الرياضة

بشار للفريدي: احسم «أمورك»

بشار للفريدي: احسم «أمورك»

بشار للفريدي: احسم «أمورك»

لو عاد بي الزمن لاخترت الهلال.. بهذه الكلمات يؤكد بشار عبد الله قائد المنتخب الكويتي السابق والذي سبق له تمثيل فريق الهلال لكرة القدم، أنه لم يكن نادماً على اللعب للهلال، واصفاً التجربة بالغنية من جميع الجوانب، ومشيرا إلى أن كوكبة النجوم في الفريق الهلالي حينذاك ساهمت كثيراً في اختياره العرض الأزرق رغم وجود رغبة مماثلة من قبل نادي النصر نهاية عام 1998. بشار عبد الله كشف لـ ''الاقتصادية'' أن من أسباب اعتزاله اللعب الدولي مع المنتخب الكويتي وصوله لقناعة تامة بأنه قدم مالديه للأزرق، مشدداً على أنه فكر كثيراً بالتراجع عن القرار بعد موسمين من اتخاذه، لكنه وضع مشاعر الرياضيين هناك في حسبانه ليكون موسم 2005 هو العهد الأخير لبشار بالقميص الأزرق. بشار عبد الله في حواره مع ''الاقتصادية'' تناول عديدا من الأحداث المتعلقة بالرياضة الكويتية، وفترة تجربته في الملاعب السعودية، معتبراً تأخير حسم أحمد الفريدي لاعب الهلال لمسألة تجديد عقده مع ناديه أو الانتقال للنصر بذات التأثير على اللاعب. الحوار حمل عديدا من الأمور .. إليكم البقية: #2# اعتزالك اللعب الدولي جاء بشكل مفاجئ للشارع الرياضي الخليجي، كونك حينها في سن الـ28 عاماً .. ما أسباب ذلك؟ هناك أسباب عديدة أحتفظ بها لنفسي، ولكن ما يهم الشارع الرياضي هو أنني وصلت لقناعة تامة بأنني قدمت كل ما لدي للمنتخب الكويتي، صحيح أنني في سن صغير حينها وكنت قادراً على العطاء بنفس المستوى، ولكن الجميع جعل تركيزه على هذا الجانب ونسي أنني بدأت مع المنتخب الكويتي في سن صغيرة جداً، بدأت عندما كان عمري 18 عاماً، وفي موسم 2005 وهو الذي أعلنت فيه اعتزالي اللعب الدولي كنت أكملت الموسم الـ10 في خدمة المنتخب الكويتي، لذلك توصلت لقناعة أنني قدمت ما لدي، أيضاً كان حلمي هو قيادة المنتخب للتأهل إلى كأس العالم 2006، وبعد الخسارة في ذلك الموسم أمام أوزبكستان 3/2 في طشقند وتبدد أمل المنافسة على الملحق المؤهل شعرت أنني عاجز عن تحقيق شيء جديد للمنتخب. ولكن كان بإمكانك مواصلة اللعب على المستوى الدولي والمشاركة في التصفيات المؤهلة لمونديال 2010 لتحقيق حلمك، خصوصاً أن سنك تسمح لك بالمواصلة؟ لم أنظر لعمري في تلك اللحظة، وكما قلت مسبقاً كان تركيزي على أنني خدمت المنتخب الكويتي في 10 أعوام متواصلة، بفضل من الله أنا من قلائل اللاعبين الكويتيين الذين واصلوا المشوار دون توقف، إذ لم أتعرض لأي إصابة تبعدني عن الملاعب، في تلك الفترة شاركت مع المنتخب الكويتي في عدد من البطولات الخليجية، إلى جانب ثلاث بطولات كأس آسيا 1996 - 2000 - 2004، والتصفيات المؤهلة لكأس العالم 1998, 2002, 2006، أيضاً كنت بحاجة للتفرغ لخدمة النادي والقرب من عائلتي، في ذلك الوقت استقبلت ابنتي ''دلال'' الخبر بفرح بالغ، وهذا أيضاً من الأسباب التي شجعتني على اتخاذ القرار الحاسم. ألم تفكر لحظة بالتراجع عن قرارك؟ حدث ذلك، تحديداً في عام 2007 كنت على مقربة من إعلان التراجع عن القرار. لماذا لم تعلنه رسميا إذا؟ كنت ضد التلاعب بمشاعر الجماهير، ولأنني اتخذت قراراً حاسماً لا بد أن أتحمل تبعاته. في الفترة من 1996 وحتى 2005 كانت إنجازات الكويت مقتصرة على البطولات الخليجية، دون حضور قاري .. مالأسباب في رأيك؟ أتفق معك، خصوصاً في تصفيات كأس العالم كنا على مقربة من تحقيق التأهل لوجود الأسماء اللامعة والمميزة، ولا أبالغ إن قلت لك بأننا نستحق على الأقل الوصول إلى كأس العالم، ولكن المشكلة التي كانت تواجهنا هي أننا نخسر بصورة غريبة في اللقاءات التي تقام على أرضنا، على الرغم من تحقيقنا نتائج مميزة خارج الديار. في تلك الفترة كنا نرى أن التأهل قريب، وإن خسرنا إحدى البطاقات في تصفيات ما ننظر للتصفيات المقبلة، لم نكن ندرك حينها أن كل تصفيات ستكون أصعب من سابقتها، ربما يعود ذلك لافتقاد بعض اللاعبين الخبرة. أما فيما يتعلق ببطولات كأس آسيا، قد يكون الحظ عاند المنتخب الكويتي في تلك الفترة، ولكن هذا لا يمنع من الاعتراف بوجود بعض الأخطاء التي حرمتنا من المنافسة حينها. المنتخب الكويتي عاد للتوهج من جديد بتحقيقه لقب بطولة الخليج الـ20، لكنه خرج بصورة مفاجئة من التصفيات الأولية المؤهلة لكأس العالم 2014 على يد لبنان .. ما سر التذبذب الواضح في مستوى المنتخب الحالي؟ للأسف المنتخب الكويتي الحالي تأثر بالأوضاع السياسية والإدارية في الدولة، كما أن نوعية اختيار اللاعبين لم تكن دقيقة، إضافة إلى ذلك فإن اللاعبين تستهلك طاقاتهم في المشاركة ببطولات ليس لها أهمية كبطولة غرب آسيا والبطولات العربية، مقارنة بالاستحقاقات القارية المهمة، فتشاهد عملية اختيار وتدوير اللاعبين في هذه البطولات غير دقيقة. وهل كانت العملية في السابق أكثير تنظيما؟ نعم، على الرغم من قلة الموارد، وانعدام البنية التحتية، إلا أن العمل كان منظماً بشكل جيد، ويتفوق كثيراً على ما يجري الآن، على سبيل المثال في بطولة غرب آسيا المقبلة ستجد المنتخب الكويتي موجودا في اللاعبين الأساسيين، ومن ثم سيتواجد نفس المنتخب في بطولة دورة الخليج في البحرين، قبل أن يخوض غمار التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس آسيا، هذا ما لم يكن موجود في المنتخب قبل 10 سنوات لأن إدارة المنتخب كانت تمنح اللاعبين فترة راحة وتعفيهم من المشاركة في البطولات غير المهمة، ولذلك كانت النتائج في السابق أفضل بكثير مما يتحقق الآن. وماذا عن الأجهزة الفنية.. الصربي غوران يلقى انتقادات حادة في الشارع الرياضي الكويتي؟ بعيداًَ عن غوران، لن ينجح أي مدرب في الملاعب الخليجية ذو اسم كبير لامع في كرة القدم، وطوال 30 عاماً النجاح دائماً يكون حليف المدرب الطامح لصناعة اسم في ميادين كرة القدم، والدليل في الملاعب الأوروبية تجد الأندية حريصة على التعاقد مع المدربين الصغار في المجال، أصحاب الرغبة في صناعة اسمهم والرقي بفرقهم ومنتخباتهم الكروية، هذا للأسف لا يحدث في الخليج والكويت بالتحديد. وفيما يتعلق بالعمل في الفئات السنية .. كيف ترى الجهود المبذولة؟ العمل في الفئات السنية منتخبات أو أندية يتطلب توحيد المدارس، للأسف في الكويت وغالبية الدول الخليجية والعربية تجد أن الأجهزة الفنية للفرق والمنتخبات السنية تدار بكفاءات وطنية أو عربية، ليس تقليلاً من المدربين الوطنين والعرب، ولكن هذه الفئة هي الأجدر بالاهتمام أكثر من المنتخب الأول، كونها هي الرافد الأساسي للمنتخب مستقبلاً، لا أعلم لماذا لا توحد المدارس في الاتحادات، فإذا كان مدرب المنتخب الأول برازيليا، يجب أن يكون الطاقم العامل معه تحت إشرافه في المنتخبات البراعم والناشئين والشباب والأولمبي، وكذلك في الفرق. اعتزلت الكرة نهائياً في ختام الموسم ما قبل الماضي، لكنك لم تتجه للعمل مدرباً أو إداريا كحال غالبية اللاعبين الكويتيين؟ أتواجد حالياً محللاً في بعض القنوات فيما يتعلق بالدوريات الخليجية والعربية والعالمية، كل لاعب كرة بعد الاعتزال قد يجد نفسه في مكان معين، هناك من يفضل العمل الإداري أو الفني والبعض يتجه للعمل في المجال الإعلامي وأنا أحدهم. بشار عبدالله مثل ناديين في الكويت هما السالمية والكويت، وكلاهما من أعرق الأندية.. إلى أي الناديين ينتمي بشار الآن؟ أنا ابن السالمية إلى الأبد، فهو النادي الذي قدمني وله الفضل الكبير في بروزي بعد الله، لا أنسى الأيام الجميلة التي عشتها في الكويت، ولكن ولائي في الأول والأخير للسالمية، فهو بيتي الأول، أهلي وأقاربي هناك، العلاقة التي تربطني بالسالمية أكبر من كرة القدم وتفاصيلها. الشيخ تركي اليوسف يخوض الانتخابات لرئاسة نادي السالمية .. كيف ترى حظوظه في الفوز بالمنصب الأهم في النادي؟ الشيخ تركي اليوسف صاحب خبرة رياضية كبيرة، أتمنى له التوفيق في الانتخابات، وبصراحة أميل له كثيراً خصوصاً أن ملفه الانتخابي يحمل أسماء لها ثقلها، وقدمت الكثير للنادي كباسل عبدالنبي وجاسم الهويدي، وفوزه بالرئاسة مكسب كبير للنادي. هل سنشاهدك تعمل رسمياً مع هذه الإدارة في حال فوزها في الانتخابات؟ سأكون من الداعمين لها معنوياً فقط. مثلت الهلال السعودي في فترة قصيرة نهاية موسم 1998 وحتى آيار (مايو) لعام 1999 كيف تقيم التجربة؟ غنية من جميع الجوانب، الفنية والشخصية، كونت علاقات أعتز بها رغم قصر الفترة، حيث لم تتجاوز الستة أشهر، للأمانة ما زلت أرتبط بعلاقة محبة مع لاعبي ومسؤولي وجماهير نادي الهلال وعدد من الإعلاميين السعوديين، وطوال فترة وجودي في الرياض لم أشعر يوماً بالغربة، كنت حينها صغيراً في السن، لم أكمل عامي الـ21، ولكن الهلاليين عاملوني كابن من أبنائهم وهذا ليس بغريباً على الهلاليين بشكل خاص وأشقائي السعوديين بشكل عام. حملت مفاوضات انتقالك من السالمية للهلال ردود فعل واسعة.. كون النصر وهو المنافس التقليدي للهلال كان طرفاً في المفاوضات .. ما الذي حدث حينها؟ لا أبالغ إن قلت لك إن هذا الموضوع هو أكثر ما تحدثت عنه في حياتي، القصة هي أن النصر والهلال حينها فضلوا السرية في المفاوضات، والهلال برئاسة الأمير بندر بن محمد كان قد سلك طريقه في المفاوضات مع الشيخ خالد اليوسف رحمه الله رئيس النادي السابق، بينما كان النصر وممثله طلال الرشيد يجري مفاوضاته مع زكريا سالم أمين عام النادي، العرضان كانا متقاربين ولكنني فضلت عرض الهلال لعدة اعتبارات. ما الذي وجدته في الهلال لتفضل عرضه وترفض النصر؟ أولاً وجود عدد من اللاعبين المميزين، كيوسف الثنيان وفهد الغشيان ونواف التمياط وفيصل أبوثنين وخميس العويران وخالد التيماوي وأحمد الدوخي وسامي الجابر، والهلال كان في ذلك الموسم يحمل لقب الدوري السعودي، كما أنه يقدم مستويات مميزة، إلى جانب أنه يملك مشاركة آسيوية وهذا ما لم يكن لدى النصر. ولكن النصر حينها يقدم مستويات مميزة ويضم لاعبين على مستوى عال؟ نعم، ولكن الأسماء التي ذكرتها تشجع أي لاعب على قبول عرض ناديها، كما أن نتائج النصر في ذلك الموسم لم تكن كما الهلال الذي كان يحمل لقب الدوري، وحين المفاوضات كان أيضاً متصدراً للترتيب حينها بفارق كبير عن أقرب منافسيه، بينما كان النصر ما بين المراكز من الخامس والسادس والسابع. وماذا عن وجهة نظر نادي السالمية حينها؟ لا أبدو دقيقاً في وصف الحدث، ولكن انتابني إحساس برغبة النادي في قبولي عرض الهلال، صحيح أن القرار الأول والأخير لي أنا، ولكن كنت حريصاً على أخذ المشورة من أهل الاختصاص وأصحاب الخبرة. بصراحة.. لو عاد بك الزمن للوراء هل ستختار عرض الهلال؟ نعم.. ولن أمضي أكثر من تلك الفترة للتفكير والمفاضلة بين العروض المقدمة لي. كيف رأيت المنافسة في الدوري السعودي حينها؟ دعني أروي لك قصة حدثت لي في تلك الفترة، وهي تؤكد أن التنافس في الدوري السعودي كان حميماً وله نكهة خاصة، أتذكر أن الهلال كان متصدراً لترتيب الدوري في تلك الفترة، كان النظام هو إقامة المربع الذهبي بين الفرق الأربعة الأوائل، وكان ينتظر لقاء الديربي أمام النصر الذي كان يحتل المركز الخامس، وفقد المنافسة في الحصول على أحد المراكز الأربعة، التي ذهبت للاتحاد والشباب والأهلي. كان اللقاء مجدولاً لحساب الجولة ما قبل الأخيرة، خسارة الهلال لا تؤثر في صدارته للترتيب، وفوز النصر لن يمنحه فرصة الحصول على أحد المراكز الأربعة، فوجئت بالحديث بين اللاعبين عن المباراة وأهميتها، وتعاطي الإدارة والجماهير مع المباراة المنتظرة، لم أكن أتخيل أن الحماس وصل لتكون المباراة مهمة للفريقين وهي تحصيل حاصل في الأساس، عند دخولي للملعب لإجراء عملية التسخين قبل المباراة، صدمني الحضور الجماهيري الكبير، ملعب الملك فهد الدولي يكتض بالجماهير، حينها أنصار الفريق النصراوي لم يكن وجودهم فعالاً في لقاءات فريقهم الماضية، ولكنهم لهذه المباراة سجلوا حضوراً قياسيا، كذلك الجماهير الهلالية، تأكدت بعد المباراة أن التنافس في الدوري السعودي كبير، والإثارة لا تكاد تتوقف مهما كانت المباريات. ألم تتأثر بردود الفعل التي صاحبت مفاوضات قدومك للهلال؟ لا بالعكس، فهي أعطتني دافعاً للتأكيد على أنني صفقة رابحة وموفقة للهلال. ومتى تؤثر المفاوضات الطويلة على اللاعبين إذاً؟ في حال إعطاء الصفقة أكبر من حجمها الطبيعي، وهذا بكل تأكيد يتوقف على اللاعب ومدى ثقته بنفسه، حدثت مفاوضات مشابهة مع زميلي جاسم الهويدي، وكذلك محمد الدعيع، وقبل مواسم مع ياسر القحطاني، جميعهم لم يتأثروا بالمفاوضات الطويلة وتنافس الناديين القوي على كسب الصفقة، وظهروا بنفس مستواهم المعروف. الآن أحمد الفريدي لاعب الهلال يبدو في طريقه لتكرار نفس السيناريو الذي شهدته مفاوضاتك.. إذ يتنافس الهلال والنصر للحصول على خدماته الأول لإبقائه، والثاني لتوقيعه على عقد يمتد لأربع سنوات .. كيف تنظر لما يحدث بين الناديين واللاعب؟ لا أعلم عن مبررات أحمد الفريدي، ولم أطلع على أهدافه التي يبحث عن تحقيقها، ولكن من الأفضل أن يختار طريقه في وقت سريع، كون التأخير في حسم تجديده للهلال أو توقيعه للنصر سيؤثر في مستواه الفني، وسيكون أمام تحد جماهيري لإثبات أحقيته بالضجة التي صاحبت المفاوضات، سيبحث أمام جماهير ناديه الذي كسب خدماته عن إثبات أحقيته بما عملت الإدارة له، وسيحاول أن يبرهن لجماهير النادي الآخر أنهم خسروا صفقة كان باستطاعتهم كسبها.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الرياضة