FINANCIAL TIMES

الاهتمام بالتفاصيل أهم شيء في حياة مدير أعمال المشاهير

الاهتمام بالتفاصيل أهم شيء في حياة مدير أعمال المشاهير

عندما قامت ليدي غاغا، المغنية ونجمة شبكة الإعلام الاجتماعي – لديها 31 مليون متابع على موقع تويتر، أكثر من أي شخص على الإطلاق، و51 مليون معجب على موقع الفيسبوك – بالانتهاء من رؤية عرض فيلم يدعى ''الشبكة الاجتماعية''، اتصلت بمدير أعمالها، تروي كارتر. الذي قال: ''قالت إنها تود أن تبني شبكة اجتماعية لمعجبيها'' – تطلق عليهم وحوشها الصغار – ''وأن تنشئ مجتمعاً يكون باستطاعتهم الاحتشاد فيه وإجراء المحادثات، لذا قمت بالاتصال ببعض من أصدقائي في وادي السليكون في كاليفورنيا''. كان أحد هؤلاء الأصدقاء هو جوي لونسدال، الشريك المؤسس لشركة إدارة في بالو آلتو تدعى ''بالينتير''. ''قال: ''أرسل لي كافة البيانات التي في حوزتك''. ومن ثم قمنا بإرسال كل شيء له، وقال إن هذه هي أسوأ بيانات رآها في حياته''. لم تكن المشكلة حول حجم البيانات – فلديهم كثير منها، من شركة بيع التذاكر ''تريكيت ماستر'' وموقع المغنية على الإنترنت ومن المبيعات التجارية – لكنها كانت تتعلق بالجودة. لم تكن منابر الإعلام الاجتماعي الحالية أفضل بكثير. ''عندما تتعامل مع فيسبوك، فالمعلومات التي تحصل عليها تكون جغرافية – أي دولة يسجل الناس دخولهم منها وفي أي جزء من اليوم – لكنك لا تحصل على المعلومات السلوكية التي تساعدك على تكوين صورة أفضل حيال الأمر''. لذا فإنه وبمساعدة السيد لوندسدال وبدعم من شركة ''جوجل فينتشر'' الاستثمارية ومن بين آخرين، أنشأ السيد كارتر نظام لوحة أم إلكترونية متحكم فيها ''باكبلان''، وهو منبر إعلام اجتماعي جديد، والذي يقع عليه موقع ''ليتلمونسترزدوت كوم''، وهو موقع مصمم ليناسب المهووسين من المعجبين بليدي غاغا البالغ عددهم نحو مليون، لأن سلوكهم أكثر قيمة من محاولة فك شفرة ماذا يحدث للجماهير العريضة. ويقول: ''نراهن على مستقبل الشبكات الاجتماعية متناهية الصغر، لم يكن الفيسبوك مخولا لبناء علاقة بين المعجبين والفنانين. إنه يتعلق بشكل أكبر بالتواصل بين العائلة والرفاق والرفيقات الكبار أو ورفاقك في الفصل؛ فعدد 51 مليون معجب لا يعني أننا سنبيع 51 مليون ألبوم أو تذاكر حفلة''. هذا لا يتعلق بالبصيرة الأعمق وفقط. لكنه أيضاً يتعلق بالتخلص من الوسيط. إنه من ''سوء الفهم عندما يتحدث الناس عن علاقة مباشرة بين الفنان ومعجبيه أو العلامات التجارية والمستهلكين عبر وسائل الإعلام الاجتماعي. والواقع هو أن هذه المنابر تمتلك هذه العلاقة. لذا فبنفس قدر استطاعتك أن تتحدث مباشرة لمستهلك أو معجب، فما زالت لديك تلك الوساطة تحول بينكم.. وهذا تحكم في البيانات. وفي أي وقت من الأوقات، إذا ما أغلقوه أو ما غيروا نظمهم التشغيلية أو خوارزميته، مثلما فعل موقع فيسبوك العام الماضي عندما غير خوارزمية نظام تحديث أخبار الأشخاص على الصفحة الرئيسية العام الماضي، غير هذا من الطريقة التي بإمكانك أن تتواصل بها مع هذا المعجب أو ذاك المستهلك''. الاستماع إلى هذا المدير التنفيذي ذي الأربعين ربيعاً في مؤتمر ''فاينانشيال تايمز'' للابتكار يحلل بهدوء القصور المتعلق بشركة تكنولوجيا يدعي أنها صديقة له – إنه يشعر بالأسى أن يقول إن جهوده تكميلية عوضاً عن كونها تنافسية، لقد تحدث إلى إدارة ''فيسبوك'' وآخرين قبل أن يطلق موقعه – من الصعب عدم النظر إليه كمقسم يستحوذ على صفوة شبكة الإعلام الاجتماعي هذه. هذا أحد أسباب وجوده هنا. فاستخدامه وسائل الإعلام الاجتماعي، على الأخص ليدي غاغا، جعلته صوتاً يتم السعي وراءه بشدة بين الشركات الغارقة في بحر من البيانات الكبيرة. ونظراً لكونه شخصا شديد الأهمية، فمن الصعب تصور أن طفولة رجل أعمال كانت في وسط المدينة الفقيرة في فيلادلفيا. عملت والدته التي كانت تعول الأسرة بمفردها في مستشفى لمدة 30 عاماً، تنظف الأدوات الجراحية، في الوقت الذي كانت تربيه فيه هو وإخوته. كانت دوماً ما تعمل ورديات طويلة تبدأ في الخامسة والنصف صباحاً، لذا ''كانت الشوارع تربينا في نفس الوقت''. وبالنسبة لأمريكي من أصل إفريقي ينشأ في هذا العالم، لم يكن هناك عديد من الخيارات. يقول: ''لديك خياران: إما تجارة المخدرات التي كانت أنموذجاً سائداً – لم يكن لديك أطباء ومديرو صناديق تحوط يشبهونك''. أو الخيار الثاني وهو الموسيقى. ''في نفس الوقت، كانت ثقافة الهيب هوب تشهد زيادة رهيبة.. وبالنسبة لشخص أتى من مثل عائلتي، لم تكن المخدرات بخيارٍ لي''. وفي حين أن هذا قد يبدو مشهداً من فيلم ''ذا واير''، قال السيد كارتر: إن كونه غريبا عن المجال كان مفتاحاً لنجاحه. ''فكونه ولد في سنوات المراهقة للهيب ساعده على تعلم التغير المتواصل. وعندما تكون في صناعة تنمو وتتغير وتنضج بشكل ثابت.. فإن لديك فرصة لتجربة أشياء مختلفة وفرصة للفشل''. في المدارس الثانوية، تعرف على ابن مدينته دي جي جازي جيف و''الأمير الفرنسي'' – الممثل ويل سميث – وأصبح مساعداً يحمل مسجلات الثنائية للهيب هوب من حفلة موسيقية إلى أخرى، قبل أن يجعل من نفسه مروج موسيقى. كان هذا هو الوقت الذي قابل فيه مغني الراب والمنتج سين كومبس، المعروف الآن باسم بي ديدي، الذي وظفه في شركته باد بوي ريكوردز. يقول السيد كارتر: إن هذا هو الوقت الذي تعلم فيه عن أعمال التسجيل الموسيقية وأن نموذج بي ديدي علمه ''أن تكون شابا أسود من أصحاب المشاريع بلا أي درجة جامعية أو أي نوع من الخبرة ويعطيك الناس مساحة في هذا العمل''. انشأ لاحقاً شركة إدارة مواهب، التي باعها لشركة سانكتيواري جروب، التي بدورها أصبحت لاحقاً جزءًا من ''يونيفيرسال ميوزيك''. وسرعان ما اكتشف أن كونه جزءًا من شركة كبيرة لم يكن مناسباً له. ''بدلاً من أن أصبح مبدعاً مع الفنانين، كنت أجلس في مقابلات مالية مرتين في الأسبوع. وكوني أصبحت كأصحاب المشاريع كان يقتل روحي''. لكنه فهم أيضاً قيمة أن يفهم ثقافة المنظمات بشكل صحيح. فعندما أنشأ ''آتوم فاكتوري''، كان توظيف آخرين ليسوا من المجال أمراً مهماً. يقول: ''مدير العمليات لدي لم يكن يعمل في صناعة الموسيقى، ونائب المدير للإبداع لدي كان في الواقع يعمل مدرسا، كان من المهم أن يكون لدينا أشخاص ذوو منظور خارجي والذين لم يكونوا على علاقة ببيع الألبومات على الأقراص المدمجة''. إضافة إلى ليدي غاغا فإن الشركة تمثل جون ليجيند ونجمة بوليود بريانكا شوبرا حيث بدأت حياتها المهنية الموسيقية خارج الهند. وإلى جانب ''أتوم فاكتوري'' توجد ''أيه إف سكوير''، وهو صندوق استثمار (شركة تقدم رأس المال للشركات الناشئة غالباً مقابل سندات قابلة للتحويل أو حصص في المشروع) والذي له حصص في عدد من شركات التقنيات الناشئة، بما في ذلك شركة تطبيق الأخبار ''ساملي''، وتطبيق إحضار سيارات الأجرة ''يوبر'' وموقع البيانات المتدفقة على الإنترنت ''سبوتيفاي''، ومعمل أفكار ''أيه/ آيديا''. أعلن السيد كارتر عن خطط لإصدار مشروب يسمى ''بوب واتر''. وقد رفض الكشف عن أرقام الأرباح، لكنه قال: إن الشركة نمت من 60 إلى 70 في المائة عاماً بعد عام في الأعوام الأربعة الأخيرة وأنه مساهم يعمل بمفرده. ما زال السيد كارتر معروفاً بأنه مدير أعمال ليدي غاغا، ويرجع هذا جزئياً إلى كيفية استخدامه للتكنولوجيا للتحايل على البيانات الإذاعية المتدفقة على الإنترنت، حينما كانت تكافح ليتم تشغيل الموسيقى الخاصة بها. مرة أخرى، بوجود موقعها هذا على الإنترنت، فإنها ستكون اختبارا تجريبيا يمكن من خلاله فهم كيف يمكن توظيف اللوحات الأم من نظام ''باكبلان'' من قبل شركات أخرى لبناء مجتمعات. إنه يعمل مع شركة لها علامة تجارية في الأحذية لمحاولة استغلال ''ثقافة الأحذية الرياضية'' على سبيل المثال. ''الآن، نرمي بذورا لشجرة سنديان. وما سنزرعه اليوم، قد لا نرى نتائجه لخمس أو عشر سنوات''، في إشارة منه إلى حقيقة أن عديدا من المبادئ الأساسية في العمل الموسيقي، مثل ترتيبات حقوق النشر الرقمي، قد تتغير. مع ذلك فالبيانات التي جُمعت تنبئ بالفعل عن قرارات تجارية. على سبيل المثال، فقبل أن يتم إطلاق الموقع على الإنترنت بستة أشهر، لم تزر ليدي غاغا أو تروج لنفسها في أمريكا الجنوبية، وهو الإقليم الذي لا يعد سوقا موسيقية كبيرة من حيث مبيعات الألبومات والتحميل من على الإنترنت. لكن ''عندما أطلقنا الموقع، كان باستطاعتنا أن نحصل على عديد من المعلومات حول المعجبين وخاصة عددهم في أمريكا الجنوبية''، ما أدى إلى قرار إضافة مواعيد للمغنية لتقوم بجولتها المعروفة باسم ''بورن زيس واي'' هناك. لكن أياً ما كان مقدار الحماس الذي ينتاب المرء من هذه البيانات، فإن السيد كارتر يقدم نصيحة صغيرة لأي شخص يفكر في استخدامها للعبث بالجانب الإبداعي في هذا العمل: إياك أن تفعل هذا. ''أنأى بنفسي عن الفنون.. كتابة الأغاني وأن تكون مبدعاً تكون هذه بمثابة تجليات. لا يمكنك عمل تحليل بيانات على الفنون''. السيرة الذاتية * المولد: تشرين الثاني (نوفمبر) 1972. * التعليم: مدرسة ويست فيلادلفيا الثانوية. * الحياة المهنية: عمل في أوائل التسعينيات كمساعد لدى ''جي جاز جيف'' و''ويل سميث''. *1995 إلى 1996: التحق بشركة باد بويز إنترتينمينت. * 1996 إلى 1999: التحق بشركة أوفربروك إنترتينمنت. * 1999 إلى 2004: الشريك المؤسس لشركة ''إيفارينج واندر''. * 2004: تم الاستحواذ على ''إيفارينج واندر'' من ''سانكتشواري جروب''. * 2005: غادر ''سانكتشواري جروب''. * 2006: الشريك المؤسس لشركة ''كوليشن ميدا جروب''. التي أصبحت فيما بعد ''أتوم فاكتوري''. *2011: أسس ''أيه إف سكوير''؛ وأصبح شريكا مؤسسا في نظام ''باكبلان''. * تشمل استثماراته: ''سبوتيفاي'' و''ساملي'' و''دروببوكس'' و''يوبر'' و''فاب دوت كوم''. * الاهتمامات: فريق كرة السلة ''لوس أنجلوس لاكارز''. * العائلة: متزوج وله أربعة أطفال.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES