سعوديون يمتهنون الطب البيطري .. بالفراسة والممارسة

سعوديون يمتهنون الطب البيطري .. بالفراسة والممارسة

يقضي عبد الحميد البدري جل وقته بين الأغنام والدجاج والأبقار والطيور، في مزرعته في ضاحية شمالي الرياض، يهتم بصحتها ويعالجها بتقديم الأدوية البيطرية المناسبة عند الإصابة بأي مرض. عبد الحميد لم يدرس الطب البيطري، ولم يكن يوما ما باحثا أكاديميا في هذا العلم، إنما جاءته تلك المهارات بالفراسة والممارسة والتجارب العديدة التي مر بها مع الحيوانات منذ 20 عاما - على حد وصفه. يقول عبد الحميد، وهو أحد العشرات من الشبان السعوديين الذين يعرفهم ويمارسون المهنة ذاتها بالتعلم والتجربة، إنه يصحو باكرا في مزرعته في حريملاء شمال العاصمة السعودية ويتفقد ''الحلال'' ويطمئن عليه قبل أن يغادر إلى عمله. وبيّن أنه يعرف أنها مريضة عبر نظرة في الوجه أو هزال في الجسم، ويعرف نوعية المرض وطريقة العلاج. وأكد أنه كان يجلب أطباء بيطريين بمئات الريالات من أجل حقنة أو دواء بسيط، لكنه بعد الممارسة والتجربة أصبح يطبب حيوانته بفضل الله دون الحاجة إلى الطبيب البيطري - على حد قوله. وأضاف أنه كان يستدعي أطباء بيطريين تابعين لفرع وزارة الزراعة في المحافظة لعلاج الماشية أو الدجاج والطيور واستفاد من علمهم وخبرتهم، لافتا إلى أنه كان يسألهم عن كل صغيرة وكبيرة حتى ينهل من علمهم وخبرتهم. في سياق غير بعيد، يؤكد محمد الحربي وهو معلم وصاحب مزرعة إبل وأغنام، أنه تعلم طبابة الماشية من خلال ملازمته لوالده، مشددا على أنه يعالج الناقة الحائل - التي لا تحمل - بطرق عدة ربما لم يتعرف عليها الأطباء البيطريون. وزاد الحربي قائلا ''أحضرت أحد الأطباء البيطريين لعلاج ناقتي ولم يعرف مرضها ولم يستطع علاجها، وبعد محاولات تدخلت وعالجتها بطريقة أعجبت الطبيب وسألني عن تفاصيل العلاج ثم أصبح يتبع الطريقة نفسها والعلاج ذاته مع حالات أخرى''. ويعود عبد الحميد البدري قائلا ''أعرف مجموعة من رعاة الحيوانات أصحاب هواية الطب البيطري ونستشير بعضنا في كل أمور علاج الحيوانات وفي كل ما يستجد من أدوية''. وأكد أنه يزور صيدلية البيطرة كل فترة كي يتعرف على الأدوية والحقن الجديدة. إلى ذلك، حذر الدكتور عثمان أحمد الطبيب البيطري صاحب عيادة معتمدة في الطب البيطري شرقي الرياض، من علاج الحيوانات دون علم، مشيرا إلى أن بعض أصحاب الحيوانات يجتهدون في تقديم العلاج والحقن بطريقة بدائية وغير علمية ما يسبب خطرا على الحيوان المريض الذي قد ينفق مع أي خطأ في الجرعة وطريقة العلاج. وبين الدكتور عثمان أن كل علم هناك مختصون يلمون به، مشيرا إلى أن الطب البيطري علم مثله مثله الطب البشري، مضيفا أنه يعرف بعض الأشخاص تضرروا من استخدام تلك الأدوية والحقن عندما أرادوا علاج حيواناتهم، بل يعرف بعض الأشخاص قد أصابهم مرض البرص جراء استخدام أدوية حيوانات. ونبّه الدكتور إلى أن علاج الحيوانات بالحقن أسهل وأسرع علاج، مشيرا إلى أن الحقن عبارة عن إدخال المواد الدوائية للجسم عن طريق رؤوس الإبر أوالقساطر أو السيرومات. وأوضح أن للحقن عدة أنواع، إما أن تكون في الجلد أو تحت الجلد أو في الضرع أو في العضل أو في الوريد أو حول الأعصاب أو في الرحم أو في بعض الأماكن الحساسة الأخرى. ولفت إلى أن الحقن في الجلد يتم بواسطة إبرة صغيرة و قصيرة طولها 1-2 سنتمتر، حيث تحقن كمية قليلة من المادة الدوائية ومعظمها لقاحات، مشيرا إلى أن طريقة الحقن تبدأ بحلق الشعر ثم نطهر المنطقة بصبغة اليود ثم نعمل طية جلدية وندخل رأس الإبرة في الأدمة ثم نحقن حيث يظهر ورم صغير على سطح الجلد الخارجي. وأفضل مكان للحقن هو جانبي العنق عند الخيول والأبقار. وأبان أن هذا الحقن لاختبار السلين عند الأبقار حيث تقاس سماكة الجلد قبل الاختبار. وبعد الحقن بـ48 ساعة يأخذ الفرق بين السماكتين، مؤكدا أنه في الخيول يحقن في الجلد تحت جفن العين لاختبار الرعام، وعند الأغنام يكون الحقن في أدمة الإلية لأنها سهلة الحقن ونظيفة، وعند الماعز الحقن في الطية الذيلية من أجل التحصين ضد الجمرة الخبيثة. وأشار إلى أنه فيما يخص الحقن تحت الجلد يعمل طية جلدية وندخل رأس الإبرة فإذا تحرك بسهولة تحت الجلد فهذا دليل الحقن الصحيح، موضحا أن رأس الإبرة يكون أطول منه في الحقن في الجلد، وأن أفضل مكان للحقن عند الخيول جانبا العنق، وعند الأبقار جانبا العنق أو منطقة تحت العنق (اللبب)، عند الأغنام تحت جلد القائمة اليمنى حيث يمكن أن نلقح ضد الجدري والباستوريلا والحمى القلاعية، وعند الكلاب والقطط على جانبي الكتف للأدوية المناسبة.
إنشرها

أضف تعليق