التذمر من المجتمع ليس حلا ؟

التذمر من المجتمع ليس حلا ؟

نشأنا في ظل دين يحثنا على التكافل والرحمة وزرع فينا بذرة المسؤولية تجاه المجتمع عملاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم (مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى). المفهوم الذي عرفناه تحت مسمى الاعمال الخيريه هو مفهوم جزئي من الخدمة الاجتماعية وعلى الرغم من تطبيق بعض الشركات له في خدماتها آلا ان تقاعس الكثير من المؤسسات في مجتمعنا عن ممارسه المسؤولية الاجتماعية يحد من نشر هذا المفهوم ويقلل فرص الفائدة المشتركه للمؤسسة والمجتمع بالنظر الى ان مردود هذا الاهتمام بالمجتمع والبيئة سيكَون سمعة جيدة لعملاء هذه الشركات ويعزز فوائدها الربحيه. وبالرغم من وجود مبادرات وليده وتوصيات لتشجيع ممارسة أنشطة المسؤولية الاجتماعية في القطاع الخاص والحكومي للنمو بالمجتمع ,إلا ان دور الفرد يبقى هو الركيزة الاساسية التي يجب تفعيلها لتؤدي دورها المؤثر والفعال لبناء وسد الثغرات التي يعاني منها المجتمع. إدراك الفرد لأهمية دورة في التغيير للأفضل يعد الخطوة الجوهرية لحث وتحفيز الميول التطوعية للأفراد ,بحيث ينعكس على الدور السلبي الذي يمارسه الفرد تجاه المجتمع فيؤدي للانتقال من مرحله التذمر والاستياء الى مرحلة دعم الخدمات وتطويرها وإثراء المجتمع إما بحصيلته الفكرية والمعرفية واقتراح الآليات والأسس العلمية لتحسين وتطوير الاداء واستثمار الموارد والوقت بشكل أفضل أومن خلال التطوع بالإمكانيات الماديه أو الإفادة بخبراته وتجاربه ببذل جهوده الشخصية بتطبيقها. تتعدد المجالات التي تحتاج للخدمة التطوعية من كوادر المجتمع وإمكانياتهم الخدمية من فئات الايتام أو ذوي الاحتياجات الخاصة و كذلك الخدمات الطبية والصحية ومجالات التطوير في التعليم وفي نشر ثقافة الحاسب الالي وتطبيقاته كما يمكن تطوير قدرات الاسر المنتجه وتدريبهم بما يتوافق مع احتياجات سوق العمل والعديد من الأنشطة التطوعية المتاحة للأفراد بحسب ما يحملونه من خبرات وتجارب عريضة كلٌ بحسب مجاله ومؤهلاته. قد تعترض المتطوع بعض العوائق مثل ردة الفعل السلبية أو عدم التقدير والتعاون من بعض فئات المجتمع أو عرقلة من بعض القوانين الغير مرنه ,مثل هذه المعوقات لابد توقعها والاستجابة لها من منطلق أهمية نشر المسؤولية الخدمية للمجتمع والاستدلال بضرورتها الدينيه و الانسانية ونتائجها التي تظهر في نمو وتطور الاطراف المتضمنة في إطار هذه الخدمة.
إنشرها

أضف تعليق