسبب ضغط العمل عليهم لقلة الموظفين كما أسلفنا , أما البعض الأخر فلن نستطيع أن نجد لهم عذرا أبدا , لأنهم لا تتغير طباعهم أبدا حتى في الأيام التي تكون فيها زحمة البنك أخف من المعتاد فهم دائما (عابسون) أما الإداريين , ومدراء الفروع (وما أدراك) فأولئك القوم حدث عنهم ولا حرج , فهم يعيشون في بروج عاجية , لن تستطيع كعميل (عادي) أن تصل إليهم أو تتواصل معهم أبدا , إلا أن كنت من أصحاب الملايين المبجلين من فئة vip , عندها فقط , هم ينزلون إليك من بروجهم تلك , وسم طال عمرك , والله يحييك , وأنت تأمر أمر , لأنهم لن يستطيعوا أن يُخلوا بسياسة البنك أبدا , فالتفريط في (هامور) يعتبر جريمة لن يغفرها البنك لهم , أما ما عداهم من الكادحين (فبالناقص). كل ذلك وأكثر(يا مؤسسة النقد) يحدث في بنوكنا المحلية , فالخدمات سيئة , ومدة الانتظار طويلة , والتعامل سيء , والحقوق ضائعة , كذلك هم يقبضون رسوما على تجديد بطاقات الصراف المنتهية , وأنتم تمنعون ذلك , وكأن لسان حال القائمين على تلك البنوك يقول(دامها تمشي مشها) فمن أمن العقوبة أساء الأدب , وحدث ذلك معي ولكن لم تنطلي علي الخدعة وتمسكت بما قاله ذات يوم الأمين العام للجنة الإعلام والتوعية المصرفية بالبنوك السعودية طلعت زكي حافظ بأن لاندفع للبنوك رسوما على (التجديد) ولكن لا حياة لمن تنادي , حدث ذلك في احد البنوك الشهيرة , ويعلم الله أنني منذ بداية شهر رمضان الكريم الماضي وأنا أحاول تجديد تلك البطاقة (المنحوسة) ولم أتمكن من ذلك , فمرة النظام عطلان , ومرة الماكينة التي تطبع البطاقة لا تعمل , ومرة أخرى الموظف غائب , وفي كل مرة أحاول , أذهب إلى ثلاثة فروع على الأقل واسمع نفس التبرير, وفي الأخير طلبت لي بطاقة كما أفهموني من الرياض !؟ , ولكن تلك البطاقة لم تُفعل حتى تاريخه فالنظام لا يعمل كما يقولون في كل مره أُراجعهم , ولكن عندما عمل النظام , أخبروني أن البطاقة من النوع القديم , وسوف نستخرج لك أُخرى جديدة ولكن برسوم!؟ وذلك لأنك لست من المميزين !؟ فالحمد لله رب العالمين الذي أنعم علينا بالخدمات عبر الانترنت فمن خلالها نقوم بالكثير من العمليات , وماشية الأمور , وعند الحاجة للكاش لابد من الاستعانة بصديق نحول على حسابه ويحضرها فله تعالى الحمد والمنة. أما عن الأخلاق السيئة والتعامل الجاف من بعض موظفي البنوك , فإليكم ما حدث معي كمثال , ذهبت لأحد البنوك الشهيرة (غير الأول) لتجديد بطاقة الصراف , فأوقعني الحظ السيئ في موظف (مُعقد) فسألني أن كان لدي صندوق بريد , فأجبت بالنفي , فتطرقنا للرسوم فكاد أن يجددها لي لولا أنني قلت أن (مؤسسة النقد) تمنع أخذ رسوم من المواطن على ذلك , ويا ليتني لم أقل ما قلت , فلقد تراجع وأصر على رقم صندوق البريد للتجديد , وعندما قررت طائعا دفع الرسوم لأنه لابد لي من تجديد تلك البطاقة , لأن (الرويتب) قريب , والعيد على الأبواب , أقنعني بأنه لو جدد لي البطاقة (برسوم وبلا صندوق بريد) سوف تسحب مني خلال يومين , فصدقته , وذهبت فورا إلى البريد فاعتذروا , (لا توجد أرقام صناديق) , فخرجت عائدا إلى منزلي , وفي الطريق هداني الله تعالى إلى الذهاب إلى فرع أخر للبنك نفسه , فأخذت رقما , وانتظرت دوري طويلا , ولما أتى ذهبت إلى الموظف وألقيت عليه السلام , واتبعت ذلك بالمباركة له على الشهر الكريم , ثم أخبرته عن طلبي , فلم أخرج من عنده إلا وبطاقة الصراف في جيبي , ولم يتطرق إلى أي شيء مما تطرق إليه زميله في الفرع الأخر!؟ طبعا لن اذكر اسماء تلك البنوك لسببين , الأول , لكي يتم نشر مقالي , والثاني انني لا أحب التشهير بأحد , مع ان من حقي فعل ذلك , وهم بكل تأكيد يستحقون أن يشهر بهم , فعندما تحاول إفهام موظف البنك , ثم مدير الفرع بأن النظام يجيز كذا ولا يجيز كذا , ويصر على أن نظامي (أنا) كذا فماذا تصنع!؟ اليس التشهير هو خيارك الوحيد , ولكن!!! (إذا ماطاعك السوق طيعه) هذا غيض من فيض (يا مؤسسة النقد) من معاناة المواطنين مع البنوك المحلية أضعها بين يديكم , فأن كان لديكم تعليمات , وتحذيرات , وتنبيهات , (سابقة) و(لاحقة) والمواطن أخر من يعلم عنها , فتلك مصيبة , وإن لم يكن لديكم ما يضبط تلك البنوك فالمصيبة أعظم , فأن كانت لديكم فعلا ضوابط فالمتعارف عليه والطبيعي وضعها في مكان بارز في البنك أو غيره ممن (يجب ضبطه) , ليراها المواطن ويحاجج بها , مع وضع أرقام لتلقي الشكاوي , أما أن تُبلغ تلك الضوابط للبنوك وتؤمر بالعمل بها لصالح المواطن و(لا تفعل) , ثم بعد ذلك (لا تعاقب) , فذلك تقصير من قبلكم واضح وضوح الشمس في رابعة النهار. أن أكثر المواطنين لا يعلمون شيئا عن تلك التعليمات , والتحذيرات , والتنبيهات المفروضة على البنوك , ويظنون أنها أما أن تكون فوق القانون , أو أن مؤسسة النقد تجاملها , لأنهم لو كانوا يعلمون شيئا من (ضوابط) واضحة , ما لبثوا في العذاب المهين. خاتمة الريشة التي على رأس البنوك المحلية يجب أن تنزع فورا.
إنشرها

أضف تعليق