FINANCIAL TIMES

السعودية عملاق «نائم» سيأخذ العالم على حين غرة

السعودية عملاق «نائم» سيأخذ العالم على حين غرة

تستهلك السعودية حالياً ثلث إنتاجها النفطي يومياً في إنتاج المياه المحلاة والكهرباء. كما أن هذا المعدل في ازدياد بما يجعل من أغنى البلدان بالنفط في غضون الـ 25 عاماً المقبلة مستورداً صافياً. وهذا هو السبب الرئيس وراء إعلان السعودية وضع خطط لإنفاق 109 مليارات دولار على الطاقة الشمسية وعلى بناء مدينة خضراء، كما قال فرانك ووترز، من وكالة إيرينا الدولية للطاقة المتجدّدة الذي يقول "إنهم يحرقون المال وهم يعرفون ذلك"، مشيراً إلى أن "المملكة تُعد بركاناً نائماً" وستظهر يوماً ما بوصفها محطة ضخمة لتوليد الطاقة الخضراء وستأخذ الناس على حين غرة. و"إيرينا" البالغة من العمر ثلاث سنوات تُعد مثالاً للتحوُّل الأخضر في الخليج. وكانت تحاك الخطط لحساب وكالة حكومية دولية في ألمانيا، لكن انتهى بها المطاف ليكون مقرها في أبو ظبي، حيث من المقرر أن تنتقل إلى مدينة مصدر. وما لا شك فيه أن أبو ظبي تلعب الدور الرائد في مجال الطاقة الخضراء في منطقة الخليج. وعندما بدأت محطة توليد الطاقة الشمسية واسعة الأفق في مدينة مصدر في توليد الطاقة منذ ثلاث سنوات، كانت المحطة التي تبلغ قوتها عشرة ميجاواط، هي الأكبر من نوعها في الشرق الأوسط. والشركة الآن على مقربة من الانتهاء من إنشاء محطة بقوة 100 ميجاواط خارج أبو ظبي. وهي تستخدم المرايا "لتركيز" أشعة الشمس لتسخين أنابيب مملوءة بالنفط، لينتج البخار الذي يدفع التوربينات لتوليد الكهرباء. في مايلي مزيد من التفاصيل: إنه ليس من الأشياء التي يتوقع المرء رؤيتها وسط مدينة أبو ظبي الغنية بالنفط، لكن هنا في بقعة رملية في مطار الإمارة يوجد حقل ألواح شمسية من الاتساع بحيث يغطي عددا من ساحات ملاعب كرة القدم. يقول بعضهم إن الموقع هو عبارة عن علامة على الثورة الخضراء التي تستعد لتحويل مشهد الطاقة الخليجي. قد يبدو هذا غير محتمل في منطقة تتسم بشهية شرسة لتكييف الهواء والمياه المحلاة. كما أنها تتميز بكونها موطنا لأعلى انبعاثات كربونية للفرد في العالم. ولهذا التحول إلى الطاقة الشمسية "ضروري"، بحسب بدر اللامكي، رئيس الطاقة النظيفة في شركة مصدر، وهي شركة تديرها الدولة قامت ببناء هذه المحطة الشمسية لإمداد مدينة مصدر بالطاقة. وهذه المدينة عبارة عن مجموعة من المباني المستقبلية التي تبعث نسبة منخفضة من الكربون. وبحيازتها 8 في المائة من احتياطي النفط العالمي، فإن أبو ظبي ليست على وشك هجر صناعة الوقود الأحفوري "لكننا نرى أيضا أن من الأهمية بمكان أن تأتي مصادر الطاقة المتجددة في خطوة موازية بوصفها مصدرا للطاقة التي ينبغي علينا تقبلها والعمل على نشرها"، كما يقول اللامكي. ووفقا لمارك روبسون، من أوليفر وايمن للاستشارات، التي تتخذ من دبي مقراً لها: "هذا يمكن أن يكون المركز المقبل للطاقة المتجددة في العالم". وفرغت أوليفر وايمن للتو من إعداد قائمة عالمية خاصة باستدامة الطاقة، بالتعاون مع مجلس الطاقة العالمي. والمفاجأة أنه ليس من بين أعلى 40 بلدا في العالم أيا من بلدان الخليج. لكن بدأ بعض الدول في إنفاق مبالغ كبيرة على مصادر الطاقة المتجددة سيغير ذلك، كما يقول روبسون، كما أن الاحتياجات واضحة. والآن تستهلك المملكة ثلث إنتاجها النفطي يوميا في إنتاج المياه المحلاة والكهرباء. ووفقا لروبسون: "هذا الثلث في إزدياد بمعدل يجعل من السعودية في غضون الـ 25 عاماً المقبلة مستورداً صافياً". وأضاف: "لهذا أدركوا حقاً أن عليهم أن يفعلوا شيئاً". وهذا هو السبب الرئيس وراء إعلان المملكة وضع خطط لإنفاق 109 مليارات دولار على الطاقة الشمسية وعلى بناء مدينة خضراء، كما قال فرانك ووترز، من وكالة إيرينا الدولية للطاقة المتجددة. وقال إن السعودية تُعدُ بركانا نائما" وستظهر يوماً ما بوصفها محطة ضخمة لتوليد الطاقة الخضراء وستأخذ الناس على حين غرة. و"إيرينا" البالغة من العمر ثلاث سنوات تُعدُ مثالاً للتحول الأخضر في الخليج. وكانت تحاك الخطط لحساب وكالة حكومية دولية في ألمانيا، لكن انتهى بها المطاف ليكون مقرها في أبو ظبي، حيث من المقرر أن تنتقل إلى مدينة مصدر. ومما لاشك فيه أن أبو ظبي تلعب الدور الرائد في مجال الطاقة الخضراء في منطقة الخليج. وعندما بدأت محطة توليد الطاقة الشمسية واسعة الأفق في مدينة مصدر في توليد الطاقة منذ ثلاث سنوات، كانت المحطة التي تبلغ قوتها عشرة ميجاوات، هي الأكبر من نوعها في الشرق الأوسط. والشركة الآن على مقربة من الانتهاء من إنشاء محطة بقوة 100 ميجاوات خارج أبوظبي. وهي تستخدم المرايا "لتركيز" أشعة الشمس لتسخين أنابيب مملوءة بالنفط، لينتج البخار الذي يدفع التوربينات لتوليد الكهرباء. وقد استثمرت "مصدر" أيضاً في مشاريع للطاقة النظيفة في مختلف أنحاء العالم، من مزرعة صفيف البحرية للرياح في لندن في المملكة المتحدة إلى محطات الطاقة الشمسية في إسبانيا وموريتانيا. لكن أفضل ما تعرف به هو مدينة مصدر، التي أعلن قبل نحو ست سنوات أنها ستكون "المدينة الأولى في العالم الخالية من الكربون"، بتكلفة قدرها 22 مليار دولا وسيكتمل بناؤها بحلول عام 2016. وتسببت الأزمة المالية في خفض الميزانية وتأجيل الجدول الزمني لبنائها. والأكثر تواضعاً لـ "مصدر" أنها تفضل الآن أن تطلق على مشروعها اسم المدينة "ذات الكربون المنخفض" بدلاً من المدينة الأولى الخالية من الكربون في العالم. ولم يتوقف النقاد عن السخرية على اعتبار أنها شيء من البذخ الفاحش، أو" ديزني لاند الخضراء"، التي كانت أكثر فائدة إذا ما أنفقت ميزانيتها الضخمة في توزيع الألواح الشمسية على السكان العاديين. وسيكون من الخطأ إلغاء المكان تماماً. فقد تمكن معهد مصدر من تخريج عدد من الخريجين منذ عام 2010. ويعمل أساتذة المعهد على التكيف مع الأفكار الغربية حول كفاءة استخدام الطاقة في الظروف الصحراوية. ومن المرتقب أن نرى في العام المقبل قفزة في سكانها، عندما تنتهي مجموعة سيمنز الصناعية الألمانية من بناء مقرها في الشرق الأوسط بالجوار. والانتقاد الأكثر قوة لهذه الجهود حتى الآن هو أنها مشاريع فريدة من نوعها تتلقى تمويلا كبيرا من الحكومات، بدلاً من دعم الكهرباء الخضراء على النسق الأوروبي، الذي يشجع الأسر والشركات العادية لتصبح مولدات نظيفة للطاقة. وهذا الأمر على وشك التغيير، كما يقول فهد بن محمد العطية، رئيس برنامج قطر الوطني للأمن الغذائي، وإحدى الشخصيات الرئيسة في محادثات المناخ التي تعقدها الأمم المتحدة في الدوحة. وتعمل قطر على إدخال ما يسمى التغذية في دعم تعرفة الطاقة الخضراء، بحسب قوله، وذلك في إطار خطة لوضع نحو 1800 ميجاوات من الطاقة الشمسية في الشبكة بحلول عام 2018، أي نحو 16 ـ 18 في المائة من إجمالي احتياجاتها الكهربائية. وتعمل قطر على ترقية شبكتها لمواجهة زيادة الطلب على الطاقة المتجددة، إلا أن للثورة الخضراء حدود. ومن غير المرجح أن تقطع الدوحة على نفسها أي تعهدات كبيرة لتمويل المناخ في اجتماعات هذا الأسبوع، نظراً لمدى اعتماد اقتصادها على النفط والغاز. وأضاف العطية: "إننا لم نسبب مشكلة، وبالتالي أن تطالبنا بدفع ثمنها هذا أمر غير عادل". وتابع: "يُقال إننا نستثمر بشكل كبير من أجل التنوع وهذه، إذا كنت تريد أن تنظر في الأمر، هي مساهمتنا".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES