أخبار اقتصادية

مختصون: نمو قطاع الطيران 1 % يوفر 15 مليون وظيفة عالميا.. والضرائب تقيد الشركات

مختصون: نمو قطاع الطيران 1 % يوفر 15 مليون وظيفة عالميا.. والضرائب تقيد الشركات

أكد مختصون في صناعة الطيران أن الضرائب في قطاع الطيران أرهقت الشركات وتصل إلى 50 في المائة على بعض شركات الطيران, مؤكدين أن مساهمة القطاع ولو بنسبة 1 في المائة من الدخل العالمي, يوفر وظائف لأكثر من 15 مليون شخص حول العالم. وأوضحوا أن الالتزامات التي تتكبدها شركات الطيران تحد من تطويرها وتحسين خدماتها، مشددين على ضرورة تعاون الحكومات مع شركات الطيران لتحقيق استدامة هذه الصناعة والحد من انهيار الشركات، بل توجيهها إلى اتخاذ إجراءات أفضل كالاندماج وعقد الشراكات. جاء ذلك خلال الجلسات العلمية المصاحبة للمؤتمرالدولي الخامس لمفاوضات الخدمات الجوية (ICAN2012)، الذي دشنه الأمير فهد بن عبد الله آل سعود رئيس الهيئة العامة للطيران المدني أمس ويستمر إلى يوم الأربعاء وتستضيفه المملكة وتنظمه المنظمة الدولية للطيران المدني ''الايكاو'' بالتعاون مع الهيئة العامة للطيران المدني وذلك في فندق هيلتون جدة. وقال الأمير فهد بن عبدالله في كلمته الافتتاحية، إنه من المنتظر أن يحقق المؤتمر الكثير مما نصبو إليه من غايات لبناء علاقات أعمق بين دولنا في مجال وتبادل الخبرات ونقل التجارب واستكشاف المزيد من الفرص الاستثمارية التي ستخرج باتفاقيات ستشّكل في مجموعة قيمة مضافة إلى صناعة النقل الجوي تستفيد منها شعوب وحكومات الدول المشاركة. وأشار إلى أن صناعة النقل الجوي تزداد أهميتها ومتغيراتها يوماً بعد يوم، وتلعب دوراً رئيساً في اقتصادات الدول، وتؤثر تأثيراً مباشراً وغير مباشر في تحقيق التقدم الحضاري الذي تسعى إليه كل الدول لشعوبها، لافتاً إلى أن هذه الصناعة لا يمكن أن تؤدي دورها على النحو المنشود إلا بتعاون الجميع سعياً إلى تطوير أداء هذا النشاط الإنساني المهم، خاصة في مجلات الأمن والسلامة وحماية البيئة وتجويد الخدمات والأخذ بالتطورات والابتكارات المؤثرة في مجال تكنولوجيا الطيران. ولفت إلى أن المملكة أضحت داعمة لمساعي ''الإيكاو'' وجهودها في مختلف مجالات الطيران المدني، مؤكداً مواصلة ذلك الدعم في الحاضر والمستقبل، مضيفا أن جهود المملكة على المستوى الدولي جاءت في خطٍ موازٍ مع جهودها لتطوير قطاع الطيران المدني في الداخل، حيث لم تكتف بإنشاء بنية أساسية متينة تتمثل في شبكة مطارات تضم 27 مطاراً وأنظمة ملاحية وأمنية حديثة، بل حرصت أيضا على مواكبة التطورات التي تشهدها صناعة الطيران المدني العالمي، سواء على المستوى التكنولوجي أو على المستوى الاقتصادي. ونوه إلى أن حكومة المملكة بنت خططا استراتيجية من شأنها العمل، وفق أسس ومعايير تجارية، تهدف إلى تحرير قطاع الطيران في المملكة وتطويره مع العناية بتحسين مستوى الخدمات للمستفيدين كافة، من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي المالي، لافتاً إلى أن تطوير تلك الخطط انعكس على تفعيل دور القطاع الخاص وإتاحة الفرص الاستثمارية له في مشاريع الإنشاء والتطوير والتشغيل والصيانة، وعمدت الهيئة على تنفيذ العديد من المشاريع بأساليب الشراكة الاستراتيجية مع القطاع الخاص. وأشار إلى أن الطيران المدني في المنطقة العربية يتمتع بمقومات وآفاق وفرص كبيرة مهيأة للنمو، ومن بين تلك المقومات عدد السكان الذي يصل لنحو 350 مليون نسمة، بجانب اقتصاد يتميز بالاستقرار، وتوفر أساطيل جوية تُعد من بين الأحدث في العالم، وتميز حجم الحركة الجوية في المنطقة بسرعة النمو في اتساع المجال الجوي، كل ذلك يؤكد أن سوق الطيران المدني في المنطقة العربية تعد سوقا واعدة. من جانبه أوضح توم وندموللر نائب رئيس الـ ''أياتا'' الأعضاء والعلاقات الحكومية، أن حجم الضرائب الذي تتكبده شركات الطيران حول العالم قللت من نمو الشركات وأعاقت تحسن أداء بعضها، مشيرًا إلى أن كبريات شركات الطيران حول العالم قد تضاعفت مرات ومرات في حجم الأسطول وعدد الركاب خلال العقدين الأخيرين، إلا أن التطور ليس بالشكل الذي ترسمه الشركات. وأضاف وندموللر أن الطيران المدني هو نشاط اقتصادي، ولا بد من أن تعمل الحكومات مع الشركات في سبيل تحقيق الفوائد الاقتصادية والاجتماعية في هذا القطاع، بالإضافة إلى المساهمة في توفير قسط وافر من إجمالي الدخل القومي العالمي، مشيرًا إلى أن التمكن من تحسين المساهمة في الدخل الإجمالي يعني توفير ملايين الوظائف الجديدة، مبينًا أن التحسن بنسبة 1 في المائة في قطاع الطيران من شأنه أن يوفر 15 مليون وظيفة حول العالم. وأكد وندموللر أن الضرائب تؤرق صناعة الطيران، التي تصل إلى 50 في المائة، وحول إمكانية خفض الضرائب، التي ضربت قطاع الضرائب، قال: ''إن التخفيض ينعكس إيجابا على الشركات وعلى المسافرين، والطيران ستكون فرصته أفضل في تحسين الدخل والظروف الاجتماعية''. فيما أبان كلاوس جيل رئيس قسم سياسات الطيران الخارجي في الاتحاد الأوروبي، أن المؤتمر الدولي الخامس لمفاوضات الخدمات الجوية يخدم سوق الطيران والعاملين في مجال الطيران بشكل عام، موضحًا أن النقل البحري يسير نحو التحرر فيما يتجه قطاع الطيران نحو مزيد من التقييد، مؤكدًا ضرورة تعزيز الثقة بالنفس والتنافسية، التي ستؤدي إلى مضاعفة الجهود في تحسين الأداء إجمالا. وأردف: نعتقد أن ''الأيكاو'' ستكون قادرة على أداء دورها ورسم آفاق مستقبل الطيران المدني ضمن حرية الطيران وحرية المنافسة. من جانبه، أوضح الدكتور فيصل بن حمد الصقير نائب رئيس الهيئة العامة للطيران المدني أن لقاء صنّاع قرار الطيران المدني العالمي وهم يجتمعون في موقع واحد لهو محط أنظار المهتمين بهذه الصناعة في مختلف أنحاء العالم، إذ يتطلعون إلى ما ستفضي عنه هذه الاجتماعات من اتفاقيات ثنائية أو اتفاقيات متعددة الأطراف، ما يبعث الأمل في تجديد حركة الاقتصاد والنمو التي تباطأت في الآونة الأخيرة. وتابع: ''ندرك جميعاً أن صناعة النقل الجوي تعد أحد المحركات الرئيسية في دعم قطاع التنمية الاجتماعية والاقتصادية على مستوى العالم''. بعد ذلك أكد كوبيه غونزاليز رئيس المنظمة الدولية للطيران المدني ''ايكاو'' في كلمة الـ ''ايكاو''، أن هذا المؤتمر يكتسب أهمية فيما ينتج عنه من اتفاقيات ثنائية الأطراف بين الدول الأعضاء في المنظمة الدولية للطيران المدني التي تشجع هذا النوع من الحراك والتقدم في خلق فرص وآفاق من التعاون بين الدول، ما ينجم عنه زيادة الرحلات الجوية بين الدول مع التركيز على تحسن الخدمات الجوية وتأمين السلامة الجوية لمستخدمي هذه الرحلات، مطالباً بإقامة شركات برغم صعوبتها، إلا أنه يجب التركيز على الأداء والنمو وتطوير المعلومات والاستفادة من التقنية. وتوقع رئيس ''ايكاو'' أن يتضاعف الطلب على الطيران المدني مرتين خلال العقدين المقبلين وهو ما يتطلب التعاون الجاد في مثل هذه المؤتمرات, ويقاس نجاح اجتماعات الـ ''ايكاو'' بما ينتج عنها ولا تقاس بعدد الحضور، مشيراً إلى أن عديدا من الدول الأعضاء في المنظمة الدولية للطيران يشاركون اليوم في فعاليات هذا المؤتمر الذي تستضيفه المملكة في وقت يشهد فيه الاقتصاد ضغطا كبيرا، ما يؤثر في الجانب الاجتماعي وهذا يتطلب منا العمل خلال السنوات العشر المقبلة لرفع كفاءة الطيران المدني والارتفاء بهذه الصناعة من خلال فتح الأسواق وإقامة شراكات واسعة بين الدول للكشف عن أسواق جديدة تسهم في تنمية حركة الطيران فيها، مؤكداً في ذات السياق التركيز على عامل السلامة في كل الجوانب وهو أهم ما يجب أن يتميز به قطاع النقل الجوي. وتضمنت فعاليات اليوم الأول للمؤتمر ندوة حول سياسة النقل الجوي الدولي، التي استعرض فيها المتحدثون التحديات والتوجهات العالمية لسياسة النقل الجوي الدولي والدور والرؤية والخطة المستقبلية للمنظمة الدولية للطيران المدني ''ايكاو''، إضافة إلى استعراض التوقعات المستقبلية لصناعة الطيران المدني. ومن أبرز المتحدثين في المؤتمر بوبكردجيو مدير مجلس النقل الجوي في المنظمة الدولية للطيران المدني، وعبد الوهاب تفاحة أمين عام المنظمة العربية للنقل الجوي، وتوم وندوموللر نائب رئيس الـ ''إياتا'' لشؤون الأعضاء والعلاقات الحكومية، كلاوس جيل رئيس قسم سياسة الطيران الخارجي في الاتحاد الأوروبي. ويشارك في المؤتمر، الذي يعقد لأول مرة في المملكة وتستمر فعالياته لمدة خمسة أيام رئيس المنظمة الدولية للدولية للطيران المدني وعدد من رؤساء سلطات الطيران المدني في العالم وعدد من الخبراء في صناعة النقل الجوي.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية