Author

إلى أين يقودنا.. تسونامي البطالة؟

|
عناصر ''تسونامي البطالة'' مكونة من 250 ألف (ربع مليون) خريج يتدفقون كل عام بعد تخرجهم من 25 جامعة حكومية وخاصة، إضافة إلى 200 ألف طالب من المدارس الصناعية والثانوية، كلهم يسيرون في طابور البطالة الطويل.. وهذا يعني أننا نحتاج إلى نصف مليون وظيفة سنويا لاستيعاب هذا الجيش الجرار.. هذا الجيش الذي يهدد السلام الاجتماعي الذي تتمتع به المملكة، والحلول التقليدية هي حشر هؤلاء في وظائف وهمية، وهو ما يعرف بالبطالة المقنعة، فالحكومة مثقلة بأعباء ملايين الموظفين، وبعضهم زائد على الحاجة، والقطاع الخاص لا يُعَيِّنُ موظفا لا يحتاج إليه؛ لأنه سيصبح عبئا على ميزانية الشركة أو المصنع، كما أنه بحكم صغر حجمه لا يستطيع استيعاب هذا العدد الضخم من طالبي الوظائف. إنها أزمة ضخمة تحتاج إلى حلول غير تقليدية، والأزمة ليست وليدة اليوم، ولا هذا العام أو الذي قبله.. إنها أزمة قديمة منذ دخلت ''السعودية'' مرحلة التوسع في التعليم الجامعي، خاصة التعليم النظري، فتوسعت في كليات الحقوق والآداب.. أقصد التعليم الذي لا يلتقي مع التطبيق العلمي في الحياة.. وليس هذا بالطبع ذما في تعلم الحقوق والشريعة والأدب، ولكن الحقيقة أن حاجتنا إلى التعليم العلمي أشد.. خاصة أننا في عصر العلم والتكنولوجيا.. وفي الواقع أن الدولة لم تقصر في فتح مجالات التوظيف سواء لدارسي العلوم أو الآداب. إن مشروع توطين الوظائف، كان وما زال مشروعا حيويا ومهما، في محاولة جادة لصد تيار البطالة المتنامي، خاصة بين النساء السعوديات القادرات والراغبات والمؤهلات للعمل عندما تتاح لهن فرص العمل. قد صدر الكثير من التشريعات والقوانين والأنظمة اللازمة، وبعضها تشريعات حازمة ولازمة التطبيق، ومع ذلك لا يزال شبح البطالة يعيش بيننا ويقض مضاجعنا، لذلك لا بد من التفكير جديا في الحلول غير التقليدية بعد أن جربنا طوال الـ 20 عاما الماضية الحلول التقليدية. وإنني أرجو من كل من عنده اقتراح غير تقليدي لمعالجة أزمة البطالة ألا يبخل به، وأن يتقدم به وأنا على ثقة بأن وزارة العمل والعمال ستدرس كل اقتراح، حتى لا تتعرّض لـ ''تسونامي البطالة''، وهو أخطر من ''تسونامي'' الزلازل والبراكين. مرة أخرى، لا بد أن تعود كلمة ''السعودة'' أو ''التوطين'' إلى واجهة المطالب الاجتماعية وإلى قمة ''الاهتمام''، وأن نتكاتف جميعا على إنجاحها، وإلا فإننا سنواجه.. ولعلنا نواجه الآن ''تسونامي البطالة'' المخيف! فإلى أين يقودنا هذا التسونامي؟ وهل تصلح معه الحلول التقليدية أم نحن في حاجة إلى ميكانيزم جديد؟
إنشرها