Author

مجهولو الأبوين

|
لقطاء .. بلا أصل أو فصل أو نسب .. مجهولو الأبوين .. بالتأكيد هو تعبير قاس ومؤلم لمن لا أب أو أم له. قضية شائكة تهز أي مجتمع وتشغل باله .. لما لها من تداعيات اجتماعية ونفسية وإنسانية .. يدفع المجتمع ثمنها بالدرجة الأولى .. ولأنها تثير العديد من التساؤلات الصعبة التي تنتظر الرد والتوضيح حتى لا تتحول القضية إلى ظاهرة. الجديد في هذه القضية هو ما أكده وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية للرعاية الاجتماعية والأسرة الدكتور "عبد الله اليوسف": أن مجهولي الأبوين منحوا بطاقات الهوية الوطنية مثلهم مثل أي مواطن سعودي، وأشار إلى منح أكثر من 12 ألف مجهول الأبوين في المملكة بطاقات الهوية الوطنية، جاء ذلك في صحيفة الوئام الإلكترونية في 25/9/2012م .. والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة، ما هو حقاً وصدقاً حجم هؤلاء الذين أطلق عليهم سعادة الوكيل "مجهولي الأبوين" أي كم عددهم على مستوى المملكة .. وأين يكثر تواجدهم، وفي أي المناطق من مدن المملكة، وكيف يواجهون الحاضر مثل انتظامهم في المدارس، ثم التعليم العالي، وكيف يواجهون المستقبل؟ من يقبل الزواج من امرأة أو فتاة مجهولة الأبوين؟ ما خطط الجهات المعنية – كان الله في عونهما؟ ما ذنب هؤلاء "مجهولي الأبوين" في المجتمع السعودي المحافظ والذي يحرص بعض من هذا المجتمع على ما يسمى "كفاءة النسب" .. وهناك قضايا كثيرة أثيرت بهذا الخصوص في المحاكم ولا داعي لذكرها الآن، الجميع يعرفها بتفاصيلها المملة والمزعجة والمؤسفة! واضح أن عدد "مجهولي الأبوين" في ازدياد، كيف يتزايد عددهم في مجتمع محافظ، له عادات وتقاليد نابعة من قيم الإسلام، أين هذه القيم على أرض الواقع؟! لماذا هذا الانفصام بين قيم الإسلام، والواقع المعاش؟ .. هذا يقع على عاتق الجامعات لإجراء الدراسات المعمقة، والخروج بتوصيات حقيقية وصريحة دون مواربة، وتجميل ما لا يمكن تجميله حتى تقل أعداد "مجهولي الأبوين". أتمنى من كل قلبي لهؤلاء الضحايا التوفيق والنجاح في مستقبل حياتهم، فهم لا ذنب لهم، والشكر لكل من يقدم لهم العون والمساعدة.
إنشرها