أخبار اقتصادية

السعودية تسحب من مخزونها «الثقيل» لتوليد الطاقة والتدفئة في أمريكا والشرق الأقصى

السعودية تسحب من مخزونها «الثقيل» لتوليد الطاقة والتدفئة في أمريكا والشرق الأقصى

قال مختص سعودي في قطاع النفط إن سحب السعودية كميات من احتياطياتها النفطية ربما يعود إلى ارتباط ذلك باحتياجات ورغبات مجموعة من المستهلكين في الأسواق العالمية لأنواع معينة من البترول، لاستخدامها في عمليات توليد الطاقة الكهربائية وأعمال التدفئة، خاصة في منطقة الشرق الأقصى وأمريكا الشمالية. وأوضح سداد الحسيني خلال حديثه لـ ''الاقتصادية'' أن السحب من البترول عادة ما يكون مرتبطا ببعض الأسواق العالمية، وبما أن السعودية لديها أنواع عديدة من البترول، فإنها تلجأ أحياناً إلى سحب كميات من المخزون من الأنواع المرغوبة لتغطية احتياجات المستهلكين في الأسواق العالمية، مشيرا إلى أنه في بعض الأحيان يكون البترول من النوع الثقيل مرغوبا في فصل الشتاء، على عكس فصل الصيف الذي يصبح فيه ''الثقيل'' غير مرغوب فيه من قبل المستهلكين. وتابع: ''السعودية بطبيعة الحال تستمر في إنتاجها كالمعتاد، ولكنها تقوم بتخزين كميات من الأنواع غير المطلوبة في الأسواق العالمية، لعل من البترول الخفيف''، وأضاف: ''إذا لاحظت السعودية أن هناك طلبا على نوع معين من البترول في أسواق مناطق معينة، فإنها تلجأ للاستفادة من المخزون لتزويد المستهلكين وبدلا من زيادة الإنتاج من حقولها بكميات أكبر، أي تعمل على جعل مستوى الإنتاج يكون مستقرا''. وقال إنه يلمح إلى فوائد عديدة تجنيها السعودية من وراء هذا السياسة، ''من بينها تخزين كميات كبيرة من البترول غير المرغوب فيه في وقت معين، ومن ثم حسب هذه الكميات عندما تكون السوق العالمية بحاجة إليها، مؤكدا أن هذا الأمر (السحب من المخزون) مرتبط بعوامل أخرى كوجود عجز أو نقص في الإمداد إلى الأسواق العالمية، مؤكدا في ذات الوقت أن المستهلكين في حال انخفضت لديهم كمية معينة من أي أنواع النفط يمكن أن يلجأوا إلى أنواع أخرى لتغطية احتياجاتهم اليومية''. وبين الحسيني الذي شغل منصب رئيس التنقيب في ''أرامكو السعودية'' سابقاً أن السعودية قد تلجأ إلى سحب نوع معين من أنواع النفط من احتياطيها خلال مواسم معينة، خاصة في فصل الشتاء، حيث يتم سحب كميات من البترول الثقيل، مع استمرار عمليات الإنتاج، كما هي دون تغيير. وأشار إلى أن كثيرا من المستهلكين في العالم، خاصة في أمريكا والشرق الأقصى بحاجة إلى كميات إضافية من البترول الثقيل الذي يستخدم بشكل أساسي في عمليات توليد الطاقة، كما يتم استخدامه في أعمال التدفئة في المنازل والفنادق وجميع المرافق الخدمية في أمريكا، وهنا تعمل السعودية، وفق سياسة مرنة على تزويد هذه الأسواق من البترول الثقيل عن طريق سحب كميات من مخزونها. واعتبر أنه في الوقت الحالي يتم تخزين كميات كبيرة من البترول من النوع الخفيف الذي لا يفضل المستهلكون استخدامه خلال فترة الشتاء، وهو نوع يكثر استخدامه خلال موسم الصيف، وهذا التوجه متعارف عليه في الأسواق العالمية ويتم بشكل سنوي، مبينا أن البترول الثقيل مرغوب أكثر لدى المستهلكين، لأنه يولد وقود لاستخدمه في محطات الكهرباء خارج السعودية خاصة في الشرق الأقصى، وشمال أمريكا. وحول الإعلان عن عزم أمريكا الشمالية زيادة إنتاجها من النفط من داخل أراضيها، قال الحسيني إن البترول الذي تعزم أمريكا زيادة إنتاجه يعتبر من النوع الخفيف، وهذا النوع لا تستفيد منه أمريكا في توليد الكهرباء ويستخدم أيضا كزيت وقود في المنازل والفنادق وفي جميع مدن أمريكا الشمالية إجمالا، ما يعني أن الحاجة ستكون ماسة إلى البترول الثقيل الذي تنتجه وتخزنه السعودية بكميات كبيرة للاستفادة منه في تحقيق أرباح خلال مواسم معينة من بينها فصل الشتاء، خاصة أن يقل استخدامه محليا خلال فصل الشتاء ويكثر في الصيف. وكان تقرير لـ ''رويترز'' نُشر أمس أشار إلى أن السعودية خفضت إنتاجها من النفط الخام نحو 700 ألف برميل يوميا في آخر شهرين من العام الماضي، وبلغ الإنتاج في كانون الأول (ديسمبر) نحو تسعة ملايين برميل يوميا بانخفاض أكثر من مليون برميل يوميا عن ذروة الإنتاج في الصيف الماضي. وصرح مصدر مختص في صناعة النفط ومطلع على سياسة الإنتاج السعودية أن السعودية أنتجت 9,025 مليون برميل يوميا في كانون الأول (ديسمبر) انخفاضا من 9.49 مليون برميل يوميا في تشرين الثاني (نوفمبر). وكان الإنتاج السعودي بلغ ذروته عند 10,1 مليون برميل يوميا في حزيران (يونيو) ، لكنها خفضت إنتاجها بواقع 234 ألف برميل يوميا في تشرين الأول (أكتوبر) وتشرين الثاني (نوفمبر) قبل أن تخفضه 465 ألف برميل يوميا أخرى في كانون الأول (ديسمبر). وأضاف المصدر أن السعودية وهي أكبر بلد مصدر للخام في العالم سحبت أيضا 126 ألف برميل يوميا في المتوسط من مخزوناتها الشهر الماضي ليبلغ إجمالي إمداداتها إلى السوق 9,151 مليون برميل يوميا. وتقول الرياض إنها تفضل سعرا للنفط عند نحو 100 دولار للبرميل، ويجري تداول خام برنت حاليا عند 112 دولارا للبرميل. وقال المصدر المختص أن السعودية أكبر بلد مصدر للخام في العالم ستمد عميلا آسيويا واحدا على الأقل بكل كميات الخام المتعاقد عليها في شباط (فبراير) بدون تغيير عن كانون الثاني (يناير). وكانت الخطوة متوقعة، إذ إن السعودية أكبر منتج في أوبك تمد معظم المشترين الآسيويين بكل الكميات المتعاقد عليها منذ أواخر 2009م، ووفقا لـ ''رويترز'' قال المصدر: ''لا يوجد خفض في الكميات وجاءت الإمدادات كما هو مطلوب'' مضيفا أن السعودية لم تعدل الكميات التي طلبها المشتري من كل نوع من أنواع الخام. وارتفعت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي أوائل التعامل في آسيا أمس بعد أن أدت بيانات تظهر زيادة كبيرة في مخزونات الولايات المتحدة من البنزين إلى تراجع الأسعار أمس الأول. وقالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أمس الأول إن مخزونات النفط الأمريكية زادت بمقدار 1,31 مليون برميل إلى 361,25 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في الربع الرابع من كانون الثاني (يناير)، وسجلت مخزونات البنزين زيادة قدرها 7.41 مليون برميل في حين كانت توقعات المحللين تشير إلى ارتفاع قدره 2,3 مليون برميل. كما أظهرت بيانات حديثة صدرت أمس أن الصين استوردت 5.57 مليون برميل يوميا من النفط الخام في كانون الأول (ديسمبر) بزيادة 8 في المائة على أساس سنوي مع بدء تشغيل وحدات تكرير جديدة في الربع الأخير من 2012م. واستوردت الصين أكبر مشتر للخام في العالم بعد الولايات المتحدة 23,67 مليون طن من النفط الخام الشهر الماضي بزيادة 1.3 في المائة مقارنة مع تشرين الثاني (نوفمبر)، لكن الرقم انخفض 2.1 بالمائة على أساس يومي متأثرا بعمليات خفض مخزونات موسمية. وزادت واردات الصين خلال 2012م بنسبة 6.8 بالمائة عنها في 2011م إلى 271,02 مليون طن أو 5,42 مليون برميل يوميا، وكانت الواردات زادت 6.05 بالمائة في 2011م. ونمت الواردات في النصف الأول من العام بوتيرة أسرع منها في النصف الثاني إذ عمدت شركات النفط لتخزين إمدادات بعدما أتيح لها ناقلات تخزين جديدة ومع بلوغ وحدات التكرير التي بدأت العمل في أواخر 2011م طاقتها الكاملة. وتراجعت المشتريات في الربعين الثاني والثالث من العام بفعل عمليات تجديد للمحطات وتراجع الطلب على الوقود مع تباطؤ الاقتصاد، لكنها انتعشت في الربع الأخير مع تعافي الطلب وبدء تشغيل وحدات تكرير جديدة.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية