الرياضة

فنيون: صدمونا .. الواقع «مرير»

فنيون: صدمونا .. الواقع «مرير»

في المباراة الودية الدولية الأخيرة قبل خوض غمار دورة كأس ''خليجي 21'' ظهر المنتخب السعودي في أجمل حلة أمام منتخب الأرجنتين بقيادة ليونيل ميسي ورفاقه. تلك المباراة جعلت الجمهور السعودي ينتظر انطلاقة ''خليجي 21'' على أحر من الجمر لنثر إبداعات هذا المنتخب في ظل ذلك المستوى الكبير، إلا أن المباراة الأولى التي خاضها السعودي أمام العراق هدمت كل تلك الطموحات والتوقعات لمشاهدة الأخضر وهو في عنفوان قوته وحماسه. هذه المباراة كانت صدمة للشارع الرياضي الذي أغدق على منتخب بلاده المديح قبل أن يصدم بالواقع المرير. خسارة بثنائية نظيفة كانت مصحوبة بسوء كبير في الأداء الفني من قبل المدرب الهولندي ريكارد وعناصر الفريق أجمع، وذلك وسط حضور جماهيري كبير ملأ المدرج الخاص للمنتخب السعودي عن بكرة أبيه، بل كان الكثير من الجمهور حاضراً للملعب إلا أنه لم يستطع الحصول على تذكرة المباراة لنفادها قبل البداية بوقت طويل. غادروا بلادهم من أجل أن يدعموا المنتخب في المهمة الأولى التي تعتبر هي الأهم في كل البطولات، لكنهم عادوا وهم غارقون في الحزن بعد أن شاهدوا الأخضر يقدم أداءً باهتاً أمام المنتخب العراقي الذي قدم نفسه بشكل جيد في مباراته الأولى، على الرغم من أنه دخل المباراة بمدرب مؤقت خلفاً للبرازيلي زيكو الذي قدم استقالته قبل فترة وجيزة. ''الاقتصادية'' حاولت أن تجمع الأسباب التي جعلت المنتخب السعودي يظهر بهذا الأداء الذي كان بمثابة الصدمة على الجميع، وذلك بواسطة عدد من الفنيين القادرين على تشخيص الداء والبحث عن الدواء. في البداية شدد المدرب الوطني المعروف حمود السلوة على أن المنتخب السعودي كان مفككاً في منطقة العمق التي تربط بين الخطوط، وقال ''مشكلة المنتخب السعودي كانت في عملية الربط بين المراكز من خلال منطقة العمق التي تعتبر هي الأهم في الجوانب الفنية داخل المعلب، وهذا الأمر قد يكون بسبب عدم إجادة محوري الدفاع في إغلاق المنافذ الدفاعية وأيضاً البدء بالهجمة بشكل صحيح من الخلف، إضافة إلى عدم وجود صانع اللعب الذي يجيد تدوير الكرة بين عناصر الفريق كافة من أجل الاستحواذ على الميدان بشكل أكبر''. وأضاف ''في الحقيقة إن المدرب الهولندي ريكارد أخطأ في تشكيلة البداية لأسباب عديدة يأتي أهمها أنها جديدة ولم يتم تطبيقها في مباريات ودية تسبق بدء البطولة، وهذا الأمر جعل اللاعبين لا يستسيغون طريقة اللعب وتنفيذها داخل الملعب، خصوصاً أن الطريقة التي لعب بها المنتخب السعودي في مباراة الأرجنتين كانت مميزة من كل الجوانب، لذلك كان عليه الاستمرار عليها رغم تغير العناصر والأدوات لأن اللاعبين المتاحين أيضاً قادرون على تنفيذ ذلك التكتيك''. وزاد ''الآمال ما زالت موجودة والكرة باتت لدى اللاعبين خلال المباراتين القادمتين، حيث إن الفوز فيهما والتأهل سيغير أشياء كثيرة ستكون في مصلحة المنتخب السعودي بإذن الله، لذلك فإن تصحيح الأخطاء التي قام بها المدرب ريكارد وتقديم اللاعبين لمستوى جيد مقرون بالروح والإصرار على كسب النقاط الست القادمة، ليكون ذلك ثمناً لقطع تذكرة العبور للدور نصف النهائي، وحينها تكون الأمور وكأنها قد بدأت من جديد''. وختم الحديث بقوله ''رغم أن المنتخب السعودي لم يقدم المستوى المأمول وظهر بشكل ضعيف إلا أن ذلك يجعلنا نقف معهم بشكل أكبر حتى تنتهي هذه المشاركة، حينها يتم محاسبة المقصرين ومحاولة دراسة هذه المشاركة من كل النواحي''. من جانبه، شدد المدرب الوطني سلطان خميس على أن المنتخب السعودي يعاني كثيراً في الخطوط الدفاعية، إضافة إلى عدم وجود طريقة واضحة في حالة الهجوم، وقال ''في السنوات الأخيرة تكمن المشكلة الأكبر في المنتخب السعودي عند الخطوط الدفاعية وبالذات الكرات العرضية، حيث إننا دائماً ما نخسر المباريات للسبب ذاته ودون إيجاد الحلول من المدربين الذين أشرفوا على المنتخب السعودي الأول طوال السنوات الماضية. هذه المشكلة قد تكون بسبب عدم إعطاء اللاعبين تمارين إضافية في كيفية التحرك والوقوف داخل منطقة الجزاء في حال الكرات العرضية، لأنه ليس من المعقول أن تستمر إخفاقاتنا بهذا السبب الذي لم يوجد له حل حتى الآن''. وأضاف ''المنتخب السعودي قادر على العودة والمنافسة على تحقيق هذه البطولة في حال تم تجاوز بعض السلبيات التي من شأنها زيادة احتمال الخروج من دور المجموعات، حيث إن المنتخب السعودي في الفترة الحالية لابد أن يعتمد بشكل كبير على العناصر الشابة لأنها هي الأفضل، والدليل على ذلك أن مشاركة العناصر الشابة أمام الجابون والأرجنتين على التوالي كانت فاعلة ومفيدة فنياً داخل الملعب، إضافة إلى أن المنتخب السعودي شارك في النسخة الماضية من دورة الخليج بالرديف ووصل إلى النهائي وقدم مستويات كبيرة، وهذا يؤكد أن الكرة السعودية لا تعاني عدم وجود لاعبين وإنما من سوء الإعداد واختيار العناصر من المدربين''. وختم ''على الإعلام والجمهور أن يقف مع المنتخب السعودي في هذه الفترة من أجل محاولة تصحيح الأخطاء خلال المباراتين القادمتين بإذن الله. وفي حال تجاوز دور المجموعات فأنا متفائل كثيراً بأن المنتخب السعودي سيكون له شأن في هذه النسخة من دورة الخليج''. في الجانب الثاني، شدد المدرب الوطني عبد الله الضعيان على أن ظهور المنتخب السعودي بهذا الشكل ليس وليد الصدفة وإنما لأسباب عديدة سبقت بدء البطولة، وقال: ''قد يكون اختيار تشكيلة المنتخب السعودي منطقيا إلى حد كبير، لكن المدرب الهولندي ريكارد أخطأ في مسألة تغيير التكتيك بشكل جذري خلال هذه البطولة، حيث إن طريقة اللعب التي قدمها المنتخب جديدة ولم يسبق له تطبيق مثلها خصوصاً أن اللاعب السعودي لا يستطيع إتقان التكتيك بشكله الصحيح في فترة وجيرة''. وزاد ''في الحقيقة إن اللاعبين يتحملون جزءا كبيرا من المسؤولية خصوصاً أننا لم نر حماساً وروحاً كبيرة وعالية كما قدمها عناصر المنتخب العراقي، خصوصاً أن تمثيل المنتخب السعودي فخر وطموح لأي لاعب وهذا يعطي أهمية وقدراً كبيراً للشعار الذي يرتديه اللاعبون، ومع الأسف اللاعبون لم يحاولوا داخل الملعب تصحيح بعض الأخطاء بالحماس والروح من أجل الظهور بنتيجة التعادل الإيجابي على أقل تقدير''. واسترسل ''تغييرات المدرب الهولندي ريكارد كانت غريبة وغير متوقعة على الإطلاق، حيث إنه أخرج المهاجم ياسر القحطاني وأدخل لاعب الوسط تيسير الجاسم حينما كان المنتخب السعودي متأخراً بهدف، وهذا فيه تقليل وإضعاف للنزعة الهجومية في ظل الحاجة الماسة لتكثيف خط الهجوم ومحاولة الوصول إلى مرمى الخصم بأي طريقة كانت، إضافة إلى إخراجه للاعب فهد المولد أيضاً الذي هو الآخر صاحب نزعة هجومية مطلوبة أثناء مجريات الشوط الثاني''.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الرياضة