دولتكم قامت على «جمّع تزدهر» وليس «فرّق تسد»

دولتكم قامت على «جمّع تزدهر» وليس «فرّق تسد»

قال الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، أمس، لدى ترؤسه ورشة عمل حول "مواقع التراث العمراني وارتباطها بتاريخ الدولة السعودية" في الدمام: "دولتكم قامت على جمّع تزدهر وليس فرّق تسد". وبيّن أن مشروع الملك عبد الله للبعد الحضاري، الذي تقدمت به الهيئة للدولة ويدرس في مجلس الوزراء وهيئة الخبراء، يسعى لإعادة توطين التاريخ، وتعريف المواطنين وخصوصاً الشباب بمسيرة توحيد المملكة على يد الملك المؤسس - رحمه الله - ورجاله، مشيرا إلى أن الملك عبد العزيز تمكن من جمع الشمل رغم التنوع الثقافي الذي كانت تعيشه البلاد. وقال: "دولتكم قامت على جمّع تزدهر وليس فرّق تسد، فالملك عبد العزيز لم يؤسس هذا الكيان وحيداً بل شاركه آباؤكم وأجدادكم، والمواقع التراثية شاهدة على ملحمة التوحيد التي شارك فيها الجميع، فلكل مواطن وأسرة ومدينة وقرية مساهمة في بناء هذا الوطن منذ تأسيسه تحت راية المؤسس الملك عبد العزيز، ومن واجبنا جميعاً أن نعيد الحياة في هذه المواقع التي تشكلت فيها شخصيتنا وقيمنا، وانطلقت منه وحدة وطننا، واستلهمنا منها تلاحمنا، ونحن نريد استثمار مواقع التراث العمراني في إعادة إحياء تاريخنا المجيد، وإخراج هذا التاريخ من بطون الكتب، لتتحول المواقع التراثية المنتشرة عبر أرجاء بلادنا الشاسعة إلى مواقع حية يعيش فيها المواطن وأسرته وشباب الوطن تاريخ وحدتهم الوطنية العظيمة، التي انطلقت من هذه القرى والبلدات المتناثرة في وطننا الغالي". من جانبه، عرض الدكتور محمد بن عبد الله آل زلفة عضو مجل الشورى سابقاً، وثيقة تكشف توجيهات للمؤسس الملك عبد العزيز - رحمه الله - بإعادة ما تهدّم وأزيل من قصور وقلاع وقرى في حملات محمد علي باشا على المنطقة، مؤكدا أن ذلك يعكس اهتمام قيادة المملكة منذ تأسيسها بحماية المواقع التاريخية والتراثية. ودعا في ورقته (تاريخ منطقة عسير وتراثها العمراني) هيئة السياحة إلى تأسيس مصرف لتمويل المشاريع السياحية في المنطقة. وفي ورقة أخرى قال الدكتور علي الغبان نائب الرئيس للآثار والمتاحف في الهيئة: "إن المواقع التراثية تجسد مواقع شهدت أحداثا مهمة، وقد شهد وسط الرياض إعادة توحيد المملكة، فتاريخ المملكة يزخر بالعديد من مباني التراث العمراني التي شيدت في عهد الملك عبد العزيز كالقلاع والحصون والقصور والمدارس، وبعضها في حالة ممتازة، وهناك 150 مبنى في جميع أنحاء المملكة"، مشيرا إلى مشاريع الهيئة في الحفاظ على قصور الدولة، وتحويلها إلى متاحف. فيما دعا راشد بن محمد العساكر إلى حماية الآثار الموجودة في مدينة الرياض، وإنشاء خط ساخن بين الهيئة وبلديات المناطق والمحافظات للتدخل سريعاً عند العبث بتراث المدينة، علاوة على إعادة ما تهدم واعتدي عليه من قبل الأفراد، وإلزامهم بإعادة بناء ما تهدم على نفقتهم الخاصة، مشيرا في ورقته (تاريخ مدينة الرياض وتراثها العمراني) إلى القيام بعمل مشروع توثيقي يخصص عن أعمال الملك عبد العزيز - رحمه الله - في الحفاظ على الآثار والقلاع والمباني الأثرية. متحف أثري في الشرقية كشف الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار خلال زيارته المعرض المقام في مجمع الراشد في الخبر، أن هناك توجها لإنشاء متحف أثري في الشرقية. وبيّن أن خطة الهيئة هي إبقاء آثار كل منطقة في منطقتها، حيث ستتم إعادة آثار المنطقة الشرقية إليها، وقال: "لذلك نقوم الآن بإنشاء 11 متحفا في مناطق المملكة ستحوي التراث وتاريخ المنطقة".
إنشرها

أضف تعليق