Author

مطار جدة والحل الحتمي

|
في كل موسم حج، بل في كل موسم ذروة كموسم العمرة في رمضان والإجازات المحلية، تُصاب حركة المسافرين في مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة بإخفاق، وتتسبّب في معاناة مئات الآلاف من المسافرين. ما يميز إخفاق مطار جدة أن كل موسم يأتي بأسباب جديدة للإخفاق، وكأن في تغيُّر السبب عذراً مقبولاً يُخلي مسؤولية القائمين على إدارة هذا المطار الأكثر حيوية وأهمية لدينا. تذكرت حال مطار جدة ذي المدارج الثلاثة والمساحات الكبيرة، ومطار جاتويك - لندن الذي يتعامل مع 30 مليون مسافر في السنة باستخدام مدرج واحد فقط. البنية التحتية الحالية لمطار جدة قادرة على التعامل مع حركة المواسم الحالية بسهولة وبالمثل مطار الرياض، لكن المشكلة تكمن في المنهجية المتبعة في كثير من مرافقنا الكبرى، ومنها المطارات، والمتمثلة في صعوبة التطوير التدريجي لها وننتظر دوما الانتقال الجذري. مثال ذلك الصالة الرابعة المهجورة في مطار الرياض التي كان بالإمكان تجهيزها منذ سنوات طويلة لتسهم في تنمية الحركة الجوية الضعيفة التي لا تتناسب مع مكانة مدينة الرياض. شهد العقد الحالي تزايد اهتمام القطاع الخاص بالمطارات سواء من خلال الملكية الشاملة أو الاستثمار الجزئي كالأسواق الحرة وغيرها، فكان أن صاحب ذلك تجديد في منهجيات الإدارة ودخول منهجيات القطاع الخاص إليها. التجديد في إدارة المطارات أبقى مناصب حكومية سيادية تكاملت بانسجام مع المناصب التنفيذية. وكان لذلك التجديد والتكامل أن أصبح كثير من المطارات العالمية، مثل هيثرو وشانجي ودبي موارد للدول بدلاً أن تكون عالة على موازنة الدولة. استدعى الوجه الجديد للمطارات كفاءات إدارية متخصّصة في إدارة المطارات، كما هو عليه الحال في الكفاءات العالمية في إدارة الخطوط الجوية، وأصبحت مطارات تنتمي للوجه الجديد في منطقتنا تستعين بكفاءات عالمية لإدارتها. قبل سنوات تم التعاقد مع ثلاث شركات عالمية لتطوير البيئة الإدارية للمطارات الدولية الثلاثة في الرياض وجدة والدمام، وبقيت نتائج تلك المشاريع التطويرية محدودة مقارنة بما أنفق عليها من مال. ولهذا فإنه آن الأوان للتفكير في استقطاب كفاءات عالمية تتولى المناصب التنفيذية في مطاراتنا ضمن برامج نقل الخبرات مع كفاءات سعودية شابة.
إنشرها