أخبار اقتصادية

دبي تعيد إحياء مشاريعها المجمدة بعد تجاوز فترة البيات الاقتصادي

دبي تعيد إحياء مشاريعها المجمدة بعد تجاوز فترة البيات الاقتصادي

بدأت دبي في إعادة إحياء مشاريعها المتوقفة والمجمدة منذ عدة سنوات بعد أن بدأت بوادر التعافي تظهر عليها في إشارة إلى تجاوزها لآثار الأزمة الاقتصادية العالمية التي عصفت بها وبمشاريعها شبه الخيالية إبان أزمة الائتمان العالمية عام 2008. وفي وقت اعتادت فيه دبي الإعلان عن مشاريعها الكبرى وسط تهليل إعلامي صاخب، ميزها خلال منتصف العقد الأول من هذا القرن، وجعل اسمها على كل لسان، إلا أنها آثرت هذه المرة اتخاذ جانب الحيطة والحذر من عيون وألسنة الفضوليين الإعلاميين في الإعلان عن مشاريعها الجديدة التي هي في الواقع مشاريع يعاد إحياؤها بعد فترة بيات اقتصادي إجباري. ومن أهم المشاريع التي تم أحياؤها من جديد مطلع هذا الأسبوع مشروع دبي لاند الذي أصبح الآن يعرف بمشروع مدينة محمد بن راشد تيمنا باسم حاكم الإمارة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. وكان مشروع دبي لاند أعلن عنه مطلع 2006 حيث كانت الآمال عالية باستقطاب استثمارات للمشروع تتجاوز عشرة مليارات دولار عبر مشاريعه العقارية والترفيهية المختلفة كالحديقة المائية التي وصفت بالكبرى في العالم، إضافة إلى عالم الديناصورات بالاشتراك مع متحف التاريخ الطبيعي البريطاني، مدينة رياضية متكاملة تضم استادات وملاعب عالمية المستوى فيها استاد يستوعب 60 ألف مشاهد، وعجلة دبي الدوارة (على غرار عجلة عين لندن) ومجمع إسلامي للثقافة والعلوم ومول أف أرابيا الذي يعد أكبر مركز للتسوق في العالم إلى جانب عشرات عوامل الجذب الأخرى. هذا المشروع بنسخته الجديدة الذي أعلن عنه أمس الأول الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي أصبح يهدف إلى إنشاء مدينة جديدة داخل إمارة دبي تحمل اسم "مدينة محمد بن راشد" وتتكون من أربعة قطاعات رئيسية، يركز القطاع الأول على السياحة العائلية ويضم حديقة مجهزة لاستقبال 35 مليون زائر وأكبر مركز ترفيهي عائلي في الشرق الأوسط وإفريقيا وشبه القارة الهندية بالتعاون مع استوديوهات يونيفرسال ومئات المنشآت الفندقية التي تلبي احتياجات الزوار من المنطقة، ويركز القطاع الثاني على التسوق ويضم أكبر مركز تجاري في العالم، أما القطاع الثالث فيشمل تطوير منطقة فريدة من نوعها تركز بشكل أساسي على توفير بيئة جديدة ومتكاملة لريادة الأعمال والابتكار في المنطقة، ويشمل القطاع الرابع بناء منطقة متكاملة للمعارض وصالات العرض ستكون الأكبر في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وكان من اللافت عدم الإشارة إلى تكاليف هذا المشروع أو جدوله الزمني أو طرق تمويله. وتضم المدينة الواقعة بين شارع الإمارات وشارع الخيل مع شارع الشيخ زايد مشروع حدائق محمد بن راشد وتتصل مع دوان تاون دبي والخليج التجاري عبر معبر سيطلق عليه المعبر الثقافي ويضم عشرات المعارض الثقافية وصالات العرض. وتتوسط المدينة حديقة ضخمة تتجاوز مساحتها مساحة حديقة الهايد بارك في لندن بـ30 في المائة ومجهزة لاستقبال 35 مليون زائر يحيط بها أكبر مركز تجاري في العالم قادر على استيعاب أكثر من 80 مليون متسوق سنويا، وستضم المنطقة المحيطة بالمركز مجموعة كبيرة من المنشآت الفندقية تصل عند الانتهاء من تطوير المدينة أكثر من 100 منشأة فندقية روعي فيها أن تتناسب مع احتياجات زوار المدينة من كل أنحاء المنطقة والعالم، الذين يتوقع أن يكون أغلبهم من قطاع السياحة العائلية التي اشتهرت دبي باستقطابها بقوة خلال الفترة الماضية. كما يتصل المركز التجاري الأكبر عالميا الذي يحمل اسم (مول أوف ذا وورلد) بمركز ترفيهي عائلي بالتعاون مع شركة يونيفيرسال استوديوز العالمية والمركز الترفيهي هو الأكبر في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وشبه القارة الهندية، ويتوقع أن يستقطب عشرة ملايين زائر سنويا. وستضم المدينة التي روعي في تصميمها أهم المعايير البيئية العالمية مدينة متخصصة بالإبداع والابتكار وريادة الأعمال، حيث توفر بيئة متكاملة لدعم رواد الأعمال واستقطاب المبدعين وتوفير منصة متكاملة لدعم مشاريعهم وابتكاراتهم من النواحي المالية والتنظيمية والتسويقية، وذلك بهدف خلق قطاع اقتصادي جديد قائم على اقتصاد المعرفة والإبداع لتعزيز وضع الدولة عالميا في هذا المجال وتنويع قاعدة الاقتصاد الوطني لدولة الإمارات. كما ستضم المدينة الجديدة مناطق سكنية راقية وفللا سكنية تأخذ في الاعتبار الاحتياجات المستقبلية للتوسعات وتراعي معايير البناء الخضراء من حيث استهلاك الطاقة ومعالجة النفايات والحفاظ على البيئة الطبيعية، وتضم المدينة الجديدة أيضا العديد من ملاعب الجولف التي ستحمل أسماء عالمية معروفة. ويقوم بتطوير المدينة الجديدة كل من مجموعة دبي القابضة وشركة إعمار العقارية في شراكة هي الأكبر من نوعها في القطاع العقاري بالمنطقة وتهدف للاستفادة من خبرات الشركتين في التطوير العقاري لبناء المدينة الجديدة. وتراهن دبي في مشروعها الضخم هذا على نمو صناعتها السياحية فهذا القطاع يحقق نموا بنسبة 13 في المائة سنويا مع نمو في العائدات الفندقية يتجاوز 22 في المائة بحيث بلغ في 2011 أكثر من 16 مليار درهم. وقال الشيخ محمد "إن مرافق دبي الحالية لن تلبي طموحاتنا خلال السنوات المقبلة، ما يحتم علينا البدء في المرحلة الثالثة من بناء إمارة دبي، وتعزيز اقتصاد دولة الإمارات ليدخل مرحلة جديدة نكون فيها عاصمة في ريادة الأعمال والابتكار والسياحة العائلية لمنطقة تحيط بنا على بعد أربع ساعات فقط، وتضم أكثر من ملياري نسمة". وقال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم "إن نسب النمو الحالية المتسارعة تحتم علينا الاستعداد مبكرا، فخلال ست سنوات فقط سيصل عدد المسافرين عبر مطار دبي إلى أكثر من 90 مليون نسمة، وزوارنا حاليا يجدون صعوبة لأن الفنادق بها أعلى نسبة إشغال في العالم، ومبيعات التجزئة تتضاعف كل أربع سنوات تقريبا، وصناعة المعارض تتضاعف كل خمس سنوات".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية