منوعات

حادثة انفجار صهريج الغاز تفجر الأفكار في الإعلام الجديد

حادثة انفجار صهريج الغاز تفجر الأفكار في الإعلام الجديد

حين تسقط أحجار كبيرة في برك مائية راكدة تتوتر المياه لتخلق أمواجا تحيط بمنطقة التوتر محدثة جلبة، هذا بالضبط ما تحدثه الأخبار السيئة، وفي حادثة انفجار صهريج الغاز شرقي الرياض الخميس الماضي مثال واضح على قدرة الأفكار صحيحها وسقيمها والإشاعات منها على وجه التحديد على الانطلاق بشكل يشابه انتشار الانفجار في الساحة المستظلة بجسر الحرس الوطني. تناقلت وسائط الإعلام الجديد بعد دقائق من الانفجار خبر الحادثة لنضرب أرقاما قياسية أتاحتها التقنية الحديثة في الوصول السريع بالخبر إلى أكبر شريحة من الناس، لكن هذا الوصول السهل والرخيص أتاح أيضا للمرجفين ورواد الإشاعات بث سمومهم وتوجيه سهامهم إلى مواطن القلق عند الناس ليتلقفوا الأخبار صحيحها وغريبها وينشروها بدورهم في محيطاتهم الاجتماعية. أحدهم غرد في "تويتر" أن ما سمع من انفجار عائد لإطلاق النار ليجزم دون أن يتروى حاملا معه الكثير من المغردين المصدقين، فيما آخر أكد أن طائرة مدنية سقطت في جوار ستاد الملك فهد الدولي، وآخرون يؤكدون على ألسنة جهات حكومية أن الحادث مدبر وأن العملية كانت تستهدف نطاقا أوسع ما استدعى الجهات الحكومية بعد ذلك للنفي والتأكيد على أن الحادثة كانت عرضيا. وخلافا لتلك الأفكار التي تبدو سامة في أوساط اجتماعية تتلقى الطعم بسهولة، أظهر السعوديون الجادون والمهتمون بقضايا مجتمعهم جانبا رائعا لفهم المشكلات وإظهار القدرة على التفكير في حلها، إذ لفت عبد الرحمن الزهراني وهو مهندس في إحدى الشركات الخاصة إلى خطاب كان قد أرسله إلى الجهات الحكومية المختصة في الرياض ليلفتهم فيه إلى خطورة دخول الشاحنات الناقلة للغاز والوقود، خصوصا في طريق خريص وكبري المعقلية، مشيرا إلى غياب دوريات المرور في تنفيذ التوجيه الخاص بمنع السيارات الثقيلة. أما المستثمر في قطاع النواقل والمحروقات محمود رشوان عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في المدينة المنورة فقد ركز في رسالته التي أعقبت الحادثة (تلقت الاقتصادية نسخة منها) على صهاريج نقل الغاز ومواصفاتها المطلوبة التي يجب أن تتوافر على الحد الأدنى من شروط السلامة مشيرا إلى أن تلك النوعية من الصهاريج التي تجوب طرقاتنا يوميا بالآلاف هي قنابل مؤقوتة مطالبا باعتماد الصهاريج ذات السماكة العالية والمصفحة بدلا من تلك التي لا تصلح سوى لنقل المياه. يضيف رشوان: "هذه الصهاريج التي تجوب الشوارع بحمولاتها التي تقارب 33 ألف لتر للصهريج الواحد تفتقد للأمان ابتداء من الخامات المصنوعة منها إلى وسائل المكافحة والإطفاء، بينما صهاريج نقل المحروقات تكون من نوعية خاصة من الحديد غير القابل للصدأ، مصفح وممتص للصدمات.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من منوعات