Author

الاكتئاب ليس مزحة

|
نحن نستخدم كلمة الاكتئاب باستهانة .. أو باستهتار .. مثل كلمة ''مصدع شوية'' .. وهذا خطأ كبير .. فالاكتئاب مرض خطير .. قد يؤدي بصاحبه إلى الانتحار. ويقدر الخبراء في مجال الطب النفسي أن نحو 25 في المائة من سكان العالم مصابون بمرض الاكتئاب، وأن 15 في المائة من حالات الانتحار في العالم ناتجة عن الإصابة بهذا المرض. ومن مشاكل وتعقيدات مرض الاكتئاب أن المريض يصبح عالة على أهله، ومجتمعه، لأنه فعلياً يصبح عاجزاً عن العمل، ولا يستطيع القيام بواجباته الحياتية واليومية، ويفقد التواصل مع أهله ومجتمعه المحيط به، ويصبح متقلب المزاج، وتفتح له أبواب كثيرة للشر كالانتحار، وخلافه. ولذلك من المهم اليوم توفير الخدمات الطبية اللازمة للمساعدة أولاً على سرعة الكشف على المريض، وتشخيص حالته المرضية، ووصف العلاج، وهذا يتطلب توفير العيادات والمستشفيات المتخصصة في الطب النفسي، وفي كل مناطق المملكة، فالكشف المبكر، والعلاج المبكر، والتشخيص المبكر للمريض النفسي يساعد - حسب آراء المختصين - على سرعة شفاء المريض ويمنع تطور المرض إلى مراحل خطرة تهدد المريض ومحيطه كالأسرة، والعمل، والجيران، والمجتمع بأسره، ولا ننسى دور التوعية بهذا المرض وتحسين خدمات العيادات والمستشفيات، بزيادة أعداد الأسرّة، وتدريب الكوادر الطبية، والاختصاصيين في هذا المجال، خاصة أن عدد المراجعين للمستشفيات، والعيادات النفسية يتجاوز 400 ألف مراجع كما ذكر مدير عام الصحة النفسية والاجتماعية بوزارة الصحة الدكتور عبد الحميد الحبيب ''المدينة'' في 29/9/2012م. على كل حال، واضح للعيان ارتفاع أعداد المرضى النفسيين .. العصبية، القلق، أو الوسواس القهري، والاكتئاب بين جميع فئات المجتمع حتى الأطفال لم يسلموا من هذا الداء، ولذلك كما أسلفنا لا بد من زيادة الاهتمام الصحي بهذا القطاع الطبي، وزيادة رواتب العاملين في الطب النفسي، وزيادة الحوافز لهم، حيث يواجهون حالات عدائية أحياناً من قِبل بعض المرضى، كذلك تحسين بيئة العمل لخدمة المرضى النفسيين على أكمل وجه.
إنشرها