Author

صوّت.. وأصوّت..

|
تابعت خطوات المرشحين لمنصب أول رئيس منتخب للاتحاد السعودي لكرة القدم. لاحظت تفوقا في الخطابة والظهور الإعلامي للأستاذ أحمد عيد مسنودا بتاريخ كبير في الرياضة لاعبا وإداريا. قابله خالد بن معمر بميزة لا توجد لدى خصمه، وهي أنه اسم جديد، والناس تتوق غالبا إلى التغيير في مثل هذه الظروف. لم أشعر أني أمام رجل خلاّق مبدع, وأنا أحاور خالد بن معمر عندما أعلن ترشحه لأول مرة، ووجدت رجلا طيبا بشوشا هادئا، سيضيف له المنصب أكثر مما يضيف هو للكرسي، رجل طموح، يتصف بأدب جم، لم يكن مستعدا تماما لهذه التجربة وكأنه قرر متأخرا خوضها، أو أنه دفع إليها دفعا بعد الخلافات التي نشبت بين عيد ورئيس الشباب تحديدا في الفترة الأخيرة، وهو أمر لا يحتاج إلى محلل خطير لاكتشافه. أمام نواف بن فيصل في لقائه برؤساء الأندية، كان خالد البلطان من أكثر المتحمسين لتولي عيد رئاسة الاتحاد بالتزكية، وعندما وقعت حادثة العام ذاته الشهيرة تبرأ العيديون السابقون من عيد، وكان البلطان أحدهم ولا عيب في ذلك، فالمصالح هي المحرك الحقيقي للانتخابات. في الجهة الأخرى، شعرت بذكاء خطير وخطوات مدروسة في إجابات أحمد عيد عندما استضفته في أول ظهور له بعد دخوله في فترة الحملة الانتخابية. أمام عيد وجدت رجلا يملك إرثا رياضيا كبيرا في الملعب وخارجه، يحسب كل شيء بدقة وهو يتحدث، يتوقع الأسئلة ويحضّر الإجابات، رجل ماكر في توجيه رسائله، يعرف من أين تؤكل الكتف. عيبه أن الصورة النمطية عنه في أذهان الناس تلصقه بالعسكر القدماء في رعاية الشباب، وتصنفه رجلا واجهة لمن خلفه، وإن سألت من خلفه، قالوا لك الأهلي، وكبير الأهلي، وكل من ينتمي للأهلي ماضيا وحاضرا، وكأن في الانتماء للأهلي عيبا يقدح في قدرات الرجل. تحدثت مع مصوتين كثر في الانتخابات، وعرفت أن عروضا قدمت لهم فحواها صوّت لي وأصوّت لك، ووصلت في مرات إلى حد عرض عضوية لجان ورئاستها في مقابل الصوت. لا أملك دليلا على ذلك، ولن اتهم أحدا. حاولت استضافة بعضهم، وافقوا ثم رفضوا. وأكدوا دون الرغبة في ظهور أسمائهم أن غالبية الـ 63 صوتا وصلت لهم عروض راوحت بين الغبي والغبي جدا في معيار القلة الآخرين، وكشفت بوضوح أن الأربع سنوات الأولى في انتخابات الجمعية العمومية للاتحاد السعودي ولمجلس الاتحاد نفسه ليست سوى تمهيد لما بعدها من سنين. شخصيا كنت آمل أن يرزق الله الاتحاد السعودي خيرا من عيد وابن معمر، وأن ينصر الأفضل بينهما، وتحولت أماني لاحقا إلى أن ينصر الله الأقل سوءا بينهما، وهو شيء لن نكتشفه ما لم يجلس أحدهما على المقعد غير الوثير.

اخر مقالات الكاتب

إنشرها