FINANCIAL TIMES

«تويتر» تتمسّك بتقييم متواضع حفاظاً على قيمتها السوقية

«تويتر» تتمسّك بتقييم متواضع حفاظاً على قيمتها السوقية

تحاول شركة تويتر منع حدوث تكرار للتداول الثانوي المنتشر الذي تسبّب في تضخُّم سعر شركة فيسبوك قبل الطرح العام الأولي في العام الماضي. ويعَد تحرُّك شركة تويتر نحو السماح للموظفين الموجودين منذ فترة طويلة بأن يحصلوا على نقود من بعض أسهمهم، من خلال معاملة تخضع لسيطرة محكمة، أحدث إشارة للشركات التي تسعى لتجنب مصير شركة فيسبوك، التي أصبحت حكاية تحذيرية عن الأمور التي ستسوء عندما يتم تداول أسهم المشاريع المبتدئة سريعة النمو علناً في أحد الأسواق الخاصّة الزائفة. ويقول أشخاص على دراية بالموضوع إنه بالاحتفاظ بتقييم أكثر تواضعاً من خلال عطاء منظّم بقيمة 80 مليون دولار بدأ بالأمس، تحاول «تويتر» منع حدوث تكرار للتداول الثانوي المنتشر الذي تسبّب في تضخم سعر «فيسبوك» قبل الطرح العام الأولي في العام الماضي. وهذا يعني أيضاً أن التقييم الذي يبلغ تسعة مليارات دولار، المرتبط الآن بشركة شبكة التواصل الاجتماعي هو أقرب لأن يكون تعبيراً عمّا تظن «تويتر» أنها تستحقه منه إلى القيمة التي يحدّدها المستثمرون الخارجيون للشركة. في مايلي مزيد من التفاصيل: يعتبر تحرك شركة تويتر نحو السماح للموظفين الموجودين منذ فترة طويلة بأن يحصلوا على نقود من بعض أسهمهم من خلال معاملة تخضع لسيطرة محكمة أحدث إشارة للشركات التي تسعى لتجنب مصير شركة فيسبوك، التي أصبحت حكاية تحذيرية عن الأمور التي ستسوء عندما يتم تداول أسهم المشاريع المبتدئة سريعة النمو علنا في إحدى الأسواق الخاصة الزائفة. ويقول أشخاص على دراية بالموضوع إنه بالاحتفاظ بتقييم أكثر تواضعا من خلال عطاء منظم بقيمة 80 مليون دولار بدأ أمس، تحاول ''تويتر'' منع حدوث تكرار للتداول الثانوي المنتشر الذي تسبب في تضخم سعر ''فيسبوك'' قبل الطرح العام الأولي في العام الماضي. وهذا يعني أيضا أن التقييم الذي يبلغ تسعة مليارات دولار المرتبط الآن بشركة شبكة التواصل الاجتماعي هو أقرب لأن يكون تعبيرا عما تظن ''تويتر'' أنها تستحقه منه إلى القيمة التي يحددها المستثمرون الخارجيون للشركة. وخلال الأعوام التي سبقت الطرح العام الأولي الخاص بشركة فيسبوك، تم التبشير بالشركات التي سهلت التداول الثانوي في المشاريع المبتدئة غير المدرجة، مثل ''سكندماركت'' و''شيرزبوست''، باعتبارها المسار المتاح للموظفين والمستثمرين الأوائل لبيع أحد الاستثمارات، في عهد أجلت فيه المشاريع المبتدئة الواعدة أكثر الطرح العام الأولي الخاص بها لسنوات. ولكن بعد مشاهدة المصاعب التي خلقتها هذه الأسواق لموظفي ''فيسبوك'' الماليين، ومشاهدة سعر سهم ''فيسبوك'' وهو يهبط من 43٫50 دولار في إحدى عمليات التداول الأخيرة في السوق الخاصة إلى 25 دولارا بعد ثلاثة أسابيع فقط من الاكتتاب العام الأولي، شددت المشاريع المبتدئة الأخرى التي تقترب من الأسواق العامة على آثار ''فيسبوك'' للسيطرة على عمليات التداول الثانوية الخاصة. وبدأت شركات الاستثمار المغامر من أمثال ''سيكويا'' و''بنشمارك''، وهي من أوائل المستثمرين في ''تويتر''، تنصح شركات المحافظ الخاصة بها بكتابة بنود في اللوائح الداخلية للشركة أو سياسات التداول الداخلية من شأنها الحد من تحويلات الأسهم وتجنب الحديث عن الميسرين للأعمال من أمثال ''شيرزبوست'' و''سكندماركت''. وقال بيل جرلي، أحد المشاركين في شركة بنشمارك: ''تطرح الكثير من هذه الشركات سياسات بحيث لا تستطيع هذه الأسواق التأثير عليها بنفس الطريقة''. ومنذ عامين، استبدلت ''تويتر'' سياستها بمنح خيارات تمنع التداول في الأسواق الثانوية. حيث يصبح من الممكن التصريح بإجراء معاملات فقط من خلال الشركة. ولفرض المزيد من القيود على التداول الثانوي، ما أن يباع سهم مرة من قبل موظفين أو مستثمرين أصليين، لا يمكن بيعه مرة أخرى. وهذا يعني أنه حتى يتم إجراء طرح عام أولي، سيكون هناك حد أقصى لحجم التداول في أسهم ''تويتر''. وستكون أقلية فقط من موظفي ''تويتر'' الحاليين الذين يبلغ عددهم 1,400 قادرة على المشاركة في عطاء أحد صناديق ''بلاكروك''، الذي من المتوقع أن ينتهي في شهر آذار (مارس). وتوقفت ''تويتر'' عن تقديم خيارات الأسهم للموظفين الجدد في أوائل عام 2011؛ حيث تسلم الموظفون في وقت أحدث وحدات أسهم مقيدة فقط، التي لا يمكن بيعها في العطاء. وقال أحد موظفي ''تويتر''، تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته: ''غير مسموح لأي شخص ببيع قدر بهذا الحجم. لا يمكنك القيام بذلك دون إذن شركة تويتر، فكل الأشخاص يتم احتواؤهم. وأغلب الأشخاص يملكون وحدات أسهم مقيدة، ولم يعد هناك أشخاص كثيرون ممن يملكون خيارات''. و''تويتر'' قادرة على الاتفاق على سعر مع كل مشتر على حدة، ما يمنحها سيطرة محكمة على التقييم الخاص بها، وذلك من خلال القيام بدور الوسيط المالي. ومثل هذه التحركات تركت أسواق ''شيرزبوست'' و''سكندماركت'' وهي تسعى جاهدة لإعادة ترتيب نماذج الأعمال الخاصة بها. فكلاهما يتنازلان عن المزيد والمزيد من السيطرة للشركات الباحثة عن المزيد من العملاء، ما يمنح المشاريع المبتدئة قوة أكثر بكثير فيما يخص هوية من يمكنه البيع، ومن يمكنه الشراء، والموعد، والسعر. وهذا تغير ضخم عن الوقت الذي كانت فيه ''فيسبوك'' صاحبة الوجود المهيمن على هذه الأسواق. ومنذ أن طرحت شبكة التواصل الاجتماعي أسهمها في سوق الأسهم للمرة الأولى في شهر آذار (مارس) الماضي، تراجعت أحجام التداول. ويعود هذا بشكل رئيس إلى أن ''فيسبوك'' أعدت الغالبية العظمى من هذه الصفقات. حيث أعطت أكثر من 50 في المائة لكلا الشركتين، ولكن يعود هذا أيضا إلى أن التداول في الشركات الخاصة الأخرى اختفى وسط مخاوف من أن يُترك المستثمرون تحت الماء، حيث سعى الكثير من المشترين للاستفادة من الاكتتاب العام الأولي لشركة ''فيسبوك''. وقال جريج بوجر، الرئيس التنفيذي لشركة شيرزبوست: ''لقد كانت صدمة سوقية جعلت شعورا ملحوظا مفاجئا بالخوف يسيطر على السوق''. وبعد أن ذكرت حجم تداول بقيمة 558 مليون دولار لعام 2012، الذي مثلت صفقات ''فيسبوك'' تقريبا 343 مليون دولار منه، قررت شركة سكندماركت أن حجم التداول لم يعد مقياسا ذي صلة لقياس أعمالها وتوقفت عن ذكره. وانخفضت نسبة عمليات التداول في أسهم وسائل الإعلام الاجتماعية في ''سكندماركت'' من نسبة بلغت 61 في المائة في نهاية عام 2011 إلى 1 في المائة في الربع الثالث من العام الماضي. وكانت شركة فيسبوك رائدة غير مستعدة في تنمية هذه الأسواق. وأصبح موظفو ''فيسبوك'' الماليون عاجزين أمام عدد الاتصالات الهاتفية الواردة من مستثمرين مجهولين وفاشلين في سعيهم للنجاح يطلبون رؤية بيانات ''فيسبوك'' المالية، وفقا لأشخاص مطلعين على العملية. وأصبح من الصعب للغاية تبين من يحق له الوصول لمعلومات بمثل هذه الحساسية للسيطرة على هذا التجمع للمستثمرين. وكان سعر السهم، الذي يعتقد الكثيرون أنه ذُكر من قبل مصرفي ''فيسبوك'' خلال عملية تحديد سعر الطرح العام الأولي بقيمة 38 دولارا، إلى حد كبير خارج نطاق سيطرتهم. لقد كانت مسرحية شاهدتها ''تويتر'' عن كثب. وعلى الفور وبعد أن جمعت ''تويتر'' 800 مليون دولار في عام 2011، مقدرا قيمة الشركة بثمانية مليارات دولار تقريبا، ظهر تقييم قيمة ''فيسبوك'' المطروح للنقاش الذي بلغ 100 مليار دولار للمرة الأولى. وفقدت قيمة ''فيسبوك'' منذ ذلك الحين ثلث هذا الرقم، ما خفضها إلى قيمتها الرأسمالية الحالية في السوق التي تبلغ 67 مليار دولار، وسط مزيج من التوقعات المتضخمة قبل الطرح العام الأولي الخاص بها ومخاوف بشأن قدرتها على كسب المال من خلال المحمول. وعلى الرغم من أن المصادر القريبة من ''تويتر'' تصر على أنه لم يتم تحديد موعد لطرح عام أولي، فإن التوقعات ترتفع – ويتزايد الضغط – بأن تقوم الشركة بعمل الطرح العام الأولي في وقت لاحق من هذا العام أو في أوائل عام 2014. وتقول المصادر إن سعر عطاء ''بلاكروك'' الذي يبلغ 80 مليون دولار تحدد على نحو متواضع، بحيث لا تسبقهم التوقعات الخاصة بإجراء اكتتاب عام أولي. ولكن على الرغم من أنه تم منح ''بلاكروك''، التي تعرض شراء حصة بقيمة تسعة مليارات دولار، منفذ يوصلها إلى معلومات ''تويتر'' المالية، فإن عمليات التداول الثانوية– مثل مجموعتين صغيرتين في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) وشهر كانون الأول (ديسمبر) قدرت قيمة ''تويتر'' بقيمة تتراوح ما بين عشرة مليارات دولار و11 مليار دولار– ليست مطلعة على بيانات يمكن حساب التقييمات وفقا لها بشكل أكثر حرصا. ويقول أصحاب رؤوس الأموال في الاستثمار المغامر الذين يتجنبون هذه الأسواق الثانوية إن هذا هو ما يجعل الأسواق الثانوية غير قابلة للاعتماد عليها إلى حد بعيد. وقال جرلي: ''إنه ليس من المحتمل جدا قيادة موقف يكون فيه الناس شديدي الانفعال لأنهم يتصرفون بناء على معلومات محدودة''.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES