مغردون برتبة مقاتلين ينقلون مشهد المعركة إلى «تويتر»

مغردون برتبة مقاتلين ينقلون مشهد المعركة إلى «تويتر»

لا يعلم عمار إذا كانت التغريدة التي سيرسلها ستكون آخر تواصل له مع متابعيه الذين لا يتجاوزون 500 شخص أو أن له بقية في الحياة ستجعله يشاركهم الهم الذي يحمله. ويكتب عمار يوميا تفاصيل عمليات عسكرية يقوم بها الجيش السوري الحر في درعا التي ينتمي إليها وينقل صورا ومقاطع فيديو من قلب المعركة، واستحق بنظر كل متابعيه لقب مغرد برتبة مقاتل، كل رحلاته مشروع ذهاب بلا عودة. وعمار هو أحد السوريين الذي كان يعيش حياة هادئة كغيره من المغردين من عرب تويتر قبل أن يحوله القمع إلى مقاتل يغرد ليلا ويحارب نهارا أو العكس حسبما تقتضي المصلحة، ولا يتفاجأ متابعو عمار بأن ما يكتبه من حقائق عن أرض المعركة هو نفسه ما تنقله وكالات الأنباء العالمية بعد هذا بساعات. ويمارس عدد من أفراد الجيش الحر ناهيك عن الناشطين الميدانيين عملية رصد دقيقة لتفاصيل المعركة الدائرة في سورية، وعملية بحث بسيطة كافية بأن تضع المهتمين بالقضية في مشهد ''رأي العين'' لواقع الأرض. وعبر تويتر ينقل فرد آخر من الجيش الحر تفاصيل شخصية عن بعض الضحايا الذين يسقطون في مدينته ممن يعرفهم شخصيا وهو بهذا يحول عداد الموت الذي يحمل أرقاما تزيد وتنقص يوما بعد آخر إلى قصص مليئة بالحياة. أحد القتلى الذين تخطوا 160 شخصا في يوم السبت الماضي لم يكن مجرد رقم يضاف إلى الإحصائية التي تظهر كخبر في شريط الموت الإخباري، بل كان أبو علاء ذلك الفوال المشهور في حي جوبر الدمشقي. وآخر من حلب يقول إن أحد تلك الأرقام التي أضيفت إلى الإحصائية الجامدة كان الشاب المسيحي بيير كابرييل الذي قتلته قوات النظام وهو يدافع عن مسجد بن أمية الكبير في حلب. وتظهر مثل هذه التفاصيل التي لا يبالي بها الإعلام الدولي فظاعة الجرائم التي يواجهها الشعب، آلة الموت تختطف الأبرياء الذين يصر أهلهم ومعارفهم على ألا يكونوا مجرد رقم في عداد الضحايا. ولا يسلم هؤلاء على جسامة المهمة التي يقومون بها من انتقاد المتابعين، البعض يعتقد أنهم يفرطون في السطحية والرغبة في السبق الإخباري عبر نشر تفاصيل لمعارك قادمة أو بث ما يفترض أنها أسرار لا يجب أن يطلع عليها أعداؤهم، وهم بين رفض هذا وقبوله في ردهم على تعليقات المتابعين يتناسون أن المحبين كثر ولكن العدو لا يستهان به.
إنشرها

أضف تعليق