Author

صديقي المثالي

|
الذي يحدث أن صديقي دائما عصبي، ومعه حق. هو يسير في الشارع فيدخل عليه سائق عن اليمين أو الشمال. ويستقوي عليه آخر فيضطر للتهدئة. هو في كل حالاته يبدو مندفعا وعصبيا ويشتم هذا وذاك. ولكنه بعد دقيقة واحدة من هذه الشتيمة يرتكب المخالفة نفسها التي كان يشتكي منها. صديقي نفسه صاحب نظرية رائعة، تؤكد أن الفساد يجعل حقوق بسطاء الناس تضيع، وأوقاتهم يتم إهدارها في الركض خلف معاملات حولية، حركتها أبطأ من حركة سلحفاة. ومع ذلك فهو ذاته يبحث عن واسطة لإنجاز معاملاته، ولا يرتضي أن ينتظر نصف ساعة في أية دائرة حكومية، وهاتفه الجوال يوجد فيه رقم لشخص في هذه الجهة أو تلك، قد يكون صديقا وقد يكون حصل على رقمه عن طريق صديق. صديقي العصبي، صاحب النظريات الممتعة والكلام المثالي الجميل، غاضب مني، لأنني قلت له، بعد نقاش مثالي: لماذا لا تبدأ بنفسك، وتقود سيارتك في الشارع بشكل مثالي، وتحارب الفساد بعدم بحثك عن واسطة في هذا المكان أو ذاك، وتتخلص من التستر الذي تمارسه عبر أكثر من مشروع. وتعيد منح الأراضي التي حصلت عليها بغير وجه حق، فأنت لك حق في أرض واحدة فقط.
إنشرها