Author

عاملات ولسن عاهرات !!

|
قمة الانحطاط والغباء يهيمن على عقول من يطلق وصف عاهرات على فتيات سعوديات يعملن في أحد المحال التجارية ، فهن يعملن ليكسبن المال مقابل عملهن الشريف ، ولو افترش هؤلاء النسوة أحد الأرصفة لطلب الصدقة من المارة لوصفن بالمحتاجات العفيفات ، لكن أن يعملن في مكان يحفظ لهن كرماتهن فسوف يتم وصفهن بالوصف السابق ، عجبي على عقولهم كيف تفكر. هذا الوصف الذي أطلقه بعض المغردين في تويتر من خلال ما يعرف بالهاشتاق ، عندما قام احد مطاعم الوجبات السريعة في مدينة جدة بتوظيف سعوديات للعمل به ، على الرغم أن الصور التي انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي ، أظهرت نساء محجبات يعملن كاشيرات داخل هذا المطعم ، ويفصل بينهن وبين الزبائن حاجز أو كما يسمى "كاونتر" وفي الحقيقة لا أعلم من أطلق الوصف عليهن. هؤلاء القاذفون للنساء في أعراضهن يغضبهم عمل المرأة بشكل عام ,فهم لم يطالبوا بتحسين وضعها في العمل ، كتوفير وسيلة نقل لهن ، أو تأنيث كافة العاملات في المحل ، حتى نعتبر أنهم ناقدون بغرض التطوير ، أو إن هذا الاعتراض دافعه الخوف على المرأة العاملة ، هم في الحقيقة لا يخافون على المرأة إنما يخافون من المرأة العاملة. بالأمس أطلق مجموعة من المغردين هاشتاق بعنوان المستشفيات بؤر للرذيلة ، ووصفوا حال المستشفيات بالمخزي والعار ، وعلقوا شماعة الاختلاط سبب كل هذا ، متناسين أن هذه المستشفيات والعاملات بها من النساء من يعملن من أجل تقديم الرعاية الطبية لنا ، ولو جارينا هؤلاء في تفكيرهم ومنعنا السعوديات من العمل في المستشفيات ، فمن سوف يعالج أختك أو زوجتك أو ابنتك أيها المعارض لعملهن ؟. ولو قلنا أن الأجنبيات هن الحل "كما كان سابقاً" فهن يعملن بشكل مؤقت ويوم من الأيام سوف يغادرن البلاد ، طبعاً إذا تناسين فوائد توطين الوظائف والعائد منها لحل مشكلة البطالة ودعم الاقتصاد المحلي وغيره !!. مثل هذه التصرفات أو بالأصح التغريدات التي تصدر من هؤلاء "رغم قلتها" إلا إنها تساهم في تشويه سمعة النساء العاملات ، ولا ننسى أننا مجتمع تؤثر فيه الإشاعة ، فالإشاعة تجد من يضيف إليها ويكبرها وينقلها ، وطبعاً الإشاعة هي النواة التي تصدر منها هذه التغريدات ، فمثلاً صورة أو حادثة حصلت بشكل فردي في أي مكان "سواء كانت حقيقة أو من نسج الخيال" تجعل هؤلاء يقولون أن الأمر خطير وسوف يؤدي إلى هدم المجتمع ، وانتشار الفسوق والفجور والخ !!. في الأخير أتمنى معاقبة كل من يقذف أو يفتري على هؤلاء النساء العاملات بأي طريقة كانت ، سواء كان يقول الحقيقة أو يكذب ، فالدين الإسلامي يحرم الكذب ، ويأمر بالستر إذا كان ما يقوله هؤلاء صحيحاً ، وتطبيق القانون بشكل صارم كفيل بإخراس هؤلاء المختلين فكرياً !!.
إنشرها