Author

الأميرُ محمد بن نايف.. وزيراً

|
* أهلاً بكم في مقتطفات الجمعة رقم 455 *** * حافزُ الجمعة: ''إن العالمَ ليس خطراً بسبب أولئك الذين ينشرون الشرَّ والضررَ، بل بسبب الذين يشهدون الشرَّ والضررَ ولا يقومون بشيءٍ حيال ذلك'' - ألبرت إينشتاين. *** * ماجَ وراجَ خبرُ التغيير الكبير بوزارة الداخلية، أهم وزارةٍ في هيكلية الحكم السعودية السيادية وغير السيادية، ووزير الداخلية في منظومة حكمنا يكون كوظيفةٍ وكمنصبٍ وكشخصٍ فوق حجم الوزير العادي، ويتقدم خطوط الأمة بتكوين وصياغة التوجه العام، ليس الأمني فقط، بل السياسي والاجتماعي. اعتذرَ الأمير أحمد بن عبد العزيز، الشخصية التي تعود المشهدُ السعودي ملازمته للأمير نايف - يرحمه الله. الأمير أحمد الجاد الملامح لم نعرفه جيدا، إلا من كانوا بدائرته القريبة. الذي يهمنا الآن أن بالوزارة رجلٌ من العائلة الحاكمة من الصف الثاني بعقليةٍ تطعمت بخبرةٍ وعلم أكاديمي وتقني. ويتوقع المراقبُ أن هذا تغيّراً مفصلياً بآلية ونموذج الحكم بالمملكة، وليس وزيراً يذهب ووزيراً يجيء. كيف سينظر الأميرُ محمد بن نايف في منصبه البالغ الأهمية والحساسية للإدارة الأمنية برمتها؟ هل سيسير على خطى والده، والوزارة مهيأة لذلك إجرائياً من عقودٍ طويلةٍ وستستمر بلا تعبٍ اجتهادي؟ أو أن الأميرَ القادمَ من الجامعات الأمريكية والأكاديميات التقنية الأمنية سيحدث تغييرا يوائم عقل جيله وواقع العصر، الأمني والحقاني والعدلي؟ إن صح التغيير، فسيكون رائده الأول بنهجٍ جديدٍ برؤيةٍ جديدةٍ وواقعٍ جديد. أمام الأمير محمد بن نايف أوراقٌ مهمةٌ، وطريقة معالجة هذه المسائل ستكون الفرصة التي ستضع ختما مستقلا لعقليته وإدارته للمرفق الأهم، الذي يمس كل مواطن.. في شأنه الأهم. *** * فاز ''باراك أوباما'' رئيسا لأمريكا مرة ثانية. في تلك الليلة، ليلة الحسم، تعرضتُ لمغص معوي أبقاني ساهرا طيلة الليل، وتابعت التطورات من البداية حتى إعلان ''سي إن إن'' أن أوباما فاز بمجموعة أصوات الهيئة الانتخابية، قبل ظهور نتائج الولايتين الكبيرتين كاليفورنيا وفلوريدا. لقد كان فوزا مؤزرّا واستثنائيا للرئيس الذي غير التاريخ الرئاسي الأمريكي بتسنم رجل أسود أعلى منصب في الولايات المتحدة وربما بالعالم. هل فرحتُ بانتصار أوباما؟ الإجابة كانت عند الوالدة التي لاحظت أني كنت سهرانا، فقالت: ''وشتبيبُه لا هوب نافعنا ولا شيء!''. وقبل أن أعقّب قالت: ''اللي ما ينفع روحه ما ينفعه أحد!'' وهذا واقعنا مع السياسة الأمريكية، بل كل سياسة، إن لم تنفع نفسك فلن ينفعك أحد. إن لم تستطع نفع نفسك، فلمَ تتوقع أن يساعدك أحد؟ فمن لا ينفع نفسه لن ينفع الآخرين، فلمَ يساعدونه في الأصل؟! لم ينفع باراك أوباما قضايا العرب إجمالا، زميله السابق وبالقياس النسبي بيل كلنتون كان أنشط بالقضية الفلسطينية بالذات. ربما انتفعنا من شيءٍ واحدٍ بتوالي الزعماء الأمريكيين على البيت الأبيض، وهي آلية التغيير العادل بأن يصل من يحمل الجنسية الأمريكية من أي لون وجنس ومعتقد إلى سدّة الحكم. *** * شخصية الأسبوع: كاتب جريدة ''اليوم'' الأستاذ محمد العصيمي، كاتبٌ يعتنق مبدئية الطرح. ولو كنت ناقداً لضغطت على المبدئية بالكتابة. إن من يركب موجة رضا الناس قد يكون صادقا وقد يكون متلمسا للشعبية، ويشتهر كتابٌ كثيرون بالشعبية ليس لأنهم كتابٌ مُجيدون، ولكن لأنهم يمارسون دوراً سهلا بعيدا عن الفكر الإبداعي، دورٌ يتلمس القضايا التي يحبها الناس، ثم ينثرون على الجرح الملح، فيتألم الناسُ أكثر ويغضبون أكثر، ولكن يرون فيهم فوارس الكتابة الذين تُعجب بهم الأفئدة. يبقى أن محمد العصيمي - سواء أكنت معه فيما يطرح أو ضده تماما - بداخل ضميره يحبّ الناسَ حقيقة، حبٌ يجعله يريد للناس ما يريد لنفسِه، مستعداً لأقسى أنواع التعدّي النقدي. ولا أحكم على صحة رأيه من عدمه، ولكنك لا تملك إلا أن تحترم الشخصَ الذي لا يجهر إلا بما يعتقده، بل إنه من جانبٍ مضيءٍ آخر أحقّ بالثقةِ بما يقول. ويبقى أنه نوعية تبدّلُ رأيَها متى علمت أنّه لم يكن صوابا.. وبلا تردد! في أمان الله،،،،
إنشرها