Author

ردة فعل سلبية

|
في الخطابات التي تتوجه إلى الرأي العام، يكون في الخلفية مستشار صامت أو مخادع لا يقول الحقيقة، فتأتي نتيجة الرسالة التي يوجهها صاحب القرار على عكس ما يريد. في الآونة الأخيرة، شهدنا سلسلة من الخطابات السلبية على الصعيدين العربي والمحلي. إذ إن صاحب هذه الرسالة أو تلك، كان يتوخى أن يقول للناس شيئا، ولكن الناس يفهمون شيئا مغايرا وعكسيا. الحقيقة أن اللوم يتركز أساسا على من يصوغ الخطاب الإعلامي، ومن يقوم بتصميم الرسالة، وعادة ما يتقاطع مع هذا وذاك مستشار من المفروض أن يكون أمينا فيقول نعم أو لا بوضوح ودون مواربة، إضافة إلى مسؤول ينبغي له أن يكون منصتا جيدا لفريقه الإعلامي، وألا تخدعه شهوة الكلام، دون أي ضوابط. إن المجتمعات العربية، تعلمت أبجديات الكلام متأخرة، مقارنة بأمم أخرى، رغم أنها كانت الرائدة سابقا، لكن ارتهانها للظلامية العثمانية التي سادت لقرون عدة، ومن بعدها الاستعمار، قد أفضت بها إلى أمية جعلتها تتلمس طريقها في الظلام. عندما جاءت الثورة الإعلامية والتقنية، بدا شغف العرب بها كبيرا جدا، وبدأت حواجز كثيرة تزول، لكن ثمة من لم يقرأ الصورة بشكل جيد. النتيجة أن الخطابات التي تأتي من أعلى إلى أسفل، أخفقت كثيرا في مصافحة مشاعر وعواطف الناس، بل إنها زادت بشكل أو بآخر في استفزازهم. هذا أمر يمكن أن نشهده حيثما اتجهنا في عالمنا العربي. هناك ناس مخادعون يصرون على أن تبقى الخطابات العمياء تتسيد المشهد. والمؤلم أن بعض هذا الخداع يتواصل من خلال منابر الإعلام التقليدية. هذه كارثة تتكرر يوميا.
إنشرها