هداف كأس العالم 86 يفشل في اعتزال تويتر

هداف كأس العالم 86 يفشل في اعتزال تويتر

رغم أنه اعتزل كرة القدم منذ نحو 15 عامًا، تاركًا خلفه إرثًا رياضيًا كبيرًا تمثل في تسجيله عشرة أهداف في كأس العالم، كان 6 منها في كأس العالم في المكسيك عام 1986 منحته لقب هداف البطولة، إلا أن غاري لينيكر الإنجليزي الشهير وثاني أكبر هداف في تاريخ منتخب بلاده فشل في اعتزال تويتر، ولم يصمد سوى ثمانية أيام فقط كانت هي الفترة التي أعقبت قراره بإلغاء حسابه.وفي 18 من شهر كانون الثاني (يناير) الجاري أرسل لينيكر تغريدة إلى متابعيه الذين بلغوا 1.3 مليون شخص، قال لهم فيها إنه ''قرر أن يترك تويتر لأسباب شخصية''، وجاءت هذه التغريدة صادمة لعشاقه، خصوصًا أن اللاعب احترف التحليل الرياضي وكان يناقش متابعيه حول آرائه في الدوري المحلي بعد اعتزاله لكرة القدم، وهو أيضًا يحظى بمحبة خاصة لدى الإنجليز بعد أن بلغ بهم نصف نهائي كأس العالم 90. وظهر لينيكر بعد هذا في قناة تلفزيونية، قال عبرها ''إن انسحابه من تويتر جاء نتيجة إحساسه بأن الموقع يسرق منه وقته ويكسب جولة يومية منه في معركة وجوده مع أسرته المكونة من أبنائه الأربعة من طليقته وكذلك وزوجته''، وأنه ''رأى أن الجمع بين الأمرين ليس في استطاعته، فلما حل وقت التضحية كان تويتر ومحبوه هناك هم الضحية''. ولأن التغريد لا يحتاج إلى أي قوة بدنية خاصة لممارسته فقد جاءت عودة لينكير مدعومة من قبل تويتر نفسه فهو استعاد تغريداته الـ 8000 كاملة، كما حظي بكل متابعيه قبل إلغاء حسابه بشكل تدريجي حتى عودتهم إلى الرقم السابق والذي يمثل واحدًا من أعلى أرقام المتابعين على مستوى بريطانيا ككل. وقال لينيكر في أول تغريداته مساء السبت''لقد عدت، أتمنى ألا أكون سببت أي إزعاج بعد فترة قصيرة من الاستراحة''، وحظيت تغريدته الأولى بعد العودة بنحو 700 إعادة تغريد، فيما كان قراره بالاعتزال قد اجتذب 3000 متابع لإرساله مجددًا لنشر الخبر. وتمثل الانتكاسة التي مُني بها الهداف الإنجليزي في معركة صموده بعيدًا عن تويتر إنذارًا لكل المغردين الذي يعتقدون أن التخلي عن الموقع بكل اتجاهاته أمر سهل، وواضح للعيان أن المشاركة في تويتر لا تشبه أي شيء آخر في عالم الإنترنت فوصوله عبر الأجهزة الكفية كأنه يرتبط بشريان يبث مواد إدمان الحرية ونشر الأفكار وقراءتها عبره. والسؤال الذي يتبادر إلى الأذهان هو قرار المتابعين الذين فقدوا لينيكر دون اختيارهم، ثم عاد لهم بشكل آلي دون اختيارهم ومدى تقبله لعودته بعد غياب خجول. ودائمًا ما كانت فكرة الاعتزال ترد بين المغريدن في تويتر لأسباب متعددة بعضها يعود إلى الحدة في طرح الآراء، وهو ما كان يمثل دائمًا أمرًا مزعجًا لا يتقبله بعضهم ومستوى بعض المشاركات التي يحتاج بعضها إلى درجة متقدمة من الصبر على الأذى، لكن هذه الأفكار لم تتعد كونها نوعًا من الامتعاض ومحاولة جذب التعاطف، لكن وفي حالة غاري لينيكر، التي تبدو كإحدى أكبر الحالات التي طبقت نظرية التضحية بهذا العالم الكبير مثَّل الفشل في تطبيقها لفترة طويلة تأكيدًا على أن تويتر بالنسبة إلى المشاركين فيه ليس أمرًا كماليًا أو محلاً للتعارف أو حتى تلقي الأخبار بقدر ما هو جزء من الحياة.
إنشرها

أضف تعليق