سعوديات يتغلبن على «حافز» بـ 4 ساعات عمل أسبوعية فقط

سعوديات يتغلبن على «حافز» بـ 4 ساعات عمل أسبوعية فقط

بأربع ساعات فقط أو بما يعادل 240 دقيقة في الأسبوع، حوّل عدد من الجامعيات السعوديات في محافظة الطائف، منازلهن إلى فصول دراسية، لتدريس طلاب المرحلة الابتدائية وطالباتها في تخصصاتهن الأصلية، وذلك نتيجة توقف إعانة "حافز" التي كن يحصلن عليها، إضافة إلى تأخر تعيينهن كمعلمات في مدارس التعليم العام، وهروبهن من العمل كمعلمات في المدارس الأهلية، نظراً لوجود تعسف إداري في ممارسات بعض إدارات تلك المدارس، على حد وصف إحداهن. وذكرت لـ "الاقتصادية" إحدى الخريجات الجامعيات التي تحمل مؤهلاً لتدريس اللغة الإنجليزية، وتدعى "نوف" أنها بدأت تزاول نشاطها التعليمي في منزلها، بواقع أربع ساعات في الأسبوع، مشيرة إلى أنها لجأت وزميلاتها إلى مواقع الشبكة العنكبوتية، والمحال التجارية، للإعلان عن رغبتهن في تدريس مواد اللغة العربية، والرياضيات، واللغة الإنجليزية، ومواد أخرى، لطلاب وطالبات المرحلة الابتدائية، وطالبات بمراحل دراسية أخرى، كالمتوسطة، حيث وضعن أرقام هاتفهن النقال للتواصل معهن. ورصدت جولة قامت بها "الاقتصادية" الكثير من الإعلانات لعدد من الخريجات الجامعيات السعوديات، من تخصصات مختلفة، حيث بدت المكتبات وعدد من المحال التجارية في محافظة الطائف تعج بإعلاناتهن وتخصصاتهن من أجل شغل أوقات فراغهن، وكسر ساعات تعطلهن عن العمل، والاستفادة من مؤهلاتهن، وقتل سنوات انتظارهن، ومعاناتهن أمام تأخر تعيينهن معلمات بالمدارس الحكومية لسنوات عديدة من جهة، الأمر الذي حدا بهن بالابتعاد عن الانخراط في الأخيرة. ولفت نوف إلى أنها وزميلاتها لجأن للتدريس في المنازل لمواجهة تأخر تعيينهن معلمات، وقالت: "أدرس الطالبة الواحدة بسعر 300 ريال في الشهر، تزيد أو تنقص بحسب المادة، ومستوى الطالب أو الطالبة، وذلك بواقع أربع ساعات في الأسبوع، تعطى خلال يومين فقط، تختارها أسرة الطالبة، حيث تحضر الطالبات للمنزل لتدريسهن"، منوهة إلى إمكانية تدريس طلاب المرحلة الابتدائية. وعن إمكانية تدريسها لتخصص غير تخصصها الأصلي، قالت إحدى زميلاتها وتدعى فاطمة: "من السهولة بمكان أن يقمن الخريجات بتدريس تخصصات تختلف عن تخصصاتهن المدرجة في مؤهلاتهن"، عازية ذلك إلى عدم أهمية التخصص أمام مهارة ومثالية إيصال المعلومة للطالب أو الطالبة، والقدرة على ذلك، مع إضافة معلومات أخرى لحصيلتهم التعليمية. فيما أوضحت زميلتهن وتدعى أشواق، أنهن مارسن التدريس منذ تخرجهن قبل سنوات، ما أدى إلى رسوخ معلومات التخصص وغيرها في أذهانهن، وحول الدافع، أكدت أنه وزميلاتها لجأن للتدريس في المنازل لشغل وقت فراغهن وانتظارهن التعيين، في بادئ الأمر. وعن أسباب عدم التحاقها وأخريات للعمل كمعلمات في المدارس الأهلية، قالت أشواق: "بعض ملاك المدارس الخاصة في الطائف يريدوننا أن نتعامل مع الطالبات بالطرق التي يريدونها، لا التي نريدها نحن، بما في ذلك طريقة إيصال المعلومة، وبالتالي انعدمت الحرية في التعامل معهن، إضافة إلى كثرة الأعباء على مستوى الحصص، والإشراف، والريادة، والنشاط، وكل هذا براتب شهري لا يتجاوز 1500 ريال".
إنشرها

أضف تعليق