المسافة الآمنة لشركات توزيع الغاز 50 كيلومترا عن المدن

المسافة الآمنة لشركات توزيع الغاز 50 كيلومترا عن المدن

كشف لـ "الاقتصادية" مهندس سلامة في الدفاع المدني، ضرورة تحرك الجهات المعنية لتغيير مواقع شركات الغاز وفروعها في مختلف مناطق ومدن المملكة، وذلك بعد أن دخلت في النطاق العمراني وتحديدا بالقرب من الأحياء السكنية، مؤكدين ضرورة إبعادها خارج النطاق العمراني لمسافة آمنة ترواح بين 40 و50 كيلو مترا، وذلك تحسبا لوقوع أي كارثة ـ لاسمح الله ـ، حيث إن مدن الرياض وجدة والدمام وخميس مشيط والقصيم توجد فيها محطات غاز قريبة من الأحياء. وأوضحت المصادر أن الوضع الحالي لشركة الغاز وفروعها وذلك من خلال ملاصقتها إلى حد ما للأحياء، ينبئ بخطر محدق وذلك في حال تعرضت هذه المنشآت للحريق أو أي أمر آخر، فقد تتسبب في نسف عدة أحياء والقضاء على ساكنيها، إضافة إلى تحطيم البنية التحتية. واعتبر، أن تنفيذ مشروع تمديد الغاز تحت الأرض، خطر كبير، وذلك نظرا لكثرة أعمال الحفريات والصيانة سواء داخل المدن وعلى الطرق، وهو ما قد يعرضها للكسر أثناء أعمال الصيانة، ما قد يؤدي إلى تسرب الغاز وبدء الانفجار، مستشهدين في الوقت ذاته بانفجار أنبوب غاز أرضي في المكسيك نتيجة أعمال طرق، حيث نسف أكثر من بلده وأودى بحياة الآلاف من السكان. وأكد أن انفجار الغاز يبدأ من الـ 100 وينتهي بصفر، وذلك بخلاف الحوادث الأخرى التي تبدأ من الصفر وتنتهي بـ 100، وهو ما يعني أنه لا يمكن السيطرة على انفجار منشآت الغاز في حال اشتعالها - لا سمح الله. وبين أن خطر الغاز أدركه الجميع، بعد انفجار شاحنة، وما يؤكد خطورة الأمر هو ما خلفه انفجار الصهريج، حيث أودى بحياة العشرات علاوة على المصابين، ودمار بعض المباني والأماكن القريبة من موقع الحدث، "فلنا أن نتخيل لو انفجرت منشأة كاملة.. ما هي العواقب الوخيمة التي ستخلفها؟". في حين يواجه سكان حي الكيلو 14 في محافظة جدة خطرا كبيرا يكاد يبلغ حد الكارثة، وذلك جراء وجودهم بالقرب من مصنع غاز دفعهم إلى مناشدة الجهات المعنية لإبعاد هذا الخطر المحدق بهم من كل اتجاه. وبحسب تقرير طرحته "الاقتصادية" أمس الاول، اجتمعت مع بعض سكان الحي الذين أرهقتهم مخاطبة الجهات المختصة من أجل النظر في موضوع المصنع ونقله إلى مكان آخر، دون جدوى، مشيرين إلى أنهم قاربوا من جمع ألف توقيع من سكان الحي لتقديم شكوى رسمية في القريب العاجل. وأوضح السكان أن هذه المعاناة مستمرة منذ سنوات، وأن ارتفاع أسعار الإيجارات والأراضي في الأحياء الأخرى منعهم من الانتقال للحفاظ على سلامتهم وسلامة ذويهم من هذا الخطر الذي يرعبهم ليل نهار. أبو ياسر أحد السكان أشار إلى أنهم كلفوا أحد سكان الحي بجمع أكبر عدد من التوقيعات لتقديم شكوى رسمية للمطالبة بنقل المصنع. وأشار إلى أن عدد شاحنات الغاز التي تدخل وتخرج من المصنع تصل إلى قرابة الألف في اليوم الواحد، مبينا أن المصنع الآن في حالة توسع، وتساءل مستنكراً: "هل ننتظر حتى تقع الكارثة ونحاسب المتسبب؟ وماذا تفيد المحاسبة بعد وقوع الضرر؟". وفيما يخص البناء العشوائي بالقرب من محطة الغاز، أكد أبو ياسر أن أغلب الساكنين يمتلكون صكوكا شرعية، مضيفا أن الحي يحتوي على أغلب الخدمات. وكان العميد عبد الله جداوي نائب مدير الدفاع المدني في منطقة مكة المكرمة قال في تصريحات سابقة: "إن إدارته عرضت على عدة جهات مختصة ذات علاقة بالمخاطر الناجمة من موقع شركة الغاز على الأحياء المجاورة له، ومنها الكيلو 14، والإجراءات اللازمة والمطلوب اتخاذها حيال هذه الإشكالية". وأوضح جداوي أن تلك الجهات أقرت توصيات عدة تشمل دراسة إيجاد موقع بديل لشركة التصنيع والغاز الأهلية تتوافر فيه جميع اشتراطات الأمن والسلامة وتوفير تلك الاشتراطات في موقع الشركة القائم حاليا ودراسة تحديد وضع المدارس المجاورة لموقع الشركة وإعداد خطة لمواجهة الطوارئ لهذا الشأن. وأضاف أن تحديد المخاطر في كل المنشآت الصناعية والحكومية في مختلف الأنشطة بهدف الحد منها، وتم تحديد هذه المخاطر وفق حوادث تم تسجيلها في بعض المنشآت وهو ما استدعى دراسة موقع شركة الغاز الحالي وتحديد كل المخاطر في حال الحوادث، وجرى إعداد دراسة بهذا الخصوص بهدف تفاديها مستقبلا بشكل احترازي ووقائي، وتم رفعها إلى الجهات المختصة. ويأتي حديث المصادر، على خلفية دوي سلسلة انفجارات قادمة من طريق خريص، نتيجة انفجار صهريج غاز نجم عنه تسرب غاز وذلك بعد اصطدامه بأحد الجسور على الطريق، ووصل الغاز المتسرب إلى داخل معرض للمعدات الثقيلة في الجوار لينفجر بدوره لعدم تحمل هيكله الحرارة.. تلتهما انفجارات أصغر نجمت عن اشتعال بعض السيارات التي كانت في موقع الانفجار الرئيس. وبلغ عدد المصابين من حادث انفجار صهريج الغاز (26) سعودياً و(67) من جنسيات متعددة و(40) من مجهولي الهوية. تلقى منهم (43) مصاباً العلاج وغادروا المستشفيات، بينما لا يزال (90) مصاباً يتلقون العلاج منهم (12) في العناية المركزة والبقية حالاتهم بين المتوسطة والخفيفة. وبلغ عدد الوفيات، وفق ما جاء على موقع وزارة الصحة في ''تويتر'' 26 بينهم سعوديون ووافدون من جنسيات مختلفة.
إنشرها

أضف تعليق