Author

هنا الخلل يا عيد ..

|
في الفرق والمنتخبات، إذا لم تتوحد روح اللاعبين مكونة شخصية طموحة تبحث عن الإنجاز لن تقوم لها قائمة، ويستثنى من هذا الفرق ذات الثقل الفني الكبير كالبرازيل وإسبانيا وبرشلونة. وإذا تساوت الكتلتان فنيا، فإن الروح ترجح إحداهما على الأخرى. في مباراة منتخبنا أمام العراق، كانت روح الفريق غائبة وجسده مفككا بلا ترابط، لم يبلغ العراقيون مرمى فريقنا الوطني إلا ثلاث مرات، سجلوا مرة، وكفيناهم العناء مرة، وأضاعوا الثالثة. في المقابل كنا نصل إلى مشارف مرماهم أكثر من مناسبة وافتقدنا اللاعب المنهي للهجمة مع الظهور الضعيف لمهاجمينا. في مواجهتنا الأولى في خليجي البحرين، لم تكن روح الأخضر التي برزت في مواجهة الأرجنتين حاضرة، والفرق أن رايكارد لعب أمام التانجو بلاعبين عطاشى للإنجاز.. جوعى، يريدون تقديم أنفسهم للمتابعين فكان نواف العابد والفرج والمولد الصغير والبيشي والحربي نجوم المباراة، لكن فرانك عاد خطوة للوراء بلا أسباب وجيهة. فنيا، أعتقد أن فريقنا كان مقبولا في مباراته الخليجية الأولى، لكن روحه كانت ميتة، بلا طموح، وشعرت أن في النفوس شيئا. أثق بأن فرانك مدرب تكتيكي ممتاز، يقابله افتقاده الواضح لمعرفة نفسية اللاعب السعودي وإلا ما قال في محاضرته الأولى في معسكر الخبر وفيها أظهر تمييزا واضحا بين اللاعبين ترك في النفوس شيئا من الاستفهامات، ظهر ذلك واضحا بعد رفض الأسامتين وتيسير شارة القائد بعد تغيير الكابتن ياسر، وهل يعقل أن يرفض ثلاثة من اللاعبين المهمين شرف قيادة منتخب البلاد بلا سبب. أمام الأرجنتين عوّض محمد المسحل نقص رايكارد عندما تولّى إدارة الأمور النفسية، وقبل البطولة الخليجية قال أحمد عيد رئيس الاتحاد السعودي كلاما قيما للاعبين افتقد الغوص في نفوس اللاعبين ومعرفة ماذا يحدث في أجواء المعسكر ودهاليزه وأسباب عدم تقبل اللاعبين لبعضهم جراء قرارات افتقدت الوضوح والإعلان الجماعي الذي يلغي الضبابية والغموض وتسبب فيه الخوف من ردات فعل الشارع الرياضي وإعلامه. لدي ثقة كبيرة بأن قدرات لاعبينا أفضل من نظرائهم في كأس الخليج الراهنة، وأعرف أن هناك مشاكل بين اللاعبين خلفتها بعض التصرفات التي يراها بعضهم غامضة وتحتاج إلى توضيح. قلت للاعب سعودي مهم بعد مواجهة العراق: فشلتونا.. أين روحكم؟ أين الأخضر الذي كان أمام الأرجنتين؟ قال بسخرية: يا بتال أنت تعرف كل شيء، لماذا تسألني؟ أنت تعرف متى يلعب المنتخب ومتى لا يلعب. من هنا وقبل قاصمة الظهر أمام اليمن اليوم، أدعو أحمد عيد لعقد اجتماعات خاصة ومنفردة بلاعبي منتخبنا، استمع لهم يا عيد، اسألهم: ماذا حدث؟ قل لهم: ما هي الأشياء التي تركت خللا نفسيا في دواخلكم؟ يا رئيس اتحادنا المحترم هناك عمل كبير يجب أن تقوم به في هذه المرحلة، ابن الثقة بينك واللاعبين، قل لهم: إن كل ما سيقولونه لك لن يخرج خارج جدران الغرفة التي ستجتمع فيها وحدك مع كل لاعب على حدة، استمع لهم ثم أحط بالمشكلة بكل تفاصيلها وارسم خطة علاج طارئة. تمنيت أن يقوم رايكارد بهذا الدور، لكن حاجز اللغة بينه واللاعبين وعدم إلمامه الجيد بالوضع النفسي والتركيبة الداخلية للكرة السعودية سيفقد اجتماعاته الفردية النجاعة المطلوبة.

اخر مقالات الكاتب

إنشرها